إسراء مصطفى
كشف انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى، أنه ترك موطنه الأصلي العراق في نهاية السبعينات، متجهًا إلى لبنان، ومنها إلى موسكو ليتعلم التصوير الفوتوغرافي، ثم عاد ليعيش بين سوريا ولبنان.
أضاف “التميمي” خلال الحوار الذي أجرته معه ناهد نصر بعنوان “احتفالًا بالمغامرين”، في صحيفة “الأهرام weekly”، والمنشور في عدد الخميس الماضي، أنه عمل بعدد من الوظائف لكنه أحب التصوير أكثر من أي شئ آخر و صور مجموعة كبيرة من الكتاب، والشعراء، والفنانين، والموسيقيين، وله بعض الصور لشخصيات عربية بارزة، منهم من توفي في شبابه، حيث كان له عدة معارض في مدن عربية كثيرة، وفي هولندا التي عاش بها فترة.
أردف قائلًا: إنه بالرغم من بدئه العمل في إدارة وتنظيم المهرجانات السينمائية، أو مشاركته فيها كأحد أعضاء لجنة التحكيم، واشتهاره بخبرته الواسعة في هذا المجال إلا أنه يصر على أنه مصورًا، فهذا ما يرى نفسه فيه، فهو العمل الإبداعي الوحيد الذي يستطيع القيام به، على حد وصفه.
ألمح “التميمي” إلى أنه بدأ العمل في هذا المجال منذ عام 2001 بالمشاركة في تأسيس المهرجان العربي السينمائي في روتردام، ثم كمدير التنظيم العربي بمهرجان أبو ظبي و شغل عدد كبير من المراكز، لكنه يبدأ في الجونة بإعداد مهرجان للأفلام السينمائية المصرية.
ذكر أن أكثر ما أثار قلقه عند تأسيس مهرجان الجونة السينمائي، هو وجود دور عرض مجهزة من حيث المساحة والتقنيات، وكذلك تنظيم خمسة دور عرض بالمواصفات المطلوبة، مؤكدًا: “نحن الآن لدينا مدينة مستعدة لمهرجان سينمائي”.
شدد انتشال التميمي على أهمية وجود مهرجان سينمائي في كل مدينة جميلة لتعريف العالم بها، و إظهار أنها على استعداد للتواصل مع العالم، قائلًا: إن الآن وبعد وجود مهرجان الجونة، تقوم العديد من الأفلام المشاركة في المسابقة بالعرض الافتتاحي لأفلامها سواء في الجونة أو في مهرجانات عالمية مثل “الشيخ جاكسون”، و”فوتوكوبى”، و هما من الأفلام المشاركة في سباق الفيلم الروائي الطويل.
يرى التميمى أن وجود مهرجانات مثل مهرجان الجونة السينمائي من أهم ما يشجع صناعة السينما في العالم العربي، ويشجع الشباب من المنتجين اللذين ساعدتهم بعض المؤسسات في التمويل، ويرى أن الحكومة يمكن أن تشجع صناعة السينما بالمشاركة في الانتاج كما هو الحال في إيران امتثالًا بأوروبا وكندا.
استطرد قائلًا: الآن هو الوقت المناسب ليضع العرب من صناع السينما علامتهم بسبب التفات العالم لهذه المنطقة من بعد الربيع العربي، فهنالك اختلافًا في التذوق الفني للأفلام وعودة الفيلم الوثائقي، وسيبرز هذا التطور في مهرجان الجونة السينمائي، كما ظهر في مهرجانات أخرى.
أضاف أن المهرجانات تقوم بإعطاء فرص للمواهب الجديدة إلى جانب المنتجين المستقلين مثل آسيا داغر المغامرة التي نهض على كتفيها الإنتاج السينمائي المصري، متذكرًا تجربته الشخصية عند التقديم لعمل مهرجان روتردام لأول مرة، قائلًا: “إنه كان مجرد مغامر أراد التسويق للأفلام العربية في الخارج، وبالفعل نجح في زرع الاهتمام في بعض الدول بالسينما العربية، و هو الآن مستعدًا لمغامرة جديدة، لافتًا لأهمية تعاون المهرجانات السينمائية العربية مع بعضها مثل مهرجان القاهرة وقرطاج، ودبي السينمائي الدولي، لأن لكل منهم نقطة قوة يتميز بها وهم الطريق لمستقبل السينما العربية.