انتهت الباحثة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، من تدّوين رحلتها مع مرض “السرطان”، والتي بدأت منذ عامٍ مضى، مؤكدة أنه سيُصدر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مُتمنية أن يُساهم هذا الإصدار في زيادة وعي المواطنين بتفاصيل هذا المرض، فضلًا عن إلهام المصابين بضرورة الاستمرار في مكافحته.
قررت “حسونة” ممارسة الصراحة تجاه تفاصيل مرضها عبر هذا الكتاب، حيث إنها حاولت التظاهر بالصحة الجيدة أمام المواطنين طول العام الأخير، موضحة أن سترصد كواليس إصابتها بـ”السرطان” والذي ساهم في تغيير جوهرها ومظهرها إلى حدٍ ما بسبب العقاقير وجلسات العلاج الكيماوي والجراحة، مُعتقدة أن هذه الخطوة سوف تُساعدها على مواجهة الحياة بشكلٍ أفضل، وترتيب أولوياتها بطريقة أكثر واقعية.
أشارت إلى كواليس زيارتها للطبيب، عندما أخبرها بحقيقة مرضها، قبل عام، والذي طالبها بترتيب أمورها المادية قبل الرحيل عن الحياة، مؤكدة أنها فقدت القدرة على الاستيعاب آنذاك، واعتقدت أنها تعيش في مشهد سينمائي، حيث بادر إلى ذهنها العديد من التساؤلات، منهم “ماذا أفعل هنا؟”، و”لماذا أصابني أنا السرطان؟ وكيف؟ ولماذا أنا بالذات؟”، و”هل الإصابة بهذا المرض عقاب على ذنب ارتكبته أم أن معاناتي المتوقعة ستكون في ميزات حسناتي وتقلل من ذنوبي في الآخرة؟”، و”هل معني ذلك أنني لن أعيش لأشاهد أحفادي يكبرون وأفرح بنجاهم؟”، و”ماذا سيجري لي نتيجة العلاج شديد الوطأة والذي أسمع أنه يهاجم الخلايا السليمة مثلما يهاجم الخلايا الخبيثة؟”، و”هل سأتحمل نظرات الشفقة ممن يحيطون بي؟”، و”هل ذهبت أحلامي حول خططي المستقبلية مع عائلتي أدراج الرياح؟”، و”هل سأستطيع مواجهة الناس بحقيقة مرضي أم سأخشى مثل الكثيرات الخروج علانية للحديث عن مرضي ومعاناتي خوفًا من دهشتهم؟”.
أكدت أنيسة حسونة أنها ستظل كما هي في نظر من يحبونها، إذ أن إصابتها بـ”السرطان” سوف يُساعدها في ترتيب أولوياتها، وفتح آفاق جديدة للاستمتاع بـ”نعم” الحياة، مُتمنية أن يكون الكتاب الذي سيصدر قريبًا يُساند البعض في بعض اللحظات التي تبدو فيها الدنيا وكأنها أغلقت الأبواب في وجوههم، موضحة أن شعاع الأمل موجوًا بهدف الدعم في مواجهة الهواجس والقلق والخوف من المجهول.