قدم الفنان الراحل فؤاد المهندس عددا كبيرا من الأعمال الفنية سواء السنيمائية أو التلفزيونية أو المسرحية، والتي من بينها مسرحية “هالة حبيبتي”، التي عشقها الكبار قبل الصغار، ولا يمكن لأحد منا أن ينسى “هالة”، الطفلة التي شاركت في بطولة المسرحية وقدمت دورا متميزا للغاية.
في ذكرى رحيل “الأستاذ” فؤاد المهندس، تواصل إعلام دوت أورج، مع الفنانة رانيا عاطف، الطفلة التي قدمت دور “هالة”، للحديث عن كواليس اختيارها بمسرحية “هالة حبيبتي”، وعلاقتها بالفنان الراحل، وسبب ابتعادها عن المجال الفني، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- دخلت المجال الفني قبل مشاركتي بمسرحية “هالة حبيبتي”، بثلاث سنوات تقريبا، وذلك من خلال مشاركتي بالعديد من برامج الأطفال سواء بالتلفزيون أو الإذاعة، والتي كان من أشهرها برنامج “أبلة فضيلة” للإعلامية فضيلة توفيق، كما قدمت شريط كاسيت للأطفال بعنوان “أنا اسمي رانيا”.
2- خلال الإعداد للمسرحية قام الفنان الراحل فؤاد المهندس، بنشر إعلان بالصحف المصرية، يطلب فيه أطفالا للمشاركة بالمسرحية، وكنت أتمنى وقتها بشدة المشاركة، لكنني لم أذهب للاختبارات، وتم ترشيحي لدور “هالة” من خلال “أبلة فضيلة”، وكان تعليقهم الوحيد هو خجلي الشديد، لكن ذلك الخجل تم معالجته من خلال التعامل والتعود على “عمو فؤاد”.
3- كان هناك بروفات قبل العرض استمرت حوالي 6 أشهر بشكل يومي، وتم تدريبي على الجمباز وكذلك التدريب على الغناء، والاستعراضات، وكان عمري وقتها حوالي 10 سنوات، كما قام “المهندس” بتدريبنا بشكل قوي على مخارج الحروف، ونطق الكلمات بشكل صحيح، فيما استمر عرض المسرحية لمدة 3 سنوات، وتم عرضها بالعديد من الدول العربية.
4- قصة المسرحية مقتبسة من فيلم “آني”، والذي يحكي عن طفلة لديها كلب صغير تقوم بتغيير حياة رجل ثري، لذا لزم وجود كلب بالمسرحية، فتم الاستعانة بالكلب “جعلص”، ولم يكن كلبي الخاص، وكان الفنان فؤاد المهندس، يخاف منه بشدة، وظهر ذلك خلال التصوير، كما أنه لم يكن يحب الاقتراب منه بسبب الصلاة.
https://youtu.be/RR7HKFG6vaY
5- فؤاد المهندس هو “الأستاذ” كما كان يلقب، فبالرغم من كونه شخصية حنونة ويحمل صفات الأبوية والعطف، إلا أنه كان شخصية حازمة ومنضبطة للغاية خلال العمل، وأعتقد أنني كنت “محظوظة” للغاية، لعملي معه. فقد كان التعامل معه حلم كبير تم تحقيقه.
6- الدور الذي قامت به الفنانة دلال عبد العزيز، حدث به العديد من التعديلات، فقد قدمته في البداية الفنانة “إيمان”، ثم الفنانة دلال عبد العزيز، والتي تم تصوير المسرحية خلال فترة مشاركتها، ثم اعتذرت بسبب ظروف حملها، لتقوم الفنانة ناهد جبر، بتقديم الدور.
7- خلال عرض المسرحية، كانت هناك العديد من المواقف التي لا يمكن أن أنساها مع “عمو فؤاد”، فتعبيرات وجهه التي كانت تجعلنا لا نتماسك من الضحك، وضربه الحقيقي لنا خلال العرض، بالإضافة إلى عشقه لعض الأطفال “كان دايما يقولي تعالي أعملك ساعة في إيدك، وينبسط أوى لما يعمل ساعة في كل إيدك”.
8- لم تنقطع علاقتي بالفنان فؤاد المهندس، بعد انتهاء المسرحية، فكثيرا ما كنت أزوره وأتحدث إليه هاتفيا، كما أنه حضر حفل زفافي، وزرته خلال مرضه أكثر من مرة، فهذا الرجل صاحب فضل كبير، وفكرة أن يجعل “أفيش” أحد مسرحياته صورة لطفلة فقط، دون النظر لمكانه على “الأفيش”، تؤكد أنه شخصية مختلفة وعظيمة.
9- كان هناك مشقة كبيرة لتغيير ملابسي بشكل سريع خلال العرض، وكان يساعدني في ذلك أمي، كما أن والدي كان كثيرا ما يجلس في الصفوف الامامية، وفي أكثر من مرة كان يصفق له الجمهور، بعد أن يسألني “عمو فؤاد”: “مين عليوة ده، أبوكي”، ثم يبتسم إليه ويحييه.
10- خلال بروفات المسرحية، شاركت بشكل استثنائي مع الفنانة إسعاد يونس، بمسرحية “السيدة حرمه”، وبعد الانتهاء من “هالة حبيبتي”، شاركت في عدد من مسلسلات الأطفال مثل “رحلة إلى الشمس”، وهو مسلسل يشبه قصة “ألس في بلاد العجائب”، وشارك به عدد كبير من النجوم مثل الفنانة سهير المرشدي، وغناء الفنان محمد منير. كما قدمت فوازير رمضان للأطفال.
11- شاركت أيضا بالجزئين الثاني والثالث من مسلسل “ليالي الحلمية”، من خلال دور “دكتورة فاتن”، بنت الفنانة لوسي، وكان دور تراجيدي للغاية، وقد تشرفت من خلاله بالعمل مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ.
12- لم امتهن التمثيل لسببين، أولهما عدم رغبتي منذ الصغر الاستمرار في التمثيل كمهنة، لأنني أرى أن من يمتهن التمثيل قد يقبل العديد من الأدوار لدوافع مادية بحتة، ولم أكن أود ذلك، فدخولي التمثيل كان بهدف المتعة، أما السبب الثاني هو رغبتي في أن أظل في ذاكرة المشاهد بصورة طيبة مثلما حدث في مسرحية “هالة حبيبتي”.
13- كنت متفوقة دراسيا ودخلت كلية الطب البشري، جامعة القاهرة، كما درست الهندسة بالجامعة الأمريكية لمدة عام، وذلك قبل أن أقرر الدخول في مجال إدارة الأعمال ودراستها والاستمرار بها، وذلك بعد أن وجدت متعتي وشغفي بدراسة علوم الإدارة والاقتصاد.
14- تزوجت بعد تخرجي بفترة، وانجبت “محمد” 19 عاما، ويدرس بالجامعة الأمريكية، و”كريم” 14 عاما، وهو الآن بالصف الثاني الإعدادي، ولا أتمنى أن يمتهنوا التمثيل، رغم تمتعهما بالموهبة، لكنني لا أمانع ممارستهما للتمثيل أو دخولهما المجال الفني كهواية فقط.
15- أتمنى تقديم منتج فني للأطفال، سواء في الإذاعة أو التلفزيون، خاصة مع تعرضهم لتجاهل شديد الفترة الأخيرة من قبل المنصات الإعلامية.