منذ تنظيم أول مؤتمر صحفي للإدارة الجديدة لشبكة تلفزيون الحياة بات واضحًا أن الاهتمام باتمام صفقة شراء الشبكة الشهيرة من السيد البدوي شحاته وشركاه شغلت الملاك الجدد ربما أكثر من ترتيبات إعادة إطلاق الشبكة التي تتمتع بجماهيرية كبيرة في مصر والعالم العربي ويعرف المهتمون بشئون الميديا أنها قادرة على العودة في وقت قياسي حال تفادي أخطاء السنوات الأخيرة لأنها بالأساس تتمتع برصيد كبير لدى الجمهور.
“الحياة” التي ينتظر محبوها أن تعود سريعا لشعار”رقم 1 في مصر”، أصبحت في الأيام الماضية “رقم 1” على مستوى تضارب الأخبار، يحدث هذا رغم المجهود الكبير الذي يبذله الملاك الجدد والحماس الذي يتعاملون به مع المهمة حتى يؤكدوا قدرتهم على دخول سوق الميديا في مصر من أوسع أبوابه، لكن ثغرة ما لا تزال غير مرئية تعبر منها كل هذه التناقضات التي بدأت مع المؤتمر الصحفي ووصلت إلى نفى خبر تعاقد شبكة الحياة مع شركة “POD” لتكون الوكيل الإعلاني الجديد.
الخبر تم نشره مساء أمس مع صورة يظهر فيها ممثلين عن الشبكة وعن الشركة التي تعد من أبرز شركات العلاقات العامة حاليًا وإن ليس لها تجارب سابقة في مجال الوكالات الإعلانية للقنوات، لكن السوق يحتاج بالطبع لدخول لاعبين جدد، غير أن نفيا للتعاقد تم تسريبه عبر إحدى صفحات الفيس بوك التي تتابع شئون الميديا والتي عادة ما تنشر أخبارًا عن الشبكة ما يجعل النفي قابل للتصديق، ليتم وصف التعاقد بأنه مجرد مذكرة تفاهم بين الطرفين ولا يرقى لمستوى التعاقد.
ما سبق يعني أنه حتى الآن لا تزال شبكة الحياة بدون وكيل إعلاني، طيب لماذا تم توقيع التعاقد مع “POD” ولماذا لم يتم الاتفاق على عدم النشر طالما لازال التعاقد في بدايته ولم يرق لمستوى الإمتياز الإعلاني حسب نفي الحياة، وهل يعني هذا أن هناك وكلاء آخرين اعترضوا وأن المجال لازال مفتوحا لدخول وكيل آخر بدلا من “بود”، وما تأثير هذا التضارب على العودة المنتظر للبث المباشر لبرامج الشبكة وكذلك المعلنون الذي ينتظرون العودة لشاشة الحياة، بمعنى آخر “اللي عايز يعلن على شاشة الحياة خلال أيام يكلم مين؟”.
حسب معلومات “إعلام دوت أورج” فإن الشبكة تلقت كذلك عرضين الأول من شركة “دي ميديا” والثاني من “فيوتشر ميديا” وحتى الآن وبعد النفي الخاص بـ “POD” لاتزال كل الاحتمالات قائمة فيما يتعلق باسم الوكيل الإعلاني الجديد للحياة.
غير أن التضارب لم يقتصر فقط على الوكيل الإعلاني، فهناك حالة من الغموض فيما يتعلق بالقائمة النهائية للمذيعين المؤكد ظهورهم على الشاشة، خصوصا من أبناء الشبكة الذين تسرعوا وأطلقوا أخبارا عن استمرارهم، لتطلق الشبكة تصريحا بأنها مسئولة فقط عن ما يخرج عنها رسميا في هذا الإتجاه وليس ما يصرح به المذيعون، غير أن الأمر يحتاج للمزيد من التفاهم بين الإدارة والوجوه التي عملت في الحياة لعدة سنوات، تفاهم تعقبه شفافية فيما يتعلق بمن سيستمر ومن سيرحل.
كل ما سبق يمكن اعتباره من مظاهر أي مرحلة انتقالية، وكلما كانت المهمة ثقيلة كلما كان التحدي أكبر، لكن ما يأتي لنا من كواليس مجموعة تواصل وشبكة الحياة يؤكد أن هناك إصرارًا حقيقيًا على أن تعود الحياة لمستواها في وقت قياسي وأن عام 2018 سيشهد استعادة الشبكة لمكانتها المفقودة وبما هو أسرع مما يتوقعه المتنافسون لكن ذلك لن يتم دون القضاء على التضارب والحرص على عدم خروج الخبر ونفيه في اليوم نفسه.