مع التقدم الرائع للأندية العربية في بطولة دوري رابطة أبطال إفريقيا يبرز سؤالٌ مهمٌ هل يصبح المربع الذهبي عربياً خالصاً؟! فمنذ انطلاق البطولة في الدور التمهيدي والأندية العربية تبلي بلاءً حسنًا، ولولا قرعة دوري المجموعات كان يمكن أن يكون دور ربع النهائي عربياً تماماً، لأن عدد الفرق العربية في دوري المجموعات كان 9 أندية تم توزيعها على أربع مجموعات، ولكن القرعة كدست ثلاث أندية في المجموعة الأولى وكذلك في المجموعة الثانية، بينما ظل الترجي وحيداً، في المجموعة الثالثة، وتوقع معظم المتابعين للكرة الأفريقية أن يصل سبعة أندية عربية ويبقى فريق إفريقي واحد، محاصراً بين الأندية العربية، وهو حامل اللقب صن داونز الجنوب إفريقي، ولكن ما حدث من إيقاف مفاجئ للأندية السودانية المريخ والهلال بعد قرار الاتحاد الدولي بإيقاف الإتحاد السوداني بسبب التدخل الحكومي في شؤون اللعبة بعد أن كان المريخ قاب قوسين من الوصول، مما دفع بفريق فيروفياريو الموزمبيقي الضعيف إلى دور ربع النهائي، ولكن كانت الأندية العربية الستة الأخرى عند حسن الظن ووصلت جميعاً إلى الدور ربع النهائي وهي النجم الساحلي وإتحاد العاصمة والأهلي الليبي والترجي التونسي والأهلي المصري والوداد المغربي.
وتاريخياً لم يحدث في تاريخ دوري رابطة أبطال إفريقيا بأي من مسمياتها أن يكون الدور قبل النهائي أو المربع الذهبي عربيًا خالصًا إلا في بطولتي عامي 2005، و2007، ففي بطولة 2005 تشكل المربع الذهبي من الأهلي والزمالك المصريين، والرجاء المغربي والنجم الساحلي التونسي، وفاز الأهلي بالبطولة، وفي بطولة 2007 تشكل المربع الذهبي من الأهلي المصري والهلال السوداني والاتحاد الليبي والنجم الساحلي التونسي، وفاز النجم الساحلي بالبطولة، والجدير بالذكر أن الأندية العربية فازت بالبطولة 28 مرة من مجموع 52 بطولة بنسبة 54 % وهي نسبة قياسية بالنسبة لعدد الدول العربية وهي 10 من مجموع 54 دولة بنسبة 19%.
والمواجهات الأربعة تشير إلى احتمالية تكرار الإنجاز فهناك مواجهتين عربيتين خالصتين بين النجم الساحلي وأهلي طرابلس الليبي وكذلك الترجي التونسي والأهلي المصري، مما يعني ضمان وصول فريقين عربيين بينما هناك مواجهة سهلة لإتحاد العاصمة الجزائرى مع فيروفياريو الضعيف ومواجهة نارية بين الوداد وصن داونز حامل اللقب وبطل كأس السوبر العام الماضي.
https://www.youtube.com/watch?v=pUK9ke4Mu2E
ونبدأ بالمواجهة السهلة نسبياً بين إتحاد العاصمة وفيروفياريو حيث تمكن إتحاد العاصمة من تحقيق تعادل إيجابي في بيرا وكان إتحاد العاصمة متقدماً بهدف “أسامة درفلو” في الدقيقة 62 وتعادل فيروفياريو بصعوبة في الدقيقة 89 بهدف “كاندا”، ومهمة إتحاد العاصمة في إستاد 5 يوليو بالعاصمة الجزائر ستكون سهلة لأنه يكفيه التعادل السلبي أو الفوز بهدف يتيم.
