نقلًا عن “المصري اليوم”
لم تكن المرة الأولى التى تثار فيها حكاية أبناء أم كلثوم المجهولين. أول من حمل هذه الصفة المهندس محمد الدسوقى، ابن شقيقة أم كلثوم، والذى كان جزء من الوسط الفنى يحلو له أن يثير بين الحين والآخر شائعة أنه ابنها نظرًا لأنه كان الأقرب إليها، وفى كل اتفاق أو حفل أو تكريم هو حاضر، بل حتى على شاطئ رأس البر لها صورة لرجل يحملها، أغلب الصحف لا تعرف أنه محمد الدسوقى. قالوا إن أم كلثوم تزوجت قبل أن تنال شهرتها العريضة، وأرادت فى نفس الوقت أن تحتفظ لأطول فترة ممكنة بلقب الآنسة، بما يمثله من مشاعر إيجابية لدى الجمهور، ومردوده العذرية التى هى تاج المرأة فى عالمنا العربى.
نرشح لك: حفيدة أم كلثوم ترد على زواج جدتها سرًا
وجدوا ملامح تشابه بين وجهى أم كلثوم والدسوقى، فاعتبروها دلالة، رغم أنه من المحتمل أن يُشبه الرجل خالته، سقطت تلك الشائعة مع الزمن، لتعود مرة أخرى أشد ضراوة، مع نشر حديث مسجل للأستاذ الكاتب الكبير الراحل محفوظ عبدالرحمن، يؤكد فى حوار أجراه مع الصحفى الشاب، شادى أسعد فى (البوابة نيوز)، أن لأم كلثوم ثلاثة أبناء، امرأتين ورجلا، المفروض أنه التقى بواحدة منهما فى الكويت، عندما كان يعمل هناك.
وكما يصفها بليدة واسمها سعدية وأرجو أن تضع خطا تحت الصفة والاسم، السيدة الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز زوجة الأستاذ محفوظ تشككت وقالت إن التسجيل (مفبرك)، بينما أنا أؤكد أنه صوت محفوظ، ولكن تأملوا التسجيل، طلب الأستاذ من الصحفى الشاب عدم كتابة الحوار مطلقا، وليس فقط فى حياته.
نرشح لك: كيف اكتشف محفوظ عبد الرحمن زواج “أم كلثوم” السري؟
إنه الخيال الجامح يا سادة الذى ظل ملازما للأستاذ محفوظ، وحتى اختيار اسم سعدية ليس عشوائيا، فهو اسم وصيفتها التى لازمتها طوال حياتها، فهى كاتمة أسرارها، وكانت أيضا تشبهها!!.
كسر محفوظ الخط الوهمى بين الحقيقة والخيال، هو كثيرا ما كان يفعل ذلك، أتذكر جيدا قصة قصيرة له نشرها فى قالب المقال، فى جريد (العربى الناصرى)، قبل نحو 20 عاما، كتب أنه تلقى رسالة على جهاز (الأنسر ماشين) التليفون الأرضى، بصوت الكاتب الكبير سعد الدين وهبه صديقه، الذى ارتبط به على مدى تجاوز 40 عاما، تخيل محفوظ أن سعد وهبة لم يمت، وطلب منه أن يلتقيه صباح الغد فى مكتبه، ومن فرط الصدق الذى طرح به الأستاذ محفوظ تلك الحكاية، اتصلت به وقتها لكى أستأذنه فى حضور اللقاء الأسطورى!!
الأستاذ محفوظ ربما كان يعيش تفاصيل حكاية أخرى يتجاوز فيها أيضا الواقع، وهو أول من يعلم استحالة حدوثه، ثم أين هم الأبناء وأولادهم وأحفادهم بعد مرور أكثر من 42 عاما على رحيل أم كلثوم؟ الارتباط بأم كلثوم وسام أدبى على صدر كل من ينتمى إليها، فما بالكم أنه بالنسبة للأقارب من الدرجة الأولى، سيتحول إلى مكاسب مادية تحقق ملايين.
نرشح لك: محفوظ عبد الرحمن: أم كلثوم كانت محبة للشهرة وليس الغناء
أثناء مرض أم كلثوم عام 75 التقى الأستاذ محفوظ، طبقا لروايته، بتلك السيدة التى وصفها بالبليدة، وصفة البلادة تتيح له طبعا أن يجيب على سؤال، لماذا صمتت حتى الآن؟ ولكن هل البلادة أصابت أيضا باقى الأبناء.
الخيال الجامح كان هو الدافع للأستاذ محفوظ عبدالرحمن (84 عاما)، وكأنه يكتب قصة بصوت مسموع، ماذا لو كان لأم كلثوم هؤلاء الأبناء؟، وإحساسى أنه لم يستبعد نشرها بعد رحيله، وربما تلهم أحد تلاميذه باستكمالها ربما؟!.