أصبحت “السوشيال ميديا” نافذة لاكتشاف المواهب ومنفذ للوصول للجمهور، بل ويتوقع البعض أن المستقبل لها، وآخر هذه المواهب التي ظهرت على الساحة، هي المخرجة فاطمة عبد السلام، صاحبة سلسلة فيديوهات “كلام بديهي” والتي تتميز بتلقائية وخفة دم غير مفتعلة، وكان أكثرهم جدلاً فيديو “أخطر 10 أنواع من الرجالة”، والذي حقق أكثر من مليون مشاهدة على “فيس بوك” وأعقبه مؤخرًا فيديو بعنوان “أخطر 10 أنواع من الستات”، والذي تخطى المليون ونصف مشاهدة أيضًا خلال 5 أيام فقط.
أجرى “إعلام دوت أورج” حواراً مع فاطمة، لمعرفة بدايتها ودراستها وهل ما إذا كانت موهبتها موضة مثل الكثيرين أم موهبة حقيقية أصقلتها بالدراسة والخبرة:
1. تخرجت من كلية الفنون الجميلة قسم تصوير زيت ثم التحقت بالمعهد العالي للسينما قسم إخراج، وأعمل بمجال الميديا كمنتجة ومخرجة منذ سنوات، وشاركت في بعض العروض المسرحية خلال فترة دراستي بالمدرسة والجامعة، وحصلت على جائزة الممثلة الأولى من جامعة حلوان، إلا أن نشأتي في أروقة المسارح سرقتني من حبي للتمثيل فأبي هو المخرج المسرحي حسن عبد السلام صاحب روائع “سيدتي الجميلة” و”هالة حبيبتي”، وقدمت بعض الأفلام القصيرة كمخرجة والتي شاركت في بعض المهرجانات وحصل فيلمي “ناقص واحد” على 3 جوائز، وشاركت فيه كمخرجة وممثلة، وأحاول مؤخرًا التعويض من خلال الفيديوهات التي أقدمها.
2. خمسة أشهر هي عمر سلسلة فيديوهات “كلام بديهي” رغم أن الفكرة ظلت تطاردني كثيراً وأجلتها لخلق ظروف إنتاجية وإخراجية تليق بالمحتوى الذي أتمنى أن أقدمه، إلى أن قررت يومًا تقديم أول فيديو بأقل الإمكانيات المتاحة، توفيرا للوقت، وأنا سعيدة بردود أفعال الناس وتعليقاتهم التي لم أتوقعها.
3. الشهرة مغرية لأي شخص وتجعل الكثيرين يفعلوا أي شئ للوصول إليها، ولم أسعى لها يوما في صورة “البنت المسهوكة” أو “البنت الكيوت الملاك” وكنت حريصة أن أتحدث بطريقة طبيعية دون تصنع.
4. اختياري لمواضيع الفيديوهات، إما قضية ما تشغلني في العموم أو حدث يشغل الرأي العام، فالموضوع هو بطل القصة، ودائما ما أهتم بقضايا المرأة في كتاباتي أو الأفلام القصيرة التي أقدمها، لكنني أحرص على تقديم القضايا المهمة بطريقة ساخرة لتلقى قبول لدى الجمهور فـ”أخذ الحق صنعة”.
5. أؤمن بتخطيط المستقبل القريب، وأحاول تطوير مهاراتي دون الإنشغال في طريق محدد “مبسوطة باللي بعمله”، وقد عُرض عليّ فرصة كبيرة لتقديم برنامج تليفزيوني، لكنها تقليدية كمعظم برامج المرأة التي نراها على الشاشات، فأنا أريد أن أقدم برنامجًا للمرأة لا يسعى لتعليمها كيف تكون جميلة فهي جميلة بالفعل، لكنها تريد أن تسمع أنها جميلة كما هي، برنامج يسعى لتعليم المرأة كيف تكون سعيدة حتى تستطيع أن تسعد أسرتها، “مش هأعمل برنامج يقولها إزاي تتمكيج وإزاي تخس، ولو هأقولها تخس يبقى عشان صحتها مش عشان ده الجسم اللي أي حاجة غيره وحشة”، ولهذا قدمت الفيديو الثالث عن أسرار الجمال وهو الفيديو الأقرب لقلبي، وأردت من خلاله أن أخبر كل إمرأة مصرية أنها جميلة، وأن تتقبل نفسها، وقد حقق أول مليون مشاهدة.
6. زوجي وابني أول المشاهدين لفيديوهاتي، وأحمد الله أن زوجي ليس من فئة الرجال التي أتحدث عنها في الفيديوهات ويملك من الثقة بالنفس ما يجعله يضحك على تعليقاتي.
7. لم أسعى لمهاجمة الرجل في المطلق، فالرجل في نظري أيضاً مقهورًا ويحتاج إلى أن يشعر بأنه إنسان، فالرجل في مجتمعنا يقال له منذ صغره “لا تبكي واسترجل” وهذا قهر لإنسانيته، كنت أتوقع رد فعل أسوأ لفيديو “أخطر 10 رجال”، لكنني انبهرت بعدد الشير والإعجاب، ولم يتم مهاجمتي فقد استهجنه البعض وأضحك البعض وطالبني آخرون بفيديو عن المرأة، وجدت في بعض التعليقات نقاش حضاري يختلف مع أفكاري دون تطاول وهذا لا يزعجني، ومن يتطاول أحذفه دون تعليق.
8. فيديو “أخطر 10 أنواع النساء” أسرع فيديو حقق نسبة مشاهدات عالية في وقت قصير رغم أنني لم أقسو على المرأة كثيرا، لإيماني أن المرأة المصرية “غلبانة” فمهما بدر منا لا نقهر أو نظلم أحد فالست المصرية لا تعيش الحياة لها بل تعيش لأفراد أسرتها.
9. لم أتعمد مهاجمة الرجال والنساء، فقط أردت لفت النظر لبعض التصرفات الخاطئة والغريبة التي نقع فيها جميعا بقصد أو بدون قصد، أردت نسف فكرة أنه لابد لنا من العيش داخل قوالب، الست يجب أن تبدو ضعيفة، والرجل لابد أن يبدو قاسيًا.
10. مازال لدي الكثير من الأفكار الجريئة التي احتاج إلى مناقشتها لتطوير مجتمعنا فكل الموضوعات مطروحة ومن الممكن أن نطرحها دون ابتذال وإنحدار في لغة الحوار، لكنني سأتناولها مستقبلا بعد بناء جسور من الثقة مع متابعين الصفحة.
11. لا أرغب في تقديم فيديوهات عن السياسة ويشغلني القضايا المجتمعية، فمجتمعنا يحتاج إلى الكثير من الوعي لتغيير مفاهيم وثقافات خاطئة.
12. إذا عرض عليا التمثيل حاليا لن أمانع وسأرحب بشدة إذا تلقيت هذه العروض من بعض المخرجين المتميزين مثل محمد شاكر، تامر محسن، هاني خليفة وأوجه لهم رسالة: “عاوزة اشتغل معاكم”.