“ببساطة يا عزيزي إنت ما حبيتش الفيلم، لو كنت حبيت الفيلم ماكنتش قريته كدة”.
بمنتهى الهدوء، كان ذلك هو رد المخرج رأفت الميهي في إحدى حلقات برنامج “لا تذهب هذا المساء”، الذي كانت تقدمه الإعلامية منى الشاذلي وقتها، على هجوم الصحفي بلال فضل عليه بسبب فيلم “تفاحة”. جاء الرد معبراً عن وجهة نظر الميهي، أن لكل فنان خياله ومساحته الإبداعية، التي لو لم يحبها المشاهد أو يستسلم لها، يفقد الفيلم قيمته.
حياة رأفت الميهي الفنية مليئة بالشطحات والجموح، في محاولة رسم الواقع بأقرب ما يكون له في المعنى وأبعد ما يكون عنه في طريقة تقديمه، لذلك اصطدمت أعماله بأصحاب العقول الجافة وأدخلته ساحة القضاء عدة مرات، وفي ذكرى ميلاده يوم 29 سبتمبر 1940 نرصد أهمها:
1- فيلم “الأفوكاتو” والقاضي مرتضى منصور
بعد عرض فيلم الأفوكاتو تقدم أكثر من 150 محاميا بدعوى ضد القائمين على الفيلم، لأنه يسيء إلى مهنة المحاماة في مصر، ويظهرها مهنة التلاعب والبحث عن الثغرات، كما أن شخصية “حسن سبانخ” هي شخصية هزلية تسخر من شخوصهم.
أصدر مرتضى منصور القاضي وقتها حكما بالحبس سنة مع الشغل على عادل إمام والمخرج والمنتج، بعدها أصدر المحامي العام لنيابات الجيزة قرارا بإيقاف تنفيذ الحكم.
أقام عادل إمام حملة صحفية ضد مرتضى، دفعت الأخير لرفع دعوى سب وقذف انتهت بالحكم ستة أشهر على الفنان المشهور وغرامة مليون جنيه اضطر بعدها إمام للاعتذار في الصحف لإنهاء الموقف والوصول لتنازل مرتضى عن القضية والغرامة.
2- “للحب قصة أخيرة” أمام الآداب
بسبب المشهد الجنسي بين شخصيتي الزوج والزوجة، أقام أحد المحامين دعوى قضائية ضد الفنانة معالي زايد وبقية القائمين على الفيلم واعتبره “فعلا فاضحا”، وطالب بتطبيق قانون الآداب عليهم، على الرغم من وجود المشهد داخل عمل فني، وانتهت القضية ببراءة جميع المتهمين.
3- السادة الرجال “نكتة” طبية
يحكي فيلم السادة الرجال قصة إحدى السيدات التي تحولت إلى رجل على الرغم من كونها زوجة وأم، مما أثار غضب الأطباء المتخصصين الذين أكدوا أن امرأة مكتملة الأنوثة تزوجت وأنجبت لا يمكن أن تمر بمثل تلك الحالة.
كان رد الميهي أن القصة من خيال الكاتب وليس لها علاقة بالحقائق الطبية ولا يفترض صحتها، فما كان إلا أنه اصطدم مرة أخرى بمن يتهمه بالتحريض على تشويه طبيعة الإنسان وفطرته التي خُلق عليها وكان عليه التعبير عن وجهة نظره أمام النيابة.