بسام رؤوف
واحد من الفنانين القلائل الذين برغم صغر حجم أدوارهم، إلا أنهم تركوا علامة وبصمة؛ وكان تميمة الحظ الفني لكل الأعمال التي شارك بها..
وفي ذكرى وفاته، نرصد لكم بعض العلامات المضيئة في تاريخه الفني:
– ولد “يوسف عيد” بحي الجمالية بالقاهرة عام 1948م، والتحق بالثانوية الأزهرية.
– عشق الفن منذ صغره وأتيحت له الفرصة الأولى في منتصف السبعينيات في فيلم “شقة في وسط البلد”.
– امتاز “يوسف عيد” بسرعة البديهة في خلق الإفيهات في أدواره، مما جعل المخرجين يتركون له مساحة إبداع كي يخلق إفيهات للمواقف الغير موجودة في السيناريو، وبالفعل كان يتميز فيها بدرجة كبيرة.
– نظراً لموهبته الكبيرة، اختاره “عادل إمام” للمشاركة معه في أعمال عديدة؛ وعلى الرغم من صغر حجم أدواره فيها، إلا أنها تركت علامة لدى الجمهور. من منا لا يتذكر مشهد السؤال عن القلعة في فيلم “رسالة إلى الوالي” ، أو مشهد الموال الشهير في فيلم “التجربة الدنماركية”، ودور زوج نعيمة في فيلم “النمر والأنثى”، أو دور زوج أخت رأفت في فيلم “بوبوس”؟
– على الرغم من موهبته الكبيرة، إلا انه لم يأخذ حقه في أدوار البطولة المطلقة، ولكن الوسط الفني بأكمله كان يعلم قيمته الكبيرة جيداً، مما جعل نجوم الصف الأول يستعينون به في أفلامهم ويعتبرونه تميمة الحظ الفني.
– حصل على إشادة بالغة من كبار المخرجين أمثال “يوسف شاهين” و”سعيد مرزوق” و”حسين كمال، و”بركات” الذي أوقف في إحدى المرات تصوير أحد المشاهد التي كانت تجمع بينه وبين “يونس شلبي” وقال له: “إنت ممثل كبير وأنا وقفت التصوير معلش عشان أقولك كده”.
– من مميزات “يوسف عيد”، أنه كان فنانا متجددا على مدار السنوات المختلفة، فعمل مع النجوم الكبار في حقبة الثمانينيات والتسعينيات؛ واستطاع أيضاً النجاح مع نجوم الألفية الجديدة، على الرغم من فشل بعض زملائه من جيله في مواكبة سينما الشباب والإفيهات الجديدة في ذلك الوقت، ولكن “يوسف عيد” استطاع مواكبة هذا الجيل ونجح معهم في أفلامهم، على سبيل المثال مع الفنان “علاء ولي الدين” في فيلم “الناظر “، و”أحمد حلمي” في فيلم “جعلتني مجرما” و”محمد سعد” في فيلم “اللمبي 8 جيجا” و”أحمد مكي” في فيلم “إتش دبور” ومسلسل “الكبير أوي”، وأخيراً، الثلاثي “فهمي وشيكو وماجد” في دور عمره “بوب مارلي” في فيلم “الحرب العالمية الثالثة”.
– كان “يوسف عيد” من ملوك الإفيهات في السينما المصرية؛ من منا لا يتذكر إفيهاته الخالدة والناجحة مثل: (أضربك فين مفيش في وشك مكان) في فيلم “جعلتني مجرماً” و(مدرس تاريخ ومدرس فرنساوي عقبال ما يجيبوا مدرس فرنساوي) في فيلم “الناظر”، وموال (ياحلو ياللي جمالك عسل سايل من الشفة) في فيلم ” التجربة الدنماركية”، و( البلنباات ) في مسلسل “الكبير أوي”.
– من نقاط قوته الفنية أنه كان يمتلك صوتا قويا ورائعا، وكان ذلك نتيجة إنشاده لمواويل وأناشيد النقشبندي منذ صغره، واستغل المخرجون ذلك بشكل جيد، فتلاحظ أن أغلب أدواره لا تخلو من موال بصوته الجميل والعذب.
– وفي 22 سبتمبر عام 2014، رحل عنا “كروان الفن”، إثر أزمة قلبية، ولكن يظل هذا الكروان خالداً بفنه وصوته، وسيظل باقيا داخل وجداننا، وإن لم يأخذ حقه في حياته بقدر موهبته، فتاريخ الفن وخلوده وذاكرته سيظل يذكره دائماً.