كشف مراسل “bbc”، في ميانمار، عن تعرض قرية مسلمي الروهينجا، اليوم الخميس، للاحتراق، مرجحًا أنها على يد رهبان بوذيين.
أوضح المراسل، أن حكومة ميانمار، دعت مجموعة من الصحفيين، من قبل للاطلاع على ما يجري في الميدان في ماونغداو، بشرط عدم مغادرة المجموعة، او الذهاب لأي مكان بصفة فردية، إلا تلك الأماكن التي حددتها الحكومة، ورفضوا طلب الصحفيين بالذهاب حتى للأماكن القريبة، بدعوى أنها غير آمنة.
زار الصحفيين بلدة تسمى أل لي ثان كياو، جنوبي ماونغداو، مازالت أثار الحرائق عليها، بما يعني أن المنازل فيها احترقت مؤخرًا، وهو ما بررته الشرطة بأن المسلمين أحرقوا بيوتهم بأيديهم، بالرغم من أن الأغلبية غادروا بعدما هاجم مسلحون من “جيش إنقاذ أراكان” نقاط تفتيش للشرطة في البلدة يوم 25 أغسطس الماضي.
أردف المراسل أنهم رأوا ثلاثة أعمدة دخان على الأقل شمالًا، واستمعوا لصوت إطلاق الرصاص، بالأسلحة الآلية، بالإضافة لدخانٍ كثيفٍ متصاعدٍ من حقول أرز، توحي بوجود قرية، مضيفًا أنهم خرجوا مسرعين عبر الحقول نحو القرية، ليشاهدوا المنازل الأولى وقد اشتعلت فيها النيران، وقضت عليها وحولتها إلى رماد في 20 إلى 30 دقيقة، وهذا دليل على أن النيران أضرمت لتوها.
استطرد أنهم عندما دخلوا القرية وجدوا مجموعة من الشباب الأشداء يحملون سواطيرًا وسيوفًا يهمون بالخروج، فحاولوا طرح أسئلة عليهم لكنهم رفضوا التصوير، ولكن أحد الصحفيين من ميانمار سألهم بعيدا عن الكاميرات، وقالوا له إنهم رهبان بوذيون، واعترف أحدهم أنه أضرم النيران، وأضاف أنه الشرطة ساعدته في ذلك، متابعًا: “وعندما توغلنا أكثر، شاهدنا مدرسة قرآنية وسقفها يحترق وينهار، وقد التهمت ألسنة النيران جدرانها وجدران بيت مجاور لها، وبعد دقائق أصبحت المدرسة رمادا” معلقًا: “لم يكن في القرية أحد آخر، فهؤلاء الشباب الأشداء الذين رأيناهم هم الذين أضرموا النيران”.
تابع: كانت أغراض البيوت مبعثرة في الطريق ولعب الأطفال وملابس النساء، وشاهدنا صفائح يتسرب منها الوقود وسط الطريق، وعندما هممنا بمغادرة القرية تحول كل شيء فيها إلى رماد.
كان نحو 164 ألف من مسلمي الروهينجا هربوا إلى بنغلاديش هاربين من الموت في ميانمار منذ بدأت أعمال العنف في ولاية راخين قبل أسبوعين، وأشار المسلمون إلى أن جنودًا من الجيش ورهبانًا بوذيون دمروا قريتهم وأحرقوها ليخرجوهم منها، بعدما تعرضت نقاط تفتيش تابعة للجيش إلى هجمات من مسلحين من الروهينجا، فيما تنفي الحكومة ذلك وتقول إن المسلمين يحرقون قراهم بأنفسهم.