الحلم، كلمة يقولها الجميع، يسعى إليها الكثيرون، يدركها البعض؛ تحقيق الأحلام لا يحتاج لقوة الإرادة فقط، أو قبول الفرد للتغيير، بناءً على امتلاكه مجموعة من المهارات. تكمن القوة في تحقيق أحلام الفرد بذاته وإيمانه بها، فإذا استطاع الإنسان أن يتخيَّل لنفسه الصورة المستقبليّة التي سيكون عليها يومًا ما فإنّه سيصل بالتأكيد إلى التغيير الفعلي في حياتهِ، وسيحقق النتائج التي يحلم بها.
الكثيرون لا يُقدمون على التغيير ولا يتخذون خطوةً عمليةً مهمةً في حياتهم، خوفًا من الفشل، وهذا الأمر متوقع لأن التحرّك نحو الهدف والحلم الذي يسعى الإنسان لتحقيقه قد يُخرج الأمور عن السيطرة؛ فقد يصطدم بالكثير من المعوِّقات التي تُؤثر على تقدُّمهِ وبالتالي يُصاب بالخوف. ولكن عندما يدرك الشخص أنّ هذه المعوقات أمر طبيعي، ومحتمل الحدوث فإنّه لن يجعل الخوف من الفشل عائقًا له في تحقيق ما يريد، بل يزيده تصميمًا وإصرارًا على المُضي قُدمًا نحو طريق النجاح.
روماني سعد، واحد ممن أدركه حلمهم… بدأ حلمه مع دراسته الإخراج السينمائي بالجامعة الفرنسية بالقاهرة بعد أن أمضى عدة سنوات في مجال الدعاية والإعلان بناء على دراسته الأولى وهي الفن التشكيلي من كلية الفنون التطبيقية، ثم اتجه إلى دراسة السينما.
أخرج روماني سعد فيلم “برد يناير” بطولة النجم محمد رمضان والفنانة إيمي سالم، وحصل الفيلم على الجائزة الأولى كأفضل فيلم روائي قصير عن الثورة من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي و١٢ جائزة دولية ومحلية، وأيضًا الفيلم الوثائقي “توك توك”، وهو أحد أهم الأفلام الوثائقية المصرية التي تمثلنا في الخارج جاء ذلك بعد أن تم العرض العالمي الأول له بالمسابقة الرسمية لأكبر مهرجان أفلام وثائقية في العالم وهو مهرجان (هوت دوكس) بمدينة تورنتو بكندا وبعد ذلك عرض في مهرجان (سول) بكوريا الجنوبية وفي مهرجان (وارسو) ببولندا.
ورغم إن معظم الأفلام المصرية القصيرة التي تمثلنا في الخارج تم إنتاجها بالمجهود الذاتي دون دعم من أي جهة، فقد شارك روماني في مهرجانات عالمية عديدة وحصل على عدة جوائز دولية؛ الجائزة الأولى أحسن فيلم روائي قصير مهرجان بوسان بكوريا الجنوبية ٢٠١٢، الجائزة الأولى أحسن فيلم عن الثورة مهرجان الإسكندرية ٢٠١١، جائزة لجنة التحكيم مهرجان بغداد الدولي ٢٠١٢، الجائزة الثانية بمهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان بالأردن ٢٠١٢، جائزة دعم السينما المستقلة لموسم الفنون المستقلة الأول بمصر ٢٠١٢، الجائزة الأولى أحسن فيلم روائي قصير مهرجان الشاشة المستقلة ببني غازي ليبيا ٢٠١٣، الجائزة الثانية مهرجان نابل السينمائي الدولي تونس ٢٠١٢، الجائزة الثانية مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي بموريتانيا ٢٠١٢، شهادة تقدير من جمعية الفيلم بمصر ٢٠١٢، أحسن سيناريو مهرجان تيزنيت بالمغرب ٢٠١٢.
أخيرا أود القول بأن الطريق إلى تحقيق الحلم يتلخص في كلمة واحدة وهي “القرار”، وحلم روماني سعد يعد “نموذجًا” ملهمًا يوضِّح أنه كي تصل إلى النجاح يجب أن تتوفَّر لديك بعض العناصر أبرزها مواهبك وقدرتك على توجيه طاقتك الايجابية لتحقيق الحلم وأيضًا أن تضع نفسك في مقامها وأن تعرف قيمتك جيدًا من أجل تحقيق النجاح الذي تبتغيه لتصل إلى أفضل حياة تستحقها.