نشرت النائبة في البرلمان، أنيسة حسونة، صورة لها بشعر قصير، وحكت قصتها مع مرض السرطان، ولحظة معرفتها نبأ إصابتها بهذا المرض.
قالت “حسونة”، من خلال منشورها عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “في مثل هذا الوقت من العام الماضي جلست أستمع في ذهول للطبيب الذي نصحني بترتيب أموري المادية وغيرها قبل موعد مغادرتي المحتوم لهذه الحياة، لم أفهم كلماته حينها أو أستوعبها فانزلقت بوقعها القاسي علي إدراكي وكأنها قطرات ماء تنزلق على زجاج دون أن تترك به أثرا، بينما ظللت جالسة أمامه في سكون وزوجي والبنات مثلي، وعقلي يدور بسرعة ٣٦٠ درجة في الثانية بين مختلف الاحتمالات، وأنا غير مصدقة أن ذلك يحدث لي في الواقع، وأنني قد أصبت بهذا المرض الخطير فعلا واستمررت في النظر إلى وجهه وهو ما زال يتحدث وأنا أتساءل في ذهني ماذا أفعل هنا؟ لا بد أن هذه الأشعات وتقريرها يخصان مريضة أخرى، وأن خطأ ما قد حدث بتسليمها لي كما يحدث في الأفلام السينمائية، وأن شخصا سيفتح باب الغرفة فجأة ويعتذر عن هذا الخطأ الجسيم ويخبرني أن نتائج الأشعة الخاصة بي سليمة وأنني على ما يرام، وبالتالي نتنفس الصعداء ونغادر جميعا المركز الطبي سعداء ونعود لحياتنا العادية، ويمكنني بعد ذلك أن أضيف هذه القصة إلى محصول القصص الكوميدية التي نحكيها عما يحدث لنا”.
أضافت: “وعندما خرجت جزئيا من حالة الذهول التي أصابتني بدأ ذهني يتساءل لماذا أصابني أنا السرطان؟ وكيف؟ ولماذا أنا بالذات؟ فأنا لم أتسبب في إيذاء أحد طوال حياتي وعاملت الناس دائما بالحسنى كما أحب أن يعاملوني وكنت دائما ودودة لأن الابتسامه صدقة! فهل الإصابة بهذا المرض عقاب على ذنب ارتكبته؟ أم أن معاناتي المتوقعة ستكون في ميزان حسناتي وتقلل من ذنوبي في الآخرة؟ أيا كان الأمر فأنا لا أرغب أن أكون مصابة بالسرطان، وبينما أدرك أنني يمكن أن أغادر الحياة في أي لحظة ولأهون سبب، ولكني لا أريد أن أعرف أن مصيري قد أصبح محتوما قريبا بسبب المرض”.
وتساءلت: “وهل معنى ذلك أنني لن أعيش لأشاهد أحفادي يكبرون وأفرح بنجاحهم؟ وماذا سيجري لي نتيجة العلاج شديد الوطأة والذي أسمع أنه يهاجم الخلايا السليمة مثلما يهاجم الخلايا الخبيثة؟ وهل سأحتمل نظرات الشفقة ممن يحيطون بي؟ وهل ذهبت أحلامي حول خططي المستقبلية مع عائلتي أدراج الرياح؟ وهل سأستطيع مواجهة الناس بحقيقة مرضي أم سأخشى مثل الكثيرات الخروج علنا للحديث عن مرضي ومعاناتي خوفا من استهجانهم أو دهشتهم؟”.
وتابعت: “وبعد صمت طويل وتردد أطول لشهور طويلة قررت أن أتصرف بطبيعتي وأواجه مخاوفي من احتمال عدم تقبل الآخرين لمظهري الجديد بعد خضوعي للعلاج من مرضي المفاجئ، فالكثير ممن حولنا يتوقعون منا أن نظل دائما في أحسن صحه وحال رافضين قبول أي علامات ضعف أو مرض علينا وكأنه من قدر النساء في عالمنا أن يتحملن آلامهن في صمت حني يستطيع الآخرون أن يستمروا في الاعتماد عليهن باطمئنان كالعادة”.
واختتمت حديثها قائلة: “سطرت هذه التجربة الحياتية القاسية في كتاب سيصدر خلال الأسابيع القليلة القادمة إن شاء الله وأتمنى أن تجدوا به ما يثير اهتمامكم ويساندكم في بعض اللحظات التي قد تبدو فيها الدنيا وكأنها قد أغلقت الباب في وجوهنا رغم أن شعاع الأمل يظل دائما موجود بشكل أو بآخر ليحمينا من الانهيار ويدعمنا في مواجهة الهواجس والقلق والخوف من المجهول”.