في هذه الحلقة من مذكرات السياسي عمرو موسى، التي ينشرها موقع “الشروق” على عدة حلقات، وفي الحلقة الثالثة، يكشف موسى عن تفاصيل الحرب الدبلوماسية التي وقعت بين مصر والدول العربية عقب توقيع مصر اتفاقية “كامب ديفيد”، وسعى العرب لعزل مصر دوليا بطردها من المنظمات الإقليمية والدولية.
تحدث موسى عن الرئيس السادات حيث قال: “السادات كان يعتبر نفسه أكبر من الدبلوماسية المصرية كلها، ومن المواقف التي تدل على ذلك ما رواه لي بطرس غالي عندما ذهب إليه في استراحة الرئاسة على شط قناة السويس في الإسماعيلية بعد أن نجحنا في دحر محاولات «جبهة الرفض» من طردنا من حركة عدم الانحياز، أو تعليق عضوية مصر فيها”.
تابع موسى: “قالي لي غالي: لقد ذهبت للرئيس السادات في استراحته بالإسماعيلية والسفن تمر من أمامه في القناة. كان يجلس على كرسي مثل كراسي «البلاجات»، وهو ممسك بغليونه الشهير. شرحت له كيف تصدينا لجبهة الرفض في كوبا وأنا فخور بما حققناه، وما كان منه إلا أن أمسك بحفنة من التراب وقال لي: «عارف يا بطرس كل الكلام اللي أنت قلته ده واللي قالوه ضدنا في كوبا ميساويش حفنة التراب المصري دي». وهو ما معناه: أن ما قمتم به أمر جيد، ولكن الأهم هو التراب الذي حررته بالحرب والسلام.
استكمل موسى حديثه عن السادات قائلا: “كان السادات رجلا جريئا يقال له في العامية «باجس» أي لا يهتز بسهولة، لكنه كان فرعونا مثل عبدالناصر، ويستبد برأيه مهما حذره المحيطون منه. ويرى في أطروحات القريبين منه «مجرد كلام يقولوه ويعيدوه».. أما رأيه فهو الأصوب.. باختصار كان عبدالناصر والسادات دكتاتورين لا يأبهان بالرأي الآخر”.