https://www.youtube.com/watch?v=KqwfJb4HrKE
بينما المواجهة النارية بين الوداد المغربي وصن داونز الجنوب إفريقي وهي المواجهة التي تأجلت عاماً كاملاً بسبب هدف مهاجم الزمالك السابق النيجيري “ستانلي”، بعد أن كاد الوداد أن يحقق أفضل ريمونتادا في تاريخ البطولة بالفوز على الزمالك (5-1) وكان في طريقه الحتمي للهدف السادس بعد انهيار دفاعات الزمالك، لكى يعادل هزيمة مباراة الذهاب في الدور قبل النهائي (0-4) ويلاقي صن داونز في نهائي البطولة السابقة، وفي مباراة الذهاب قدم “الحسين عموتة” مدرب الوداد مباراة جيدة في بريتوريا ولم يخسر إلا بهدف سجله “يانيك ذكري” في الدقيقة 71 من مهارة فردية وسوء تمركز دفاعي، والوداد قادر على معادلة النتيجة ولكن مشكلته تكمن في أنه سيلعب المباراة في ملعب مركب الأمير “مولاي عبد الله” في الرباط وليس في ملعبه مركب “محمد الخامس” في كازبلانكا معقل الوداد، بسبب أعمال الإصلاحات استعداداً للمباراة المهمة لمنتخب المغرب مع الجابون في تصفيات كأس العالم.
https://www.youtube.com/watch?v=0zoZd-y3Zgs
المواجهة الثالثة عربية/عربية تكاد تكون متكافئة بين النجم الساحلي وأهلي طرابلس بعد التعادل في مباراة الذهاب في ستاد برج العرب بسبب رفض الإتحاد الأفريقي إقامة أي مباريات في ليبيا، وكانت الفرق الليبية تلعب في تونس بسبب القرب الجغرافي ولكن في تلك المباراة اختاروا برج العرب دعماً لمبدأ تكافؤ الفرص، وكذلك يعد ملعب برج العرب فأل حسن لفريق الأهلي الليبي لأنه الملعب الذي عبر من خلاله لدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخه بعد تعادل مهم مع الزمالك وصيف البطولة السابقة، ويعتمد الجهاز الفني المصري للأهلي الليبي بقيادة “طلعت يوسف” ومساعده “محمد ابراهيم” على الدفاع المنظم إستناداً إلى خبرة المدافع التونسي “سامح الدربالى” الذي سيعود للفريق بعد إيقافه فى مباراة الذهاب، بينما يعتمد هجومياً على النجم الليبي الصاعد “مؤيد اللافي”، وسوف يفتقد النجم الساحلي في مباراة سوسة جهود مهاجمه البرازيلي “ديجو اكوستا” بعد طرده في مباراة الذهاب، وربما يعتمد الفرنسي “هوبير فيلود” الفرنسي على الثنائي المصري “عمرو مرعى” والمهاجم المخضرم العائد للفريق “أمين الشرميطي” الذي ساهم في فوز النجم بلقبه الوحيد في البطولة عام 2007.
ونأتي للمواجهة التي ينتظرها الجميع والتي يعتبرها البعض نهائي مبكر للبطولة بين الترجي التونسي والأهلي المصري بعد أن نجح القدير “فوزى البنزرتى” في تحقيق تعادل بطعم الفوز (2-2) في ستاد برج العرب، وهي المواجهة الثانية بينه وبين غريمه “حسام البدرى”، وكانت المواجهة الأولى في الدور قبل النهائى في بطولة 2010 وخسر الترجي في القاهرة (1-2) ثم فاز في المنزة (1-0) فى مباراة لا تنساها الجماهير بسبب هدف “اينرامو” الشهير، الذي سجله بيده في ظل تحكيم فاجر من “جوزيف لامبتى” الغاني (الذي شطبه الإتحاد الدولى مؤخراً مدى الحياة بعد فضيحة مباراة جنوب إفريقيا والسنغال) وكذلك تواطؤ من رئيس الإتحاد الإفريقي السابق “عيسى حياتو”، والأهلي بالطبع قادر على العودة بقوة كما فعلها مع الترجي مرتين من قبل في بطولة 2001 حينما تعادل في الدور قبل النهائي في القاهرة (0-0) ثم تعادل في المنزة (1-1) بهدف “سيد عبد الحفيظ “، وأيضاً في نهائي بطولة 2012 تعادل الأهلي (1-1) في القاهرة وفاز في لقاء العودة في رادس (2-1) وفاز بالبطولة، وهذا لا ينفي قوة الترجي الذي يمكن أن يفوز بالبطولة لو تخطى الأهلي القوى، إعتماداً على مهاجم المنتخب التونسي “طه الخنيسي” وخط الوسط القوي الذي يقوده الثنائي الإفريقى “كوليبالي”، “كوم”، ويكفي أن ندلل على صعوبة المباراة لأنه يوجد في الملعب عشرة ألقاب ثمانية للأهلي ولقبيين للترجي، ونتمنى أن يوفق إتحاد العاصمة والوداد ليكون المربع الذهبي عربياً بشكل كامل.