بدأت قصتي مع هذا الكيان منذ الخامسة من عمري. أرى والدي يشاهد بحماسة شديدة واهتمام بالغ لا يدرك ما حوله؛ تنتفض كل حواسه مع كل هجمة وكل كرة. جذبني هذا الحب وهذا الشغف، ربما لأنني كنت خارج مصر وقت ذلك، والأهلي -كعادته- خير ممثل لوطنه وخير رمز له.
كان لي الأهلي منذ طفولتي -ومازال- انتمائي وشغفي الذي لا يفتر أبدا. لطالما تعجبت مني زميلاتي في الدراسة في مختلف المراحل من المدرسة إلى الجامعه ومابعدها؛ كيف لبنت أن تشجع الكرة كما يفعل الشباب؟
هل هي روح الفانلة الحمراء كما نحب نحن الأهلاوية أن نسميها؟
تلك الروح التي صنعت المعجزات في عالم الكرة وفي عالم الأخلاق والمبادئ.
كيف لي أن أنسى أنني سعيت طوال فترة دراستي أن أتفوق اقتداءً بالأهلي؟
كيف لي أن أنسى محنتي في إحدى السنوات والتي كادت أن تقودني لعدم دخول الامتحانات، لكنني اقتديت به وباصراره وتجاوزت محنتي بفضل الله وبالروح التي تعلمتها منه.
كيف لي أن أنسى توتري وعصبيتي ليلة كل مباراة هامة؟
وما حدث في المباراة الأخيرة ما هو إلا ترجمة لكل ما تعلمناه مع هذا الكيان العظيم؛ مباراة فارقة خارج الأرض، ونتيجة المباراة الأولى لم تكن في صالحنا، الكل كان يتحدث أن التأهل بات مستحيلا، شوط أول انتهى بخسارة، كيف إذا؟؟ كيف كنت واثقة كل هذا الحد؟ فقط كنت أنتظر اللحظة التي سينتفض فيها المارد الأحمر والتي لم تتأخر كثيرا مع بداية الشوط الثاني؛ يتعادل ثم يسجل من جديد ويعدل النتيجة لصالحه.
نعم.. فعلها الأهلي من جديد.. ليست المرة الأولى التي يشهد فيها ملعب رادس على هذا القاتل النبيل. احلموا وتمنوا ولكن أنا البطل.. ومن يفعلها إن لم يفعلها الأهلي؟
خلال ظروف حياتي وأحداثها لطالما كان الأهلي هو الصديق والحبيب والأب الذي أفرح لفرحه وأحزن لحزنه. تعلمت منه أن الأمل موجود لآخر لحظة، وأن المستحيل موجود فقط في قاموس الضعفاء. لا أبالغ عندما أقول أن الأهلي هو صانع سعادتي الوحيد، وهو انتمائي ووطني الصغير.