كيف ينتزع مراسل "8 الصبح" الضحكات من الجمهور؟

أحمد حسين صوان

على مدار الـ 8 شهور الأخيرة، يعرض برنامج “8 الصبح” الذي يُبث عبر قناة “dmc”، تقريرًا كوميديًا من الشارع لا تتجاوز مدته خمس دقائق تقريبًا، بشكلٍ يتوافق مع “فورمات” البرنامج، والتوقيت الصباحي الذي يُعرض فيه، إذ أن المشاهد وقتها يكون في حاجة إلى محتوى لايت خفيف، لذلك حققت هذه الفكرة انتشارًا بين الجمهور، بسبب الموضوعات التي تلامسهم في أغلب الأحيان.

تواصل “إعلام دوت أورج” مع حسام الدين رضا، مُقدم التقارير الكوميدية في “8 الصبح” للكشف عن كواليس المشروع، وأبرز الصعوبات التي تواجهه، وفيما يلي أبرز التفاصيل:

1- الصدمة

“حسام” يبحث عن أبرز الموضوعات التي