تحدث الفنان محمود حميدة عن مشواره السينمائي مع المخرج أسامة فوزي، الذي أسفر عن 3 أعمال سينمائية هامة، بدءً من فيلمهما الأول “عفاريت الأسفلت”، عام 1995 ثم فيلم “جنة الشياطين” عام 1999، وأخيرًا فيلم “بحب السيما” إنتاج عام 2004، والذي أثار وقت طرحه بدور العرض موجة عارمة من الجدل في الأوساط السينمائية والمسيحية على حد سواء، وذلك في محاضرة بعنوان “التعاون الإبداعي” أقيمت أمس على هامش مهرجان الجونة السينمائي.
وقال المخرج أسامة فوزي أنه خاض تجربة الإخراج السينمائي لأول مرة في فيلم “عفاريت الأسفلت” بعد أكثر من 12 عامًا من العمل كمساعد مخرج، قبل أن ينبهر بسيناريو “عفاريت الأسفلت” للكاتب مصطفى ذكري، وحين عرض السيناريو على محمود حميدة أعجب به ووافق على بطولته، ليخوضا معًا معركة تحدي مع الرقابة على المصنفات الفنية التي رفضت السيناريو وقتها وشهد السيناريو تعديلات ومفاوضات حتى وصل للشكل الذي خرج به للنور، وفاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان لوكارنو.
وأضاف فوزي، أنه قرأ بعدها رواية “الرجل الذي مات مرتين” للكاتب جورج أمادو وعرض على السيناريست مصطفى ذكري أن يحولها إلى فيلم سينمائي بروح مصرية، وبالفعل بدأ ذكري تحويلها أثناء تصوير فيلم “عفاريت الأسفلت” وانتهى من كتابة السيناريو وسلمه لأسامة فوزي الذي عرضه على محمود حميدة أثناء سفرهما إلى تونس في الطيارة حتى يقرأه ويقول رأيه فيه، وبعد انتهاء الرحلة ووصول الطيارة، كان حميدة قد انتهى من قراءة “جنة الشياطين”، وقال لفوزي: “أنا هنتج الفيلم ده”.
من جانبه، قال “حميدة”: “حينها اندهش أسامة وقال لي بس إنت مالكش دور في الفيلم، والبطل الرئيسي دور واحد ميت، فقولت له أريد أن أنتجه لا أن أشارك في تمثيله، وتواصلنا مع ورثة الكاتب جورج أمادو للحصول على حقوق الملكية الفكرية، ثم أرسلنا السيناريو للفنان عمر الشريف، ليلعب دور (طبل)، وهو دور الشخص الميت، وانتظرنا رده لمدة شهر دون جدوى، وقدرنا تخوفه من التجربة كفنان عالمي، فقررت أن ألعب هذا الدور رغم غرابته وكان ذلك مغامرة كبيرة خاف منها أسامة أن تؤثر على مشواري الفني خاصة أن الدور كان لرجل كبير في السن في وقت كنت فيه جان لكني أصررت على لعب الدور وقبلت التحدي”.
وفاجأ حميدة الحضور حين صرّح أنه كان حريصًا على تقديم الدور بشكل حقيقي وصادق تماما، لذا قرر أن يمثل دور الشخص الميت وهو مفتح العينين طوال الأحداث رغم صعوبة ذلك، ونظرا لأن شفته العلوية كانت طويلة وتغطي صف أسنانه الأمامية اضطر لتركيب لثة صناعية لرفع شفته العلوية وإظهار أسنانه، بالإضافة إلى أنه خلع سنتين من أسنانه للإيحاء بكبر سنه، رغم صدمة المخرج من هذا القرار الصعب، وحاول أن يمنع حميدة من فعل ذلك، إلا أنه أصر على موقفه، مضيفا أنه يمتلك فيديو “الميكينج” في أثناء خلع أسنانه من أجل هذا المشهد، قائلا “أنا شيلت سنانى عشان ألعب الشخصية صح”.
ثم تطرق الحديث عن فيلم “بحب السيما” وقال حميدة:”كنت أتمنى أن أنتج هذا الفيلم لكني لم يكن معي المال الكافي”، لكنه تم إنتاجه في النهاية من المنتج هاني جرجس فوزي، وأصر محمود حميدة أن يكون هناك أخصائي نفسي مع الطفل يوسف عثمان الذي شارك في البطولة لأنه وجد أن معظم الأطفال الذين لمع نجمهم وهم صغار يتعرضون لهزة نفسية تؤثر على مستقبلهم حتى أنهم قد ينتحروا أو يدمنوا المخدرات، مشيرا أنه حريص طوال الوقت على مصلحة كل فريق العمل المشارك معه، لذا حين أنتج أفلامه كان حريصا على التأمين على كل العاملين في الفيلم ورفع أجورهم، مما دفع المخرج يوسف شاهين لمعاتبته قائلا:”إنت كده هتبوظ سوق العمل”.