16 تصريحًا لشريف عارف.. أبرزهم عن "مقاتلون وجواسيس"
حوار: إسلام وهبان – أحمد شعبان
يَصدُر مطلع الشهر المُقبل، عن “كتاب اليوم”، التابع لدار أخبار اليوم، كتاب “مقاتلون وجواسيس”، للكاتب والصحفي شريف عارف، سكرتير تحرير جريدة المصري اليوم، وذلك بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.
إعلام دوت أورج، حاول التعرف بشكلِ أكبر عما يحويه الكتاب، فأجرى حوارًا مع “عارف”، ليوضح لنا تفاصيل الكتاب وأبرز الموضوعات التي تناولها، وذلك من خلال التصريحات التالية:
1- الكتاب يقدم شهادات اللواء أركان حرب فؤاد نصَّار، في الفترة من حرب 48، بفلسطين، ومشاركته كضابط إشارة بالجيش المصري، مرورًا بالنكسة وحرب الاستنزاف، وإدارته للمخابرات الحربية، حتى حرب أكتوبر وما تلاها من أحداث، ورئاسته للمخابرات العامة.
2- الشهادات كانت من خلال مجموعة من الحوارات المطولة مع اللواء فؤاد نصار، عبر لقاءات متفرقة بدأت عام 1991، ويشمل الكتاب تعليق ثلاثة من القادة العسكريين على هذه المذكرات وهم؛ اللواء دكتور سمير فرج، وهو أحد ضباط العمليات خلال حرب أكتوبر، وأحد المتواجدين بغرفة عمليات حرب أكتوبر التي كان يرأسها “السادات”. أما الشخصية الثانية فهو اللواء أحمد رجائي عطية، مؤسس فرقة 777، وعضو المجموعة “39 قتال”، التي كانت تأخذ تكليفاتها من القائد العام للقوات المسلحة، أو إدارة المخابرات الحربية. في حين كانت الشخصية الثالثة اللواء أحمد أسامة إبراهيم، قائد أحد ألوية الصاعقة، وصاحب أحد أهم مهام حرب أكتوبر والتي أطلق عليها “المهمة المستحيلة”، حيث كُلف بتعطيل تقدم “شارون” بالثغرة تجاه الإسماعيلية.
3- كتاب “مقاتلون وجواسيس” يقدم شهادات للحروب العسكرية التي خاضتها مصر ضد العدو الإسرائيلي، كذلك المعارك المخابراتية التي دارت بينهما، وبعض من عمليات التجسس التي قامت بها مصر بالداخل الإسرائيلي، كذلك تفاصيل عن أبرز شبكات التجسس التي تم اكتشافها والقبض على أعضائها داخل مصر.
4- وقعت في حيرة كصحفي، بعد حصولي على كمِ كبير من المعلومات التي ترتبط بالأمن القومي، فهناك معلومات لا تصلح للنشر، وهناك معلومات أخرى طَلب مني “نصار” عدم نشرها، لكنه رواها احتراما لشخصي، وهي بالتحديد 3 وقائع. إحداها تتعلق بإحدى الأزمات بين مصر ودولة عربية أخرى، والثانية تتعلق بإدارة المخابرات في مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية، والثالثة تتعلق بالوضع في حرب فلسطين لكنه يمس شخصية مهمة. وقد احترمت رغبته بشدة ولم أنشر هذه التفاصيل بالكتاب أو أذمرها بأي حوار آخر، فالصحفي لابد أن يراعي المصالح الوطنية والعليا على المصالح الخاصة، ولا يستعرض بما لديه من معلومات.
5- اعتقد أن “مقاتلون وجواسيس”، سيُعد أحد المراجع البحثية الهامة عن حرب أكتوبر، فهو يقدم سلسلة من الحكايات الشخصية مع صناع القرار السياسي وقتها.
6- من بين الشهادات التي يرويها “نصار” بالكتاب، شهادته عن تفاصيل القبض على إحدى شبكات التجسس بمصر، والتي كان يقودها أحد المهندسين المصريين، وتم تحويل قصتها لفيلم “السقوط إلى الهاوية”، ويروي “نصار” مدى يأس هذا المهندس من استرداد سيناء، والرهان الذي تم بينهما بأن مصر ستنتصر على إسرائيل.
7- يروي اللواء فؤاد نصار، عن الترتيبات الأولية للحرب وكيف تم الاستعداد لها، والمناقشات التي تمت مع الجانب الفلسطيني، والدعم العربي، وكذلك دور القبائل في سيناء، وما قدموه من دعم للجيش المصري.
8- أنا من هواة جمع الوثائق، ولدي ما يقرب من 10 آلاف وثيقة، جمعتها من أماكن شتى، منها وثائق “حريق القاهرة”، والتي حصلت عليها من سوق “الجمعة”، وقدمت وقتها تحقيقا حصل على إحدى الجوائز الصحفية.
9- من ضمن الوثائق التي حصلت عليها، وثيقة لمجلة “كفاح العمال”، التي كانت تطبعها الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني، وحصلت عليها من خلال محضر النيابة بعد القبض على أحد أعضاءها، من قبل البوليس السياسي، ومعه نسجة من المجلة.
10- ليس لدينا محددات للوثيقة بمصر، ونحتاج إلى مكان متخصص في التوثيق بشكل جيد، غير دار الوثائق. فبستثناء مكتبة الإسكندرية، لا يوجد مكان لجمع الوثائق والمؤلفات القديمة، وتدقيقها.
11- أتمنى أن يكون هناك مشروع مصري لإنتاج قناة وثائقية حقيقية، أو برنامج قوي يمكن من خلاله تقديم الأفلام الوثائقية، فهناك مشكلة كبرى تكمن في أن عدد كبير من القيادات وأصحاب القرار يموتون دون تدوين شهادتهم.
12- قناة الجزيرة القطرية، التي تهدد عروشا وتحاول تدمير دولا، لديها قناة وثائقية أنتجت تاريخا وفقا لهواها، وصنعت من أكاذيب حقائق، وحولت حقائق لأوهام، وبأكبر تمويل ممكن، ولا يجب أن نسمح لأعدائنا من كتابة تاريخنا.
13- وزارة الثقافة بها أشخاص تريد أن يبقى الوضع على ما هو عليه. وأرى أن حلمي النمنم وزير الثقافة، على الرغم من كونه كاتبا ومحققا متميزا، إلا أنه ظلم كثيرا بهذا المنصب، ولا توجد رؤية واضحة داخل الوزارة للتحرك.
14– رفعت السعيد قيمة وطنية كبيرة، ولو أردت أن تعلم من هو رفعت السعيد، انظر لخطاب الرئاسة عقب وفاته، فالسعيد باحث ومؤرخ لن يعوض، وقد أجريت معه عددا كبيرا من الحوارات، واحترم فيه شيئين، أولهما أنه شاهد عيان على أشياء وأحداث كثيرة، وقد استعنت بشهاداته عن جماعة الإخوان، خلال تقديمي لكتاب “الإخوان في ملفات البوليس السياسي”. وفي آخر لقاء بيننا خلال شهر رمضان الماضي، قبل وفاته بحوالي شهر، قمت بزياؤته بمكتبه، وكان معروف عنه أنه قلما يهدي أحدا كتبا من مكتبته الخاصة، لكن هذه المرة أخذني من يدي وظل يقدم إلي عددا كبيرا من الكتب، وأنا أنظر إليه في عجب، وطلبت منه توقيعه عليهم، وسجلت معه حوارا امتد لساعتين عن حقيقة انضمام “عبد الناصر” لجماعة الإخوان المسلمين.
15- تجمعني بالكاتب والسيناريست وحيد حامد، علاقة مهنية وإنسانية عظيمة، وبدأت علاقتنا عندما أرسل مقالا بعنوان “القرود الخمسة”، للنشر في المصري اليوم، وتطورت العلاقة حتى انتهائي من كتاب “الإخوان في ملفات البوليس السياسي”، وطلبت منه كتابة مقدمة الكتاب، لكنه طلب مني أن أبحث عن شخص آخر لكتابة المقدمة، رغم إعجابه الشديد بمحتواه، مبررا ذلك بأنه معروف بانتقاده ومعارضته لجماعة الإخوان، لكن كنت مصرا على أن يكتب المقدمة بنفسه، فقلت له “المقدمة من شخصية بحجم وحيد حامد هتكون مختلفة”، فوافق وكتبها بشكب بديع، ثم شرفني بحضور مميز لحفل التوقيع.
16- اتصل بي وحيد حامد، ذات مرة وطلب مني معلومة عن السفير الأمريكي، جيفيرسون كافري، وعن قدرته على الحديثة بالعربية، وبعد أن جئته بالمعلومة الدقيقة، علمت مدى دقة هذا الرجل واهتمامه بأدق تفصيلة لكل شخصية أو مكان يكتب عنه.
