هالة منير بدير
لقد حاز فيلم “فستان ملون” كثيراً من الاهتمام في الآونة الأخيرة بمناسبة قرب موعد عرضه في منتصف الشهر الجاري، ولأنه أول فيلم ديكودراما من نوعه يتم إنتاجه في مصر ببطولة جماعية نسائية لشخصيات حقيقية، لذا كان لابد لـ “إعلام دوت أورج” أن يسلط الضوء على تلك التجربة الجديدة الفريدة بإجراء حوار خاص للموقع مع مخرج الفيلم، إيهاب مصطفى، وفيما يلي نص الأسئلة والأجوبة:-
فيلم “فستان ملون” هو فيلم ديكودراما، ما معنى “ديكودراما”؟
“ديكودراما” هو المعنى العلمي لنوعٍ من الأفلام عبارة عن خليط من كل من الفيلم الدرامي الروائي، والتسجيلي، فالمعالجة تختلف من عمل لآخر، ولكنه في نفس الوقت توثيقي، البطولة نسائية جماعية، فبطلات الفيلم شخصيات مستقلة يمثلن أنفسهن بأسمائهن الحقيقية ويجتمعن في إطار درامي من خلال أحداث مختلفة.
كيف نشأت فكرة الفيلم؟ وكيف اخترت بطلاته؟
فكرة الفيلم بناءً على هدفٍ أساسي وطموحٍ خاص، فالهدف هو دخول مهرجانات على مستوى العالم، ولكن المشكلة كانت تكمن في كيفية تصدير صورة المرأة المصرية، فالغرب ينظر إلينا باستسهال، أو نظرة محصورة في قوالب نمطية، إما في الطبقات الشعبية بما فيها من حياة بلطجة وسرقة، أو حياة العرب والصحراء، أو بيئة الإرهاب والتطرف الديني، أو صورة المرأة المقهورة في المجتمع الشرقي، أما عن الطموح، فكان لدي رغبة حقيقية في تبديد تلك الصورة السلبية عن المرأة التي أصبحت راسخة في أذهاننا، من خلال جلب نماذج حقيقية قادرة على تحقيق إنجازات نغير من خلالها مفاهيم ومعتقدات خاطئة عن مصطلح “المرأة المستقلة” المحصور في أنها الأنثى الخارجة عن الأعراف والتقاليد، وأنها امرأة عادية موجودة في كل بيت وليست بالضرورة أن تكون مطلقة أو متمردة على محيطها، ومن ثم إصلاح التعامل مع السيدة الذي يؤدي إلى إصلاح المجتمع كله.
ومن هذا تم اختيار شخصيات حقيقية واستبعاد فكرة الاستعانة بممثلات دعماً لفكرة المصداقية، وتم اختيار البطلات عن طريق “انترفيو” للمرشحات اللاتي تفاوتت أعمارهن بين الواحد والعشرين عاماً إلى منتصف الأربعينات.
حدثنا عن كيفية الاستعداد والتحضير للتصوير.
بدأ العمل في بداية عام 2016 لمدة أربع أشهر من خلال شرح الفكرة لكل شخصية بمفردها، وكيفية استيعاب أنها ستجسد تجربتها الخاصة، ضمن إطار درامي، مع عدم المساس بالطبع بالخطوط الحمراء في الحياة الشخصية لكل منهن، ثم جاءت خطة تعريف كل منهن بالأخريات.
أخبرنا عن كواليس الفيلم وما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء مراحل صنع الفيلم؟
أكبر صعوبة واجهتها كيفية ترتيب مواعيد التصوير، والتنسيق بين مواعيد كل شخصية، فهن لسن ممثلات محترفات سيلتزمن بمواعيد التصوير، وإنما كل بطلة منهن لها مواعيد عملها وحياتها الخاصة التي لا تتناسب دائماً مع الباقيات، لذا امتد التصوير لأكثر من سنة.
حدثنا باختصار عن شخصيات الفيلم وعن مدى التنوع في نماذج تجسيد استقلال المرأة.
ظروف الشخصيات فيها تنوعًا كبيرًا، فالفئة العمرية كما قلنا تمتد بين العشرينات حتى منتصف الأربعينات، وتنوعت الحالة الاجتماعية بين البنت العزباء والمخطوبة والمتزوجة والمطلقة والأرملة، فكل مشاهدة للفيلم ستحس أنها تشبه واحدة من البطلات.
الشخصيات كلها حقيقية.. فهل اعتمدت على الخيال في أي جانب من جوانب الشخصية أم أنها تجارب حقيقية من البداية إلى النهاية؟
كان هناك مزج بين الخيال والواقع، فالخيال كان لتخلق فكرة الدراما، فكل بطلة من البطلات لم تكن تعرف الأخرى ولكن فكرة الفيلم هي التي خلقت نقاط الاشتراك وأوجدت العوامل المشتركة بين الشخصيات.
