عرضت قناة “العربية” تقريرا أعده أحمد بجاتو، مراسل القناة في القاهرة، حول دور الأيتام في مصر، خاصة بعد انتشار حوادث التعدي على الأطفال وانتشار سلوكيات منافية للآداب العامة داخلها.
التقرير الذي حمل عنوان “صرخة يتيم”، أعاد عرض لقطات من فيديوهات سابقة أظهرت مدى المعاملة السيئة والوحشية التي يتعرض لها الأطفال في بعض هذه الدور، كما استعرض التقرير رأي رامي الجبالي، أدمن صفحة “أطفال مفقودة”، الذي قال إن الانتهاكات التي يتعرض لها الأيتام في دور الرعاية، تتنوع بين تعديات لفظية وبدينة ومالية وجنسية، أو عدم حصول الأطفال على حقهم في التعليم.
أشار إلى اقعة خطف طفلة تدعة “هنا” من دار أيتام “بنت مصر”، وتم حفظ المحضر، قائلا: “في أي بلد بيتخطف فيها طفل ومحضره بيتحفظ؟.. لكن هو اتحفظ عشان دي يتيمة”. أكد بجاتو على أن هذه الدار التي كانت تملكها “عصمت المرغني”، النائبة السابقة بالبرلمان، هي الدار الأكبر في عمليات الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها الأطفال، وهو الأمر الذي تسبب في إغلاق الدار بعد البلاغات المقدمة ضدها.
تضمن التقرير، شهادات من بعض الذين عاشوا في هذا الدار، مؤكدين أن “عصمت” كانت تستغلهم في الدعاية الانتخابية، كما أنهم تعرضوا لانتهاكات جسدية ونفسية، مثل الضرب والحرمان من التبرعات التي يحصلون عليها، مثل الملابس والغذاء، لتوزيعها على فقراء الدائرة، حتى يتم انتخابها في مجلس الشعب.
حاور بجاتو علاء عبد العاطي، معاون وزيرة التضامن للرعاية، والمسؤول عن وحدة التدخل السريع التي أنشأتها الوزارة لبحث حالات التعدي على الأطفال في دور الأيتام، حيث قال إن بمجرد تقديم البلاغ إلى الوزارة، يتوجه فريق إلى دار الأيتام للتحقق من صحته.
صفاء صالح، التي كانت تعمل أخصائية نفسية في إحدى دور الأيتام، قالت خلال التقرير إنها فصلت من عملها بسبب كشفها عن انتهاكات جنسية وشذوذ يُمارس ضد الأطفال والشباب المقيمين بدور الأيتام.
وحول إيجاد حلولا للحد من الانتهاكات، اقترحت الدكتورة يسرا قطب، المدير الفني لمركز “أمان” وضع قائمة سوداء لكل عامل أو أم بديلة، ممن يقومون بإساءة معاملة الأطفال، وبذلك يتم استبعادهم من هذه المهنة تماما، ولا يُسمح لهم بممارستها بعد ذلك.
أما أحمد مصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن حقوق الطفل، فقال خلال التقرير إن هناك مشكلة عامة في قواعد البيانات بمصر، لكنه أكد في الوقت ذاته أن عددا كبيرا من الشكاوى التي تصله بخصوص انتهاكات دور الأيتام، تتعلق بالتعدي الجنسي، من قبل الفتيان على الأطفال في هذه الدور، وهنا تكون الإدارة مسؤولة، وبالتالي الوزارة لأن هذه الدور مرخصة من قبلها.
وفي ذات السياق، اتجه التقرير إلى زاوية أخرى، وهي تربح دور الأيتام من الأطفال، عن طريق جمع التبرعات، لكنها تُخفي عن الطفل حقوقه، وعندما يصل إلى سن معين يبدأ فيه بفهم هذه الحقوق، يكون على الدور التخلص منه، لأنها تُفضل الأطفال في عمر السنة والسنتين.
دار “بنت مصر” ليست الوحيدة التي أشار إليها التقرير، في مجال الانتهاكات، حيث قال “مصيلحي” إن دار “إشراقة” تم اتهامها بالتعدي الجنسي على بعض الأطفال، لكن وزارة التضامن لم تقم بغلقها مثلما فعلت مع “بنت مصر”، وهنا قال ممثل وزارة التضامن إن مجلس إدارة هذا الدار تم إقالته بالكامل.
على جانب آخر، استعرض بجاتو التصرف الحازم من قبل إدارة “دار الأورمان” تجاه موظفة قامت بتعذيب أحد الأطفال، موضحا أن الدار على مدار عشرين عاما، قامت برعاية أكثر من 4 آلاف طفل، وحصلوا على أفضل رعاية حتى تخرجوا من الجامعات أو تزوجوا.
اللواء ممدوح شعبان، مدير الدار، أوضح سبب تفوق دار الأورمان، مؤكدا أن ذلك يرجع إلى الهيكل التنظيمي للدار، من مشرفين وأمهات بديلات، والمشرفين النفسيين والاجتماعيين، كما أن عدد الأطفال المسؤولة عنهم “الأم البديلة” يكون قليل، وهو أحد أسباب النجاح، كما عرض التقرير نماذجا أخرى من دور أيتام ناجحة تحاول أن ترسم صورة مخالفة لدور الرعاية.
وفي إطار المزيد من الحلول، قال أيمن سيد، المسؤول الأول عن التوظيف في جمعية وطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام، إنه يجب إدخال فكرة رعاية الأيتام، منذ مرحلة الدراسة الجامعية، وتأهيل الخريجين لهذا العمل، بمعايير عالية، مما يمكن الخريج الذي سيعمل في دار أيتام، من التعامل مع السلبيات في سلوكيات الأطفال، بالإضافة إلى الاهتمام بتنمية مهاراته.
مشاهدة التقرير كاملاً من هنـــا