ذكر المصور الفوتوغرافي محمد بكر، نجل المصور الكبير حسين بكر، أن أول أعماله المستقلة عن والده في التصوير، كان فيلم “سمارة” عام 1956، للفنانة تحية كاريوكا والمخرج حسن الصيفي.
كشف “بكر” أن والده أصابه مرض شديد، في ذلك اليوم، ولم يستطع أن ينجز العمل الموكل له بتصوير الفيلم، فاضطر لأن يتولى تلك المسؤولية نيابة عنه، فاتجه لـ”لوكيشن” التصوير، وبدأ بالفعل في تنفيذ المهمة، إلا أن المخرج حسن الصيفي انفعل عليه وصاح فيه قائلًا: “هو كل واحد يجيب ابنه يشتغل مكانه، يعنى أجيب إبنى يخرج مكانى”، لافتًا إلى أنه لم يستطع أن يتمالك نفسه فبكى.
أضاف المصور الكبير، أن الفنانة تحية كاريوكا انفعلت بدورها على “الصيفي”، مدافعة عنه بشدة، وشجعته لتنفيذ “الأوردر”، وبالفعل أعطته الفرصة الأولى للانفراد بتصوير المشاهد، رغم خوفه الشديد من تلك التجربة، وشعوره بالرهبة، لكن تشجيع الفنانة له أعطاه دفعة لتنفيذها على أكمل وجه، وبالفعل، نالت صوره إعجاب الجميع، ليصبح “سمارة” بداية عمله في نفس مهنة والده، حسبما ذكر في حواره مع “المصري اليوم”.
لفت “بكر” إلى أن علاقة والده القوية بنجوم الوسط الفني وقتها، وحب الجميع له، ساهم بشكل كبير في بداية مشواره المهني، حيث كان يساعده في تجهيز كاميرا التصوير والتعلم منه بشكل مباشر بالإضافة إلى تعلم كيفية التعامل مع فريق العمل، ومنه ساعده بعد ذلك في التصوير، إلى التصوير منفردًا.
أردف المصور الكبير، قائلًا: إن والده حسين بكر كان تخصصه تصوير مشاهد الأفلام السينمائية أو ما يسمى بتصوير “اللوكيشن”، لذلك كان يصطحبه معه أثناء التصوير لعلمه بمدى حبه للتصوير، ورغبة منه في تعليمي أساسيات وأصول المهنة، حيث كان يتجول في وسط البلد ويقف أمام أفيشات الأفلام التي تعرض في سينمات مثل “مترو وكايرو وريفولي”، ويتأملها جيدًا لمحاولة تقليدها فيما بعد، من حيث الزاوية والإضاءة المستخدمة وتكوين عناصر الصورة، إلى أن زادت رغبته في التعلم والعمل في المهنة، خاصة بعد اصطحاب والده له في عمله، لذلك ادخر مبلغا من مصروفه الشخصي واشترى كاميرا ألمانية الصنع ماركة “أجزاكتا”، ومع أول راتب تقاضاه اشترى كاميرا “روليفلكس” يحتفظ بها للآن.