علي حشاد
هل يتحقق ذلك الحلم المستحيل أن يكون لدينا مهرجان سينمائي يليق بتاريخ السينما والفن المصري ويحترم ويقدر كل الفنانين و المبدعين من جميع أنحاء العالم ؟
بدأ مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولي تحت شعار “سينما من أجل الإنسانية” في تحقيق هذا الحلم الجميل حينما اقترح رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس إقامة مهرجان سينمائي بالجونة وهي فكرة ممتازة واختيار موفق، فالجونة من أجمل المدن الساحلية المطلة علي البحر الأحمر.
ومن أهم أسباب نجاح هذا المهرجان هو انشتال التميمي، مدير المهرجان، وهو المنصب الذي أثار العديد من علامات الاستفهام حول اختياره دون غيره من المصريين، ولكن ما قد لا نعرفه أنه شغل العديد من المناصب من خلال مهرجان الفيلم العربي كمدير فني ومستشار برامج بمهرجان “روتردام” الدولي، ومنسق المهرجان الدولي للفيلم بميونيخ، كما شارك أيضا التميمي بالتحكيم في مهرجان بارما الدولي للفيلم بإيطاليا، والمهرجان الدولي للفيلم القصير فى ميونخ. وقد عمل كعضو ورئيس لجنة تحيكم “نيت باك” في مهرجان برلين، لذا كان حريصا أن يخرج المهرجان إلي النور بالشكل المناسب.
تكريم الفنان الأمريكي العالمي “فورست ويتكر” في ختام المهرجان زاد من شعبية المهرجان، كما استغل وجوده في توقيع شراكه بين منظمته “مبادرة ويتكر للسلام والتنمية” مع رجل الأعمال نجيب ساويرس.
من أهم ما يدل على نجاح المهرجان هو تحدث الصحف والوكلات العالمية عنه، فمثلا النجم العالمي “ديلان ماكديرموت” علق في حواره مع الوكالة الصينية أن مهرجان الجونة السينمائي في مصر سيصبح مثل المهرجان العالمي “كان” الذي يقام في فرنسا، مؤكدا أن تنظيم المهرجان وإظهاره بهذا الشكل المشرف يعطي المهرجان نفس قدر اهتمام “كان”.
ونشر أيضا موقع “Euronews” الأوروبي الشهير عن مهرجان الجونة، أنه يعد من أكبر مهرجانات السينما حول العالم، حيث ضم أكثر من 400 نجم حول العالم، وظهر فيه حسن استضافة مصر للمهرجانات على مستوى عالمي.
تعدت ميزانية المهرجان ٤٠ مليون جنيها، كما صرح عمرو منسي أحد القائمين على المهرجان أن كل هذا المبلع تم إنفاقه كي نثبت أننا قادرون على صنع مهرجان بمواصفات عالمية، حيث حضر المهرجان العديد من الفنانين العالمين مثل المخرج اوليفر ستون، والممثلة الأمريكية “فانيسا ويليماز” التي حرصت على التقاط العديد من الصور في مدينة الجونة و ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبالرغم من أن هذا المهرجان مهرجان خاصا ليس له علاقة بالمهرجانات الحكومية لكنه كان بمثابة دعاية مجانية وترويج للسياحة دون أن تنفق الدولة جنيها واحدا، ومع ذلك حقق المهرجان نجاحا لم يحدثه مهرجان القاهرة السينمائي منذ أعوام.