إسلام وهبان
لم يكن الفنان الراحل فؤاد المهندس، مجرد كوميديان، يقدم أعمالا متميزة بشكل ساخر، بل كان مربيًا لأجيال كثيرة، اعتادوا على صوته وأسلوبه وتركيبته العجيبة، التي مزجت بين خفة الظل والحكمة، خاصة ما قدمه من خلال فوازير “عمو فؤاد”، أو برنامجه اليومي “كلمتين وبس”، الذي كان يذاع عبر أثير الإذاعة المصرية لسنوات طويلة.
إعلام دوت أورج حاول التعرف بشكل أكثر على الجد فؤاد المهندس، بمناسبة ذكرى ميلاده، التي توافق 6 سبتمبر؛ لذا تواصلنا مع حفيده، المخرج عمر محمد المهندس، للتعرف على أبرز المواقف التي جمعتهما، وكيف أثر عليه فنيًا، وعلاقته بفيلم “الكنز”، وذلك من خلال التصريحات التالية:
نرشح لك: إسراء النجار تكتب: 6 كنوز وليس كنزا واحدا
1- أنا من مواليد ديسمبر 1991، وعشت مع أسرتي ما يقرب من 16 عامًا بمنزل جدي الفنان الراحل فؤاد المهندس. درست الصحافة بقسم الإعلام في الجامعة الأمريكية، وسافرت بعدها إلى أمريكا لدراسة الإخراج السينمائي.
2- كانت لدي ميول منذ الصغر للمجال الفني، فقد تربيت على مشاهدة شرائط الفيديو الخاصة بأعمال فؤاد المهندس، التي كان يحتفظ بها والدي، وكنت أتابعها بشغف بدلا من أفلام الكرتون، وكانت لدي هواية التمثيل بالمدرسة، كما أنني تعلمت المونتاج قبل التحاقي بالجامعة، وكانت لدي نية حقيقية للاتجاه للفن بعد تخرجي من الجامعة.
3- علاقتي بفؤاد المهندس، كانت قوية جدًا، فأنا أول أحفاده، وكانت هناك نقاشات كثيرة بيننا رغم صغري، فلم يكن يمل من أسئلتي واستفساراتي، رغم كونه شخصية جادة جدا وحازمة، مما جعلني أميل للفن بشكل كبير.
4- فؤاد المهندس كان يحبني بشدة، وشاركت معه في تترات فوازير رمضان، لمدة ثلاث سنوات، وأعتقد أنه كان يعشق المسرح أكثر من السينما، ولم يكن يعلم أن لديه أفلامًا جيدة قدمها، فشغله الشاغل كان المسرح.
5- من أكثر الأعمال التي أحبها لفؤاد المهندس، مسرحية “سيدتي الجميلة”، وفيلم “أرض النفاق”، و”أخطر رجل في العالم”.
6- كانت لدي تجربة تمثيل وحيدة، عام 2009، من خلال مشاركتي بدور “سعيد”، وهو دور صغير في فيلم “1000 مبروك”، لكنه علق بأذهان الكثيرين، وأصبح “إيفيه”، واستخدمه رواد مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية.
7- دور “سعيد” جاء عن طريق الصدفة البحتة، أثناء حضوري “كاستينج” لتحضير فيلم “1000 مبروك”، وفوجئت بطلب المخرج خالد جلال، المسئول عن “الكاستينج” لعمل “تيست كاميرا” لي، بعد علمهم أنني حفيد فؤاد المهندس، ولم أتخذ الأمر على محمل الجد، لكن بعد شهرين اتصلوا بي وعرضوا علي الدور.
8- الدور كان صغيرًا وكان بدون اسم، مجرد شخص يستفز الفنان أحمد حلمي، لكن خلال التصوير تم إضافة مشهد الحمام بشكل ارتجالي، ووضع اسم للشخصية، وبعد عرض الفيلم وجدت تعليقات كثيرة على الدور رغم صغره، في البداية كنت منزعجًا من بعضها، خاصة فكرة عدم غسل اليدين، لكن بعد فترة أصبحت متقبل تفاعل الناس مع الدور وتعليقاتهم، لأنها غير شخصية.
9- بدأت الدخول في مجال الإخراج عام 2012، من خلال عملي كمخرج مساعد تحت التدريب في فيلم “فرش وغطا”، كذلك فيلم “الحرب العالمية الثالثة”، ثم عملت بإخراج الإعلانات لفترة، وكان مسلسل “تامر وشوقية” هو أول عمل لي كمساعد أول للمخرج عمر رشدي. ثم شاركت كمساعد ثان بفيلم “الجزيرة ٢”، والآن أشارك في فيلم “الكنز” بجزئيه كمساعد أول مخرج.
نرشح لك: ننشر إجمالي إيرادات أفلام عيد الأضحى 2017
10- في البداية كان هناك تخوف من جانب والدتي من الدخول للمجال الفني، لأنني الوحيد بعائلة فؤاد المهندس، الذي أحب الدخول للمجال، ولم تكن متفهمة فكرة العمل بشكل متقطع، لكن بعد مشاركتي في العديد من الأعمال المتميزة بدأت تتفهم ذلك. على العكس من والدي الذي فرح بدخولي المجال الفني وشجعني على ذلك كثيرا.
11- عملي مع المخرج شريف عرفة، كان أحد أحلامي، فقد أحببت السينما من خلال أعماله، وبداية تعاملي معه كانت من خلال المساعد الأول المخرج عمر رشدي، وعملت معه بعدد من الإعلانات، ثم توالت الأعمال معه بعد ذلك وصولا لفيلم “الكنز”.
نرشح لك: 10 مميزات و8 سلبيات لفيلم “الكنز”.. رصد لـ ياسر حسين
12- بدأنا التحضير لفيلم “الكنز” منذ عامين، ولوجود عدد كبير من المشاهد، التي زادت عن 300 مشهد، قرر “عرفة” تقسيم الفيلم إلى جزئين، وقد انتهينا تقريبًا من تصوير الجزء الثاني، فلم يتبقى سوا أيام قليلة على انتهائه.
13- أرى أن حالة الجدال حول الفيلم تعد مؤشرًا جيدًا للسينما المصرية الفترة الأخيرة، لكن هناك انتقادات غير منطقية؛ مثلا فكرة أن الفيلم طويل أو يقدم وجبة دسمة بخلاف أفلام العيد، وأعتقد أنه لا يمكن تصنيف الأفلام على أساس مناسبتها للعيد أو لموسم آخر، لكن الفيلم يصنف حسب جودته وجودة محتواه.
14- أعتقد أن اختلاف الحقب الزمنية كان من أصعب الأمور علي كمخرج مساعد، لما يتطلبه من تغيير في الملابس والديكورات والسفر لأماكن مختلفة، خاصة في الجزء الثاني. كما أن أكثر المشاهد الصعبة كانت في العصرين الفرعوني والعثماني.
15- أتمنى أن أقوم بإخراج عمل مسرحي، يعيد مكانة المسرح، وتقديم أعمال جيدة تجذب الجمهور للمسرح مرة أخرى، وقد قمت بعدد من المحاولات لكنني لم أجد من يشجعني أو يساندني في ذلك.