لا يبدو الأمر مجرد نزهة، أو خبر هنا أو لافتة هناك، ولم تعد النظريات بعيدة التطبيق كما كان يري بعض من المحللين منذ عقد واحد فقط، أصبح الأمر واقعيا لمن يري، ربما لم يصل إلى رجل الشارع الذي يريد أن يأكل ويشرب فقط وهذا أبسط حقوقه وأبسط واجبات الدولة تجاهه، لكن ما يحيط بنا أصبح لا يدعوا كثيرا للتفاؤل.
في أسبوع واحد فقط أعلنت إيران وبكل صراحة أنها تشارك في عملية تحرير العراق من داعش، يعلم القاصي والداني أن إيران لها يد كبري في العراق منذ سقوط صدام حسين، لكنها ظلت لا تعلن ذلك حتى أسبوع مضي حينما ظهر قائد الحرس الثوري قاسم سليماني في زي فارس من العصور الوسطي، ساعد في تلك الصورة بعض التقارير الصحفية وهو الرجل الذي يقود عملية تحرير العراق، ظهر دون أدنى تردد في أن تظهر إيران دورها في العراق والذي قال عنه الكاتب غسان شربل نحن على مشارف عراق جديدة عراق ايرانية حينما يصل قاسم سليماني إلى قبر صدام حسين في حالة تحرير تكريت وهو أكثر من حارب الشيعة بل وصل الأمر إلى حرب ضد إيران عام 1980.
العراق بقيادة قاسم سليماني، وسوريا بقيادة حزب الله وبعض أعضاء الحرس الثوري، واليمن بدعم الحوثيين، ولبنان بقيادة حزب الله مرة أخري بجانب إيران هكذا يظهر الدور الإيراني الذي يعتبره الكثيرون هو الأهم في المنطقة في تلك الفترة، بل وبرهنت إيران انها من تستطيع التحكم في تلك الأمور بيدها استقرار اليمن من خلال كلمة واحدة للحوثيين وكذلك الأمر في باقي البلاد.
خبر تحرش الحوثيين ببعض القوات السعودية في الحدود اليمنية السعودية لم يكن الخبر الذي يمر مرور الكرام فالتكتل الشيعي في المنطقة أصبح أقرب مما يتخيل البعض كل الدلائل تشير إلى ذلك، السعودية تدرك الخطر المقبل “لو لم تدرك تصبح كارثة” ربما كان الملك الراحل أدرك ذلك جيدا وهو ما تمثل في مبادرته لجمع دول الخليج ورأب الصدع وهو ما يؤكد أن الخليج في حالة إلى تكتل تقوده دولة قادرة على الردع.
موقف مصر من تلك الخريطة الجديدة التى تحدث ليس أمر ببعيد ، هناك مصالح مشتركة بين مصر والخليج ليست تلك المصالح المتعلقة بالتبادل التجاري فحسب بل في ظل سقوط ليبيا وسوريا وفلسطين يصبح دول الخليج حزام امان امام الخطر الإيراني المقبل، والذي لا يقف عند دولة ولا يلجمه طموح بعينه، الأمر مشترك أيضا مع دول الخليج التى تحاول ان تقف امام هذا المد، ربما يدرك البعض الآن بعيدا عن ورقة الإخوان”المحروقة” والتي تستخدم كورقة ضغط ليس أكثر ان مساعدة دول الخليج لمصر ليس من باب الشفقة وربما يدرك الآن معني تصريحات قادة تلك الدول أن سقوط مصر يعني سقوط العرب.
سكانيا وعسكريا تعد مصر هي القوة الوحيدة الآن في المنطقة، قوة عسكرية تنجح في أي مهمة خارجية لها، نعم لدي الخليج الاموال ولدي مصر القوة العسكرية، تلك القوة التى ظهرت مؤخرا في إصرار الجميع على إنشاء قوة عربية مشتركة الامر لا يتعلق بمحاربة الإرهاب أو تنظيمات هنا او هناك الامر يتعلق بحماية دول مقابل مصالح مصر.
قد يري البعض أن مصر ستتاجر بجنودها وهو أمر من وجهة نظري غير صحيح، مصر تدافع عن أمنها القومي وان شئت الدقة لا تملك إلا ان تدافع بالجنود اللي “زي الرز” ، لا عيب في ذلك فالقوات الامريكية في جميع دول العالم وروسيا كذلك، لما لا يكون الأمر بالنسبة لمصر هكذا ، تدافع من أجل مصالح مشتركة لا تخفي على أحد.
علاقة مصر بدول الخليج في تلك الفترة هي علاقة شراكة لا بد للطرفان ان يتكاتفا فيها وإلا سقط المعبد على من فيه.
اقرأ أيضًا:
هاشتاج “العاصمة الجديدة” يتصدر “تويتر”
“كيري” يوضح سبب ذكره لإسرائيل بدلًا من مصر
“شردي” عن وزير خارجية بريطانيا: “راح فين ده؟”
عمرو أديب يعلق علي “زلة لسان” كيري
فجر السعيد : مبارك اعترف لي بغلطة تستحق المحاكمة
وزراء محلب لا يعرفون بدقة المطلوب من المؤتمر الاقتصادي
كيف حارب إعلام الإخوان المؤتمر الاقتصادي؟