ما إن أصدر العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً تاريخياً بالسّماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة حتى اختلفت ردود الفعل داخل المملكة ما بين مؤيد ومعارض، وبدأت سلسلة من الشد والجذب حول حكم الشرع والدين خاصة وأن المرأة السعودية تناضل لنيل هذا الحق منذ أكثر من ٢٥عامًا.
ومع الجدل الدائر داخل المملكة العربية السعودية، كانت الصورة أكثر وضوحاً، وتعكس معاني الإيجابية والتفاؤل على المستوى الدولي، باعتبار هذا القرار خطوة صحيحة لدعم حقوق وفرص النساء تطبيقاً للرؤية السعودية ٢٠٣٠.
وبالطبع فإن ذلك القرار فتح فرصة كبيرة لشركات السيارات العالمية أمثال: نيسان، وفولكس فاجن الألمانية، وفورد الأمريكية، للترويج لسياراتهن، بطريقة مختلفة ومُميزة، داعبت فيها مشاعر الفرحة التي حملتها المرأة السعودية.
وجهت شركات السيارات حملتها الدعائية، للسيدات السعوديات عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، ويرصد “إعلام دوت أورج” فيما يلي أبرز ملامح تلك الإعلانات:
(١)
سارعت الثلاث شركات في إطلاق تغريدات على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” تحمل عبارات التهنئة للمرأة السعودية، كانت أسرعهم شركة نيسان العالمية للشرق الأوسط حيث جاءت تغريدتها في نفس يوم إصدار المرسوم الملكي الثلاثاء الموافق٩/٢٦ بينما لحقتها كلٌ من شركة فورد وشركة فولكس في اليوم التالي.
(٢)
لم تركز تغريدات تلك الشركات بشكل مباشر على ما يمكن أن توفره سياراتها من مميزات عموماً للمرأة والرجل على حد سواء، بل خاطبت المرأة السعودية تحديدًا، لكي تُشْعرها بالخصوصية، لافتة إلى مشاركتها فرحتها بالقرار الذي انتظرته لسنوات، وهو نفسه الذي من شأنه أن يضاعف في نفس الوقت من حجم الاستيراد لهذه الشركات داخل سوق السيارات السعودي.
(٣)
بذكاءٍ شديد جاءت الصور المصاحبة لعبارات التهنئة مُعبرة عن ملامح المرأة السعودية بل الخليجية عموماً وربطها بأجزاء معينة من السيارة لخلق نوع من الألفة ممثلةً في البرقع الذي لا يظهر منه سوى العينين ناظرةً في مرآة السيارة أو يديها المخضبة بالرسم بالحناء وهي ممسكةً بمقْود السيارة استعداداً لتولي القيادة، أو اللوحة المعدنية التي تحمل كلمة بنت كعنوان لمرحلة جديدة في حياة السعوديات ورقم ٢٠١٨ لأن المستقبل مازال يحمل الكثير لهم.
(٤)
جاءت الخلفية ذات اللون الأسود لكلٍ من إعلاني فورد الأمريكية وفاجن الألمانية رغبةً في التأكيد على أنه مهما كانت ملامحك أو طريقة ملْبسك فنحن على الحياد والأولوية فالمهم عندنا هي شخصك فقط، ودورنا هو مساعدتك على الإنطلاق والإمساك بزمام الأمور وظهر ذلك بوضوح في هاشتاج “#إنتي_قدها” أو في عبارة “أهلاً بك” على مقعد السائق، أو “حان دوري”، أو حتى مغازلة النساء السعوديات بأن السيارة الماستينج الصفراء في انتظارك.
(٥)
“#الملك-ينتصر-لقيادة-المرأة”، كان هذا هو الهاشتاج الذي أطلقته كلٍ من فورد وفولكس بما يحمل من إسقاطات سياسية واجتماعية في مدلوله تؤكد على ترحيب تلك الشركات ومباركة دولها بتلك الخطوة، وأن انتصار الملك لحق المرأة في القيادة إنما هي أولى درجات السُلّم وليست نهايته.