ذهبت لاستكمال مشاهدة أفلام العيد ووقع الاختيار على فيلم “بث مباشر” لسامح حسين، المفاجأة بعدما توجهت لواحدة من دور العرض التي أعلنت عن عرضه بها أنها تستبدله بفيلما أخر في القاعة المخصصة له! بحجة أن الفيلم لا يحقق إيرادات فيتم فتح دار العرض لأحد الأفلام التي تحقق إيرادات كبيرة وتكرر الأمر في اليوم التالي بدار عرض أخرى بوسط البلد، ثم وجدته بعد بحث في دار عرض ثالثة وكان معي “نفر” قليل من الجمهور يبحثون عن الكوميديا.
بالطبع جزء من الأمر مقنع وهو أن الفيلم ممكن أن يكون متأخرا في ترتيب المنافسة في الإيرادات بسبب وجود أعمالا أخرى هامة وكبيرة يتصدرها نجوم لشباك التذاكر، ولكن في نفس الوقت هناك تربيطات و”حرب” خفية تدور كل موسم داخل دور العرض لتفتح القاعات لأفلام معينة على حساب أفلام أخرى، والضحية دائما الأفلام الصغيرة إنتاجيا والتي لا يتاح لها حتى الأسبوع الأول من العرض فمنذ اليوم الأول لسباق العيد يبدأ السيناريو لحساب أفلاما على أخرى!؟ ولذلك أصبح الإنتاج الصغير لا مكان له خاصة في مواسم العرض الرئيسية حيث يتم عرضه على مضض ولا تلتزم دور العرض بفتح القاعات المقررة لتلك الأعمال.
اللافت أن الفيلم أفضل من أعمال كوميدية أخرى تعرض في نفس الموسم ويتم الترويج لها بقوة وفتح قاعات عرض كثيرة لها بسبب قوة المنتج والموزع، فيلم “بث مباشر” حاول صناعه تقديم الكوميديا بشكل جيد قدر المستطاع من خلال البطل الضابط “الطيب” الموقوف عن الخدمة بسبب سذاجته في التعامل مع إحدى العصابات، السيناريو لم يسعفهم بالقدر المطلوب وكان “ضعيفا” وبطيئا في سرد الأحداث وكذلك بناء العلاقات بين الشخصيات ولكن في نفس الوقت كانت هناك مواقف خلقت كوميديا جيدة خلال الأحداث جسدها سامح حسين بشكل جيد وهو من أفضل أفلامه التي قدمها في مشوار البطولة، الفيلم رغم أنه عملا كوميديا إلا أنه يتحدث في أجزاء كبيرة منه بجدية عن فساد رجال الأعمال من خلال شبكة علاقاتهم بالسلطة! وقدم سامح حسين مشهدا جيدا في نهاية الأحداث ولكن كان نقطة ضعف كبيرة أيضا عدم وجود ممثلين كوميديانات يشاركون البطل رحلته في البحث فاكتفى بسامية الطرابلسي “كوجه جميل” ومحسن منصور، العمل تجربة جيدة لسامح والمخرج مرقس عادل والمؤلف طارق رمضان وهو تجربة جريئة من المنتج أن يعرض عملا مثل بث مباشر وسط منافسة صعبة جدا عليهم.
أتمنى أن يفكر سامح حسين في أعماله القادمة ويقدم بطولة مشتركة مع كوميديانات أخرين مثلا أشرف عبد الباقي لو قدما عملا سينمائيا ممكن أن يلاقي نجاحا جماهيريا مثلما حدث في التليفزيون، فالبطولة الجماعية تعود بقوة في السينما المصرية مجددا.
لوريل وهاردي .. ربيع وعبد الرحمن!
ذهبت لمشاهدة فيلم “خير وبركة” وكنت متوقعا عملا كوميديا متميز بقدر موهبة بطليه محمد عبد الرحمن وعلي ربيع الكبيرة، منذ بداية الأحداث وجدت مفاجأة “غير سارة” فلا يكفي أن يتظاهر الأبطال “بالعبط” لكي تضج صالة العرض بالضحك، كان من الممكن أن يكون هذا العمل بداية لثنائي كوميدي يستمر في تقديم الأعمال لو تم العمل على تقديم سيناريو جيد ومقنع مبني على مواقف كوميدية جيدة فالسينما تختلف عن المسرح الذي يقدمانه يوميا واشتهرا من خلاله، المواقف في الأحداث كانت ساذجة بشكل كبير وبالتالي لا ينتج عنها الكوميدية المنتظرة وكالعادة اجتهدا الاثنان في تقديم “أفيهات” وتلاعب بالألفاظ في محاولة لتقديم كوميدية خلال الأحداث! ورغم امتلاك عبد الرحمن وربيع لمهارات جيدة في الأداء الكوميدي إلا أن الكتابة الكوميدية لم تستغلهما بشكل جيد سينمائيا خلال الفيلم الذي كتبه شريف نجيب وجورج عزمي وأخرجه سامح عبد العزيز، وهو ما يكشف عن عدم وجود كتاب موهوبين الآن في صناعة المواقف الكوميدية والتلاعب بالألفاظ دون ابتذال وتقديم المبالغة المقبولة في كتابة المواقف الكوميدية المبنية على الانفعالات أو المفاجأة بشكل ناجح.
وللموسم الثاني على التوالي تكون الكلمة العليا لسينما الإثارة والأكشن بعد تصدر فيلم الخلية لسباق الإيرادات وسبقه هروب اضطراري في الموسم الماضي، بعدما ظلت الكلمة العليا في أغلب المواسم للسينما الكوميدية.