كانت هذه هي المرة الأولى التي نذهب فيها لمقر جريدة “المصري اليوم”، لإجراء حوار مع الكاتب الصحفي شريف عارف، سكرتير التحرير بالجريدة، حول كتابه الجديد “مقاتلون وجواسيس”، والذي صدر عن “كتاب اليوم”، بمناسبة الذكرى الـ 44 لانتصارات أكتوبر.
الكتاب يقدم شهادات اللواء أركان حرب فؤاد نصار، في الفترة من حرب 48 بفلسطين، ومشاركته كضابط إشارة بالجيش المصري، مرورا بالنكسة وحرب الاستنزاف، وإدارته للمخابرات الحربية، حتى حرب أكتوبر وما تلاها من أحداث، ورئاسته للمخابرات العامة.
خلال الحوار الذي استغرق ما يقرب من ساعتين، روى “عارف” عددا من شهادات اللواء فؤاد نصار، التي سيتضمنها الكتاب، والتي كان من أبرزها:
1- حرب فلسطين وأول لقاء مع “عبد الناصر”
يحكي “نصار” عن حرب فلسطين، والمأساة التي واجهت الجيش المصري، حيث وصف اجتماعات القيادة خلال الحرب بـ”حكاوي القهاوي”، مشيرا إلى عدم جاهزية الجيوش العربية لخوض هذه الحرب، فبعضها أتى للحرب بالخيول، ولم يكن هناك سوا الجيش المصري، وحده المدرب والجاهز للحرب، لكنه لم يكن لديه السلاح.
ويتطرق “نصار” إلى معرفته بالرئيس جمال عبد الناصر، خلال لقائه بحصار “الفلوجة”، وما دار بينهما، والنصائح التي أعطاها له “عبد الناصر” وكيف ساعده في الخروج من الحصار.
2- اللحظات الأولى لثورة يوليو 1952
يروي شريف عارف، عن بعض ما يشمله الكتاب من شهادة “نصار” على اللحظات الأولى لثورة يوليو، وتكليفه بأمر مباشر لحصار سنترال مصر، والتحكم بكل أجهزته واتصالاته، باعتباره ضابط إشارة، وأما عن إلقاء “السادات” لخطاب الثورة، فذكر أن السبب ليس لكونه ضابط إشارة، وإنما لميوله للصحافة والخطابة، وما يتمتع به من صوت رخيم. كما أوضح “عارف” أن الكتاب به عدد من الشهادات التي أدلى بها فؤاد نصار، عن الأزمات التي حدثت عام 1954، سواء داخل مجلس قيادة الثورة أو مع الإخوان.
3- رفض الانضمام إلى المخابرات في عهد “عبد الناصر”
بعد تكليف زكريا محي الدين، بتشكيله أول جهاز للمخابرات بمصر، يروي “نصار” عن استدعاء رئيس المخابرات العامة له، وعرض فكرة انضمامه للجهاز، لكنه رفض ذلك العرض، مبديا رغبته في البقاء كضابط مقاتل. الرغبة التي احترمها “محي الدين”، وظل بعدها فؤاد نصار ضابط مقاتل حتى تولي السادات حكم مصر.
4- مكالمة هاتفية من السادات لفؤاد نصار
يحكي “نصار” للكاتب الصحفي شريف عارف، عن قرار تعيينه كمدير للمخابرات الحربية، بعد تولي السادات لرئاسة الجمهورية، “تلقيت اتصالا من الفريق أول أحمد إسماعيل، بعد تعيينه القائد العام للقوات المسلحة، ليخبرني أن الرئيس محمد أنور السادات معه ويود التحدث إلي، وفوجئت برغبته في أن أتولى إدارة المخابرات الحربية والاستطلاعات قبل حرب أكتوبر، ولكني أخبرت السادات بأنني لم أعمل من قبل بالمخابرات، فرد بأنني الأجدر لتولي هذا المنصب في الوقت الحالي”.
5- رهان مع أحد الجواسيس
من بين الشهادات التي يرويها “نصار” بالكتاب، شهادته عن تفاصيل القبض على إحدى شبكات التجسس بمصر، والتي كان يقودها أحد المهندسين المصريين، وتم تحويل قصتها لفيلم “السقوط إلى الهاوية”، ويروي “نصار” مدى يأس هذا المهندس من استرداد سيناء، والرهان الذي تم بينهما بأن مصر ستنتصر على إسرائيل.
6- السادات يأمر باغتيال “موشيه ديان”
من العمليات التي يتحدث عنها فؤاد نصار، محاولة اغتيال موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي، خلال حرب أكتوبر، وذلك بعدما رصدته عناصر المخابرات الحربية بسيناء، لكنه فر هاربا بعد لحظات من إعطاء “السادات” الأوامر باغتياله وتوجيه ضربة جوية للمنطقة التي كان متواجدا بها.
7- اغتيال السادات
قبل اغتيال السادات بـ 6 أشهر، تم تعيين فؤاد نصار رئيسا للمخابرات العامة، ويروي أن الجهاز علم بوجود مخططات لاغتيال السادات وتم إبلاغها للرئيس، وتسليمه بدلة واقية ضد الرصاص، مشيرا إلى أنه لم يرتديه يوم اغتياله بالعرض العسكري، ومؤكدا على أن قتله كان عملية قدرية. وأن الكتيبة التي كانت ستشارك في العرض تم تغييرها قبل العرض بساعات.