ترجمة وتحرير: باسم الشايب
جهر مؤسِّسها بمثليَّة ميوله الجنسيَّة، “مشروع ليلى” فرقة موسيقى لبنانية مكوَّنة مِنْ خمسة أعضاء. تكوَّنتْ في لبنان عام 2008، أثناء ورشة عمل موسيقيَّة في الجامعة الأميركيَّة ببيروت.
حفل مشروع ليلى الذي أقيم القاهرة، وصل صداه إلى وسائل الإعلام الإسرائيليَّة، فقد وصفت جريدة “يديعوت أحرونوت” الأعلام المُلوَّنة التي رُفعت في حفل لمشروع ليلى في مصر، بأنَّها أعلام تدعو إلى الفخر، ووصفتها في الوقت ذاته بأنَّها وصمة عار على جبين المصريين. كما أنَّها تناولت أمر إيقاف قوات الأمن المصريَّة لسبعة مِنْ رواد الحفل وكأن ما حدث هو فعلة مُنكرة، وذكرت أنَّ صورة السَّبعة أثارت جدلاً عاصفاً في وسائل التَّواصل الاجتماعي المصري, واختارت الجريدة جُملة كتبتها إحدى النَّاشطات السِّياسيَّات المصريَّات في وصفها للأفراد الذين رفعوا علم المثليَّة الجنسيَّة في الحفل: “إنَّ شجاعتهم لإعلان وجودهم أمراً جديراً بالثناء”.
بالضبط مثلما أثار حفل مشروع ليلى وسائل الإعلام المصريَّة وأحدث جدلاً وصل عصفه حَتَّى أعضاء البرلمان المصري، فقد أحدث جدلاً أيضا في وسائل الإعلام الإسرائيليَّة. والجدير بالذكر أنَّ هذه ليست المرَّة الأولى التي يُذاع فيها صيت فرقة “مشروع ليلى”، في جرائد ومجلات الدَّولة الصُّهيونيَّة” بل عَرِفَتْ إسرائيل مشروع ليلى عن طريق حفل أُقيم مِنْ قبل في “مدينة النُّور” باريس، وقد حضره إسرائليون كُثر مِنْ مُحبي موسيقى الرُّوك الصَّاخبة.
حامد سنّو الذي جهر بمثليَّة ميوله الجنسيَّة، هو مؤسِّس الفرقة الموسيقيَّة، التي أصدرت الفرقة عدداً مِنَ الأغاني والألبومات مثل (ابن الليل، رقصوك)، وتضم أربعة أعضاء آخرين هُم (هايغ بابازيان، كارل جرجس، أمية ملاعب، إبراهيم بدر، اندري شديد، فراس أبو فخر). وقد انشقَّ الرَّأي في الشَّارع المصريّ بين مؤيِّد ومُعارض لفكرة إقامة حفلات أخرى تتبنَّاها فرقة مشروع ليلى, بعضهم رأى الأمر حُرِّيَّة شخصيَّة وتحرُّراً مِنَ القيود, والبعض الآخر وجده خروجاً عن العادات والتَّقاليد التي عُرفت بها دول عربيَّة مُسلمة عريقة مثل مصر.
وعن الجدل الذي وصل إلى أعضاء البرلمان المصريّ، استشهدت جريدة “يديعوت أحرونوت” برد فعل عضو البرلمان المصري، عن حزب النُّور السَّلفيّ وهو العضو محمد صلاح خليفة، الذي أرسل رسالة إلى رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزيري الثَّقافة والسِّياحة، يُندِّد فيها بما حدث في الحفل مِنْ رفع أعلام المثليَّة الجنسيَّة، فيما اعتبره خروجاً صارخاً عن العادات ومبادئ الدِّين. وتناولت الجريدة أيضاً رأي الإعلامي وعضو البرلمان المصري مصطفى بكري، وقالت أنَّه وصف الأمر بأنه “فضيحة بكل ما تحمله الكلمة مِنْ معنى”. واعتبرت الجريدة هذا الهجوم غير مُبرَّراً، وفي محاولة بائسة لها حاولت تقليب الرَّأي العام الدُّولي، وأضافت أنَّ المجتمع الدُّولي يحاول منذ مُدَّة الضغط على مصر للاعتراف بحقوق المثليين في مصر.
ما يُثيرُ الدَّهشة والرِّيبة، أنَّ أعلام المثليَّة الجنسيَّة التي تُرفع ليلاً نهاراً وفي جميع المُناسبات في إسرائيل، وتعتبرها الجريدة الإسرائيليَّة أمراً يدعو إلى الفخر، قد وصفتها في الوقت عينه بأنَّها وصمة عار في جبين المجتمع المصريّ. نتفق جميعاً أنَّ المثليَّة الجنسيَّة مُحرَّمة في اليهوديَّة والإسلام على السواء، وقد فطن المصريون لهذا التَّحريم وأثاروا عاصفة حيال هذا الأمر، لكن نظلُ نتسائل: ما هو رد فعل الحاخامات اليهود داخل إسرائيل، والتي تعتبر راعياً رسميَّاً لجميع أنواع العلاقات الجنسيَّة بمختلف ألوانها؟