منذ أن اشترك مع العملاق يوسف شاهين وغنى “حدوتة مصرية”، لم يكُف أبداً عن البحث بداخل كُل منا، أحلامنا واحباطتنا وكل ما يشغل الانسان، بداياته فى أواخر السبعينيات كانت غريبة على المناخ المحيط حينئذ، كان مُختلف، لم يفهمه الكثيرون لكنه أصر على التركيزفى جوهر رسالته، أبت حنجرته الا أن تغنى لألمنا قبل أفراحنا، جاءت حقبة الثمانينات والتسعينات والى الآن يظل “منير” متفرد خارج المنافسة على الاطلاق، يزداد الوعىفيزداد من يفهمه الى أن أصبح شعباً بأكمله، يحرص على التحدث معهم فى كل مرة يقف على خشبة المسرح، يحثهم على تقبل الآخر أينما كان، يُدمجهم فى الحان وكلمات غريبة أحياناًمُعلنا عن ثقافات أخرى تعيش حول العالم، لذلك تجد شعب “المنايرة” أكثر المصريين سماعاً واستمتاعاً لكل أنواع الموسيقى، مع ذلك يهتف هذا الشعب فى كل لقاء “حدوتة”.. وهى العلامة المميزة لطريقة تفكير تعلموها منه.. “حدوتة مصرية”.
تعاون منير خلال مشواره الفنى مع كثير من الجنسيات الأفريقية والأوروبية وحتى الشمال الأفريقى، إهتمامه وايمانه بالدرجة الأولى بأهمية الانسان أينما كان هو شغله الشاغل، فهو مؤمن أن الوسيلة الأولى لاتحاد البشر هى الموسيقى، أحياناً تحب أغنية لا تستطيع فهم كلماتها، لمجرد وصول لحنها واحساس مطربها الى قلبك دون صعوبات. الحقيقة تؤكد أن الملك بعيد عن الجمع الموجود على الساحة مرة بموسيقاه، ومرات بفكره الذى سبق زمنه بأزمنة، منيرالمهموم بقضايا الوطن والأرض والانسان، لم نجد مطرب مصرى يهتم للإنسان وقضاياه مثله، كانالعالمى “بوب مارلى” من قبله لذلك لُقب ب “بوب مارلى الشرق”، ثم الأسطورة “مايكل جاكسون”، اللذان شاركاه نفس القضية.
فى حين ينشغل الجمع بملابس الكليب القادم ربما أكثر مما يحتويه الكليب نفسه، يختارمنير ملابسه فى أقل من ساعة ويعمل لأكثر من خمسة شهور متواصلة ليقدم لنا صورة عالمية مشرفة فى كليب“عالم واحد”ليؤكد من جديد اهتمامه بالانسان، الكليب يثيرقضايا اللاجئين كبشر تحتاج العون، لا كقنبلة ارهاب موقوتة كما تعتبرهم بعض الحكومات الأوروبية ، رسالته الى العالم “ليس أمامنا الا التصالح وأن نكون جنب الى جنب فهو عالم واحد”، لم يُحرك الكليب الا كثيراً من المشاعر الايجابية عند كل مشاهديه، لا تملك الا أن تتسع ابتسامتك لتربط أذنيك ببعضهما فى بهجة.
الكليب من انتاج شركة “يونيفرسال ميوزيك” وهى أهم الشركات المنتجة لأشهر المطربين فى العالم والتى أنتجت لملك البوب “مايكل جاكسون” من قبل، تختار مطربيها بناء على جماهيريتهم العالمية، جمهور حفلاتهم ومعايير كثيرة أخرى، جاء التعاون مع عادل الطويل وهو مغنى ألمانى من أصل مصرى-تونسى مميزاً كما جاءمن قبل فى أغنية “ياسمينا” والتى لاقت صدى كبيرا فى مصر وألمانيا والنمسا، عادل بدأ مشواره الفنى فى 1997 لكن توسعت شهرته مع Ich and Ich وأصبح على قائمة المطربين الأوائل فى ألمانيا، يوسو ندور هو المطرب الثالث فى الكليب وهو المطرب الأشهر فى السنغال ووزير ثقافتها الأسبق، بداياته كانت فى الثمانينيات، يشارك منير اهتمامه بالانسان والأرض والحروب، هذه التركيبة الفريدة من المطربين والتى اختارتها “يونيفرسال ميوزيك” لا نملك الا أن نستمتع بها كثيرا، لم يأتِ كل هذا من فراغ، انه حصاد سنوات دراسة، شغف، تعب، أحزان وأحلام لم يداريها منير عن جمهوره، أفراح شاركنا فيها.. ويظل يردد دائماً وأبدا ونردد معهً..
” لا يهمنى اسمك لا يهمنى عنوانك.. لا يهمنى لونك ولا بلادك.. مكانك.. يهمنى الانسان ولو ملوش عنوان”.