ما هي أكثر النماذج التي جسدت بالفعل قدرة المرأة على الاستقلال من وجهة نظرك؟
البطولة جماعية وأفضل أن أترك الحكم للجمهور.
اذكر نبذة مختصرة عن فريق العمل.
فكرة وإخراج: إيهاب مصطفى
معالجة السيناريو: رضوى العوضي
ورشة كتابة السيناريو والحوار: رضوى العوضي ومنى أحمد
مدير التصوير: خالد مختار
موسيقى تصويرية: الإيطالي أنتونوليو فروليو، والتوزيع الشرقي: صامويل سليم
إشراف على الهندسة الصوتية: المهندسة عبير حافظ
مهندس الصوت: يوسف الدالي
تصميم الأزياء: إيمان النشرتي
تصوير: ستيف صبحي
مساعدو الإخراج: (مساعد مخرج أول) منى أحمد وداليا سمير، و(مساعد مخرج ثاني) رضوى حسن وأماني عمارة فاطمة الشاذلي
البطولة جماعية وأسمائهم بترتيب الظهور في الفيلم: منى أحمد، ورضوى العوضي، وحورية السيد، ورويدة بيبرس، وعلا عمار، وداليا فخر، وأماني موسى، وإيمان النشرتي، ونور عربي، وآية سعد، ويارا شهوان، وباكينام إدريس، وياسمين عيد، وسلمى بدر، وهنا موسى.
أخبرنا عن الموسيقى التصويرية في الفيلم وعن أغنية فستان ملون.
موسيقى الفيلم ألفها الموسيقار الإيطالي ” أنتونوليو فروليو”، هو موسيقار كبير لحن موسيقى أكثر من سبعين مسلسلًا وفيلمًا، وهو قائد أوركسترا فيلم ” “Pursuit of Happiness، ولقد لفت انتباهي موسيقاه لعدة أفلام، فعكفت على التواصل معه لمدة أربعة أشهر، تمكنت خلالها من عرض فكرة الفيلم عليه، وبعد الاتفاق أرسل لي المقطوعات الموسيقية موزَّعة، ثم قمت بعمل توزيع شرقي لها من خلال “صامويل سليم” .
أما عن أغنية الفيلم، فلقد أخذت واحدة من المقطوعات الرئيسية أعجبتني موسيقاها، وطلبت من رضوى العوضي تأليف كلمات تتناسب معها، واخترت هنا غنيم للغناء، وكان المقطع الأخير في الأغنية باللغة الإنجليزية ليكون خليطاً بين الغرب والشرق ليناسب المشاركة في المهرجانات العالمية.
حدثنا عن المخرج إيهاب مصطفى.. دراسته وعن أعماله أو مشاركاته السينمائية السابقة.
لقد تخرجت من كلية آداب “عبري”، بالإضافة لكلية الفنون الجميلة، ودرست الإخراج عام 2008 في أكاديمية رأفت الميهي، كما درست مجموعة كورسات إخراج حرة أونلاين في نيويورك، وشاركت في العديد من الورش عام 2007..
أما عن أعمالي السابقة، فلي أربع أفلام سابقة اشتركت باثنين منهما في مهرجانات في فرنسا والمغرب وحصلت على شهادات تقدير عنهما، وفيلم “فستان ملون” هو خامس أعمالي.
ما هي الأعمال السينمائية التي تأثرت بها وهل هناك مشروع فيلم جديد في القريب؟
لقد تأثرت بمجموعة من الأسماء العظيمة والكبيرة سأذكرها دون قصد في الترتيب: يوسف شاهين، وشريف عرفة، وعاطف الطيب، ومحمد خان، وداوود عبد السيد، ورأفت الميهي، ومروان حامد.
من آخر الأعمال التي أعجبني فكرها فيلم “قدرات غير عادية” لداوود عبد السيد، وفيلم الأصليين لمروان حامد، أما بالنسبة للمسلسلات فلقد أعجبني في آخر ثلاث سنوات مسلسل “تحت السيطرة” لتامر محسن، و”جراند أوتيل” لمحمد شاكر خضير، و”واحة الغروب” لكاملة أبو ذكرى.
في سياق متصل هناك فيلمٌ سيبدأ العمل فيه أواخر نوفمبر، عبارة عن شخصيات حقيقية أيضاً ولكن سيختلف في طريقة المعالجة والجانب الروائي والدرامي.
لماذا تم تأجيل موعد طرح الفيلم أكثر من مرة ومتى وأين سيُعرض؟
التأجيل كان خلال مدة لم تتجاوز ثلاث شهور، ما بين شهري يوليو وأكتوبر، وذلك لأن شخصيتي تبحث دائماً على القرب من الكمال وصعوبة الوصول لمرحلة الرضا حتى تمام الاقتناع، لذا فقد أعدت بعض مشاهد التصوير، وأخذت وقت في المونتاج.
سيتم عرض الفيلم يوم الثلاثاء 17 أكتوبر الجاري على مسرح مكتبة مصر الجديدة..