منذ تأسيسها عام 2015، استطاعت فرقة “الحضرة” للإنشاد الديني أن تجذب قطاعًا عريضًا من المحبين والعاشقين للابتهالات والمدائح الصوفية، كما أنها غيرت من شكل وملامح خريطة الإنشاد الديني في مصر، ففي ظل اقتصار الإنشاد الصوفي الجماعي على فرق غير مصرية كالسورية والماليزية وغير ذلك؛ جاءت “الحضرة” التي تعتبر أول فرقة مصرية خالصة للإنشاد الصوفي الجماعي، لتقدم قصائد عدة تعبر عن ثقافة مصر وتراثها الشعبي الذي يحفل بالكثير في هذا الصدد.
بجلاليبهم البيضاء وعممهم الخضراء، قدم أعضاء فرقة “الحضرة” عددًا كبيرًا من الحفلات، في أماكن مختلفة مثل دار الأوبرا وساقية الصاوي وغيرهما، فضلًا عن المشاركة في مهرجانات عدة للغناء. يذهب الجمهور بكثافة إلى حفلات الفرقة ليستمع لأجمل الأناشيد والابتهالات التي تريح قلبه من هموم الحياة وتأخذه إلى عالم آخر أكثر رحابة، وتجعله “هائم في ملكوت الله”.
وفي هذا الصدد تواصل “إعلام دوت أورج” مع المنشد والملحن نور ناجح، مؤسس فرقة الحضرة، الذي تحدث عن حفلات الفرقة مؤخرًا وأنشطتها خلال الفترة القادمة، وعن تفاعل الجمهور مع الحفلات التي تقدمها الفرقة في أماكن متباينة، وأهم القصائد التي يطلب الجمهور سماعها.
في البداية، لفت “ناجح” إلى حفلات الفرقة مؤخرًا، حيث ذكر بأن الفرقة شاركت في مهرجان الموسيقى والغناء الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية في المسرح الروماني بالإسكندرية، ثم قامت الفرقة بإحياء حفلة في المسرح المكشوف بدار الأوبرا، تبعها مشاركتها في مهرجان الصيف الدولي الخامس عشر في مكتبة الإسكندرية، أيضًا شاركت الفرقة في مهرجان القلعة للموسيقى والغناء السادس والعشرين في قلعة صلاح الدين، وأضاف أنه من المقرر أن تكون الحفل القادم في الـ25 من أغسطس الجاري في ساقية الصاوي، ثم بعد ذلك تحيي الفرقة حفلًا في رأس السنة الهجرية.
https://www.youtube.com/watch?v=n6yCbqzohZg&feature=youtu.be
“القصائد التي نقدمها لا تختلف سواء في حفلة في ساقية الصاوي ودار الأوبرا أو في أحد المهرجانات، احنا بنقول مدائح في حب المولى والنبي وآله الكرام، وحتى لو اختلفت أذواق الناس لكن كلهم في الآخر بيحبوا المديح”، يقول ناجح موضحًا أنه لا يوجد هناك اختلاف بين حفلات الفرقة في دار الأوبرا وساقية الصاوي، وحفلاتها في أحد المهرجانات، واستطرد: “يمكن الاختلاف يكون في أن المهرجانات اللي شاركنا فيها مؤخرًا زي مهرجان القلعة وغيره، بتكون مهرجانات جماهيرية كبيرة جدًا، وتواجد الحضرة في هذه المهرجانات يكون مختلفًا بعض الشيء عن نوعية الجمهور اللي اعتاد إنه يسمعنا في الساقية وغيرها”.
قدمت الحضرة عددًا كبيرًا من القصائد والابتهالات، جذبت إليها جمهورًا من مختلف الأعمار والطبقات، ويشير مؤسس الفرقة إلى أن أكثر القصائد التي يطلب الجمهور سماعها، ويحفظ كلماتها ويرددها، هي قصائد “إني جعلتك في الفؤاد محدثي، إيه العمل يا أحمد، مدد يا سيدة، سكن الفؤاد”، وفي مناسبات كمولد النبي، الإسراء والمعراج، رأس السنة الهجرية، وموسم الحج وغيرها، أوضح ناجح أن الفرقة تختار قصائد خاصة لهذه المناسبات.
ختامًا، قال نور ناجح إن فرقة الحضرة سوف تقوم خلال الفترة المقبلة بتصوير فيديو كليب لقصيدة جديدة، وعن طرح ألبوم للفرقة أضاف: “الألبوم لسة شوية مش دالوقتي”.
يُذكر أن “الحضرة” هي فرقة مصرية خالصة للإنشاد الصوفي الجماعي، أسسها نور ناجح علي، في بدايات عام 2015، بعد أن قام بنشر إعلان على “فيسبوك” يطلب فيه منشدين وعازفين لإنشاء الفرقة، وتتكون الفرقة من 12 عضوًا من محافظات عدة في مصر، وينتمون إلى مختلف الطرق الصوفية مثل “النقشبندية والخليلية والبرهانية”، وتعد أول فرقة إنشاد ديني لها حفلات ثابتة، وتشهد حفلاتها إقبال كبير خاصةً من الشباب.
وتتميز بأنها الفرقة الوحيدة التي لها مستشار ديني تُعرض عليه القصائد قبل إنشادها، ومن أشهر أعمالها قصائد “حلفت بسرك الأسمى يمينًا” للشيخ أحمد أبو خليل، و”إني جعلتك في الفؤاد محدثي” لرابعة العدوية، و”المسكُ فاح” للشيخ صالح الجعفري، وأيضًا “الليلة حلوة، أبا الزهراء، أنت المليك، صلوا على الزين، مدد يا سيدة، هنا الحسين، يا كرام جودوا”.