تدور قصة الفيلم في منتصف سبعينيات القرن الماضي؛ حول شاب يعيش بالخارج يعود إلى مصر ليحضر لحظات عمره الأخيرة قبل وفاته، وبمجرد وفاة عمه يقرر بيع أملاكه في مصر ليعود إلى الخارج، لكنه يفاجئ بوجود وصية من والده تفتح بعد وفاة عمه، مصحوبة برسالة مصورة يرشده فيها إلى وصيته أو الكنز الذي تركه له، ويقوم خادم المنزل بإعطاءه مخطوطتين تركهما له والده قبل وفاته. تحكي كل منهما قصة من قصص العصور القديمة؛ حتشبسوت في العصر الفرعوني، على الزيبق في العصر المملوكي، وخلال أحداث الفيلم يتم استعراض القصتين بالإضافة إلى قصة الأب في أربعينيات القرن الماضي.
فيلم الكنز؛ قصة وإخراج شريف عرفة، سيناريو وحوار عبد الرحيم كمال، وبطولة جماعية لعدد من النجوم أبرزهم، محمد سعد، محمد رمضان، هند صبري، روبي، أمينة خليل، أحمد رزق، أحمد حاتم، عبد العزيز مخيون ومحي إسماعيل.
قبل عرضه كان يتم الحديث عن فيلم الكنز كمشروع محمد رمضان الجديد مع المخرج شريف عرفة، لكن عند عرضه تغيرت نظرة المشاهدين للفيلم.
فيلم الكنز هو مشروع سنيمائي متكامل، البطولة الحقيقية فيه لبراعة شريف عرفة في إخراج تلك الملحمة بشكل جمالي أبرز التناسق بين جميع عناصر العمل الفنية، التمثيل، القصة، الحوار، المونتاج، الديكور، الموسيقى التصويرية، الأغاني، التصوير، مدعومًا بشجاعة المنتج وليد صبري لخوض تلك المغامرة.
بالتالي لا يمكن القول أن الكنز هو فيلم محمد رمضان وحده، وإن تم تسويقه كذلك، رمضان أجاد تقديم دور حسن راس الغول وابنه علي الزيبق، الدور منحه كل ما يرغب فيه ممثل مثل محمد رمضان، وهو نفس ما حدث مع باقي أبطال الفيلم ، لكن مفاجأة فيلم الكنز الحقيقية هي ما قدمه محمد سعد في دور “بشر الكتاتني”، مشوار سعد الفني الذي يقترب من الثلاثين عامًا في كفة، وما قدمه في فيلم “الكنز –الحقيقة والخيال” في كفة أخرى، توهج مهول لتلك الموهبة الكامنة داخل سعد طوال تلك السنوات، ذلك التقمص والشغف يجعلك تنسى أي شيء عرفته عن محمد سعد من قبل، ويدفعك للتساؤل ما الذي يمكن أن يقدمه بعد فيلم الكنز؟
فيلم الكنز يمنح الأدوار النسائية نفس المساحة والأهمية التي حظى بها أبطاله الرجال، فلا توجد قصة من القصص الثلاث التي يستعرضها إلا وكان الحب جزءًا منها ودافعًا رئيسيًا لأحداثها، وكما كانت البطولة متساوية بين أبطال وبطلات القصص، كانت البطولة الغنائية متساوية بين الصوتان الساحران؛ نسمة محجوب وإيهاب يونس في الأغاني التي صاحبت أحداث الفيلم،وهي من كلمات أمير طعيمة وألحان هشام نزيه.
الكنز “الحقيقة والخيال” هو الجزء الأول من الملحمة التي أوشك صناعها على الانتهاء من تصوير جزأها الثاني، الفيلم يخلو من أي لحظة ملل أو رتابة، إيقاعه سريع ومدته طويلة، وهو كل ما يتمناه أي محب للسينما، لذلك لو كنت أحد الذين يذهبوا إلى السينما للاستمتاع بالأفلام، لا تتردد لحظة في مشاهدة فيلم الكنز.