نقلا عن “المصري اليوم”
كانت وستظل بُقعة الضوء تُشكل عند عدد من النجوم الهدف الأسمى، وأحياناً الوحيد. لو توقفت قليلاً وتساءلت عما حدث من تفاصيل فى افتتاح مهرجان «الجونة»، ويتكرَّر فى أغلب التظاهرات المماثلة، ستكتشف أنها الرغبة فى سرقة الكاميرا، لا تتصور أن النجمة تريد أن ترتدى ملابس فاضحة لأنها تساير الموضة مثلاً لا سمح الله، نفس هذه النجمة مستعدة أن ترتدى النقاب لو كان الأخير سيحقق لها الغرض ويجبر الكاميرات أن تُصوِّب العدسات إليها، إنه الهوس الذى يصل لتخوم المرض، يسعين لتحقيقه بالفستان العارى أو النقاب الفضفاض!!
ليس فقط النجوم هم من يصابون بتلك الأعراض.. قسط وافر من البشر حتى رجال السياسة مولعون بالضوء، الكل يسعى حثيثاً إليها، هناك من تطارده الأضواء مثل أوباما، ومن يُطارد الضوء مثل ترامب، هناك الرئيس الموظف مثل حسنى مبارك، والرئيس «الكاريزما» مثل عبدالناصر.
دعونا نعاود الحديث عن نجوم الفن.. كانت مثلاً فيفى عبده تشارك بالحضور فى مهرجان القاهرة السينمائى من أجل أن تُجبر من يقف على المسرح لكى يدخل معها فى حوار جانبى لتصبح هى العنوان، وإذا لم تنجح «الخطة 1» تلجأ إلى «الخطة 2» ترقع زغرودة صاخبة فى الصالة فتُصبح فى صحافة الغد هى المانشيت، وعندما ذهبت فيفى لمهرجان «كان» حذروها من الزغاريد لأن البوليس الفرنسى من الممكن أن يلقى القبض عليها بتهمة الإزعاج، فارتدت زى «كليوباترا» على سلم قاعة «لوميير» فلم يلحظها الجمهور.
العام الماضى فى مهرجان القاهرة أيضاً نجحت راقصة مغمورة فى لفت الانتباه فى حفلتى الافتتاح والختام بارتداء فستان وافتعال خناقة.
هم مرضى أضواء لو لم يجدوها لاخترعوها، كان أحمد الفيشاوى يتعمَّد الوقوف من مقعده فى بداية حفل افتتاح «الجونة» حتى يقول للجميع «نحن هنا»، وعندما صعد للمسرح وجد أن كلمة متجاوزة سوف تحقق له الغرض ففعلها، الغريب أن الفنان الوقور أحياناً يجد نفسه غير قادر على مقاومة الكاميرا، أتذكر أحد الاجتماعات فى عز حُكم الإخوان وأثناء تدشين جبهة «الدفاع عن حرية الإبداع» فى نقابة الصحفيين، تواجد العديد من النجوم، وبالطبع اتجهت الكاميرات إليهم؟ ماذا تفعل الفنانة الوقورة بعد أن خبا عنها الضوء.. اتجهت إلى أحمد حرارة الذى فقد عينه أثناء ثورة 25 يناير وانحنت فى حركة مسرحية لتقبيل يده، وبالفعل رصدتها الكاميرا.. بعد أربع سنوات، وعندما تغيَّر الواقع السياسى، اضطرت إلى إعلان أسفها عن تقبيل يد حرارة.
مثلاً النجمة التى لم يحالفها النجاح فى رمضان الماضى نقلت بثاً مباشراً على الهواء مع قميص نومها، فحققت كثافة مشاهدة تجاوزت فشل مسلسلها الأخير، لكن محامياً مصاباً بمرض عشق الأضواء أقام دعوى فاضطرت للاعتذار خوفاً من المساءلة القانونية، إلا أنها نسيت قول السيد المسيح «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»، فقررت رجم أحمد الفيشاوى وأحمد مالك كل منهما بحجر، معتبرة أن تواجدهما فى «الجونة» خطأ من المهرجان، فما كان من «مالك» سوى أنه قال بذكاء: رغم كل شىء أنا أحبها، فاستحوذ على الأضواء.
يقولون إن الصحافة والإعلام الأصفر هو فقط الذى يتناول تلك التفاصيل، فى الحقيقة «الميديا» كلها تتوقف عندها لأنها أفعال علنية، هذا الهراء يشاهده الناس، وعلينا جميعاً فضح حرامى الكاميرا!!