(1)
لا أعتقد أن أي من محبي السينما قد يختلف معي في أن مهرجان الجونة السنيمائي هو أفضل حدث فني خلال عام 2017، فطوال سنوات كان هناك حلم لدى الكثير أن يكون لدى مصر مهرجان سنيمائي قوي يعيد إليها بريق تفتقده منذ فترة طويلة.
وهو ما تحقق في الدورة الأولى من مهرجان الجونة السنيمائي، أسبوع من الأفلام متميزة المستوى في مدينة ساحرة على شواطيء البحر الأحمر.
نرشح لك : هنا مهرجان الجونة السينمائي
(2)
المهرجان جاء ليثبت أن الحصول على مهرجان له قيمة ومصداقية وقدرة على جذب صناع الأعمال المتميزة ؛ هو أمر يحتاج إلى تمويل جيد وإدارة محترفة تستطيع وضع خطة لصناعة المهرجان بكل ما يتطلبه من تنظيم أمور لوجيستيه وتقنية وإعلامية، وهو ما نأمل أن يكون إعلان عن بداية حقبة جديدة في إسلوب صناعة المهرجانات السنيمائية في مصر.
(3)
مهرجان الجونة السنيمائي استفاد من العديد من المنصات الإعلامية في تغطية أحداثه، وهو ما وضع المشاهد في قلب الحدث، كنت أشعر طوال فترة المهرجان أنني متواجد في الجونة وسط الحاضرين، سواء شاهدت التليفزيون أو تصفحت هاتفي، كنت أجد في كل الشاشات المتاحة أمامي المواد الإعلامية الخاصة بالمهرجان؛ البث التليفزيوني على قناة ON E، التغطية اليومية عبر تويتر وبيريسكوب، المحتوى الذي كان ضيوف المهرجان من فنانين ونقاد يقوموا بنشره طوال اليوم عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي. كل ذلك ساهم في نقل الصورة من قلب المهرجان بشكل متميز وغير مسبوق.
(4)
منذ اللحظة الأولى للمهرجان وحتى نهايته وهناك حالة من البهجة والمرح ترتبط بالمهرجان، تم تتويجها في حفل الختام بأغنية ” 3 دقات” للمطرب أبو بمشاركة يسرا، وهي أغنية مليئة بمشاعر الفرح، صاحبها صعود العديد من الفنانين إلى المسرح للرقص مع الأغنية في رد فعل تلقائي لحالة السعادة التي سيطرت على مهرجان الجونة السنيمائي.
(5)
نجاح الدورة الأولى من المهرجان يرفع سقف توقعات محبي السينما لدورته الثانية، وبالتأكيد يرفع سقف طموح المنظمين الذين أعتقد أنهم لن يتوقفوا منذ الأن وحتى بداية الدورة الثانية في البحث عن الأفكار والطرق التي يقوموا بها بتطوير مشروع المهرجان ونقله إلى مرحلة أخرى من الإبهار مع الإحتفاظ بطابعه المرح المرتبط بالمكان.
وفيما يلي ما يمكن لمنظمي المهرجان فعله لتفادي بعض عيوب الدورة الأولى
(1)
ضيوف المهرجان الذين فاجئهم طقس الجونة والرياح التي هبت في حفل الافتتاح؛ بالتأكيد لم يتابعوا مباريات فريق الجونة على ملعبه في المواسم السابقة من الدوري الممتاز، ذلك الملعب الذي إشتهر بصعوبة اللعب على أرضه بسبب قوة الرياح التي تؤثر على إتجاهات الكرة بعد تسديدها.
الجونة بها رياح قوية بالرغم من الطقس المشمس، وهو ما يتطلب من المنظمين محاولة التحايل على تلك العقبة في الدورة القادمة.
(2)
استطاع أحمد الفيشاوي أن يخطف الأضواء بدون قصد خلال حفل افتتاح المهرجان بسبب ذلة لسان قد يقع فيها أي شخص بسبب الإرتجال على المسرح.
الفيشاوي مخطيء في اختياره للفظ وقام بالإعتذار لاحقًا، لكن ذلك لا يمنع أن تخوفه جاء في محله؛ بعد توقف عرض فيلم الافتتاح “شيخ جاكسون” لعشر دقائق بسبب عدم القدرة على عرضه بطريقة صحيحة على الشاشة التي انتقدها الفيشاوي.
شاشات عرض أفضل تقنيًا، هي أمر أخر يمكن لمنظمي المهرجان توفيره في دورته القادمة.
(3)
الفقرة الساخرة التي قدمها أحمد فهمي في حفل الافتتاح عابها عدم قدرة فهمي على السيطرة على نفسه والتوقف عن الضحك أثناء محاولته إضحاك الحضور، كما لو كان يرتجل على الهواء التعليقات التي يقولها.
كان من الممكن أن تظهر فقرة فهمي بشكل أفضل لو تم التحضير لها جيدًا وتحسين كتابتها مع إجراء العديد من البروفات، لأن الشخص الوحيد الذي لا يفترض به الضحك كان يقوم بالضحك قبل الجميع.
(4)
التغطية على السجادة الحمراء من مذيعي قناة ON E كانت متميزة في حفلي الافتتاح والختام، لكن الاسئلة عن الفساتين والمصممين جاءت في بعض اللقاءات مكررة ومملة، كما أن عدد المذيعين كان أحيانًا أكبر من المطلوب للحدث، فما الداعي أن يقوم مذيعان بمحاورة ضيفة واحدة في حوار لن يستغرق أكثر من ثلاث دقائق؟
(5)
كان يجب على قناة ON E توفير قناة صوتية إضافية أثناء بث حفل ختام المهرجان؛ بدون صوت المترجم الفوري. كان ذلك سيوفر متعة أفضل للمشاهدين، خاصة أن لحظات الفوز بالجوائز دائمًا ما تكون مليئة بالمشاعر المختلفة والتعليقات المرحة، لكن إسلوب الترجمة الفورية كان أشبه بدوبلاج إعلانات تميمة تيلي سين، ولا ينقصه سوى أن يقول المترجم “أنظر يا تيم، لقد فقدت 20 باوند من وزني بعد مشاهدتي لهذا الفيلم، إنه رائع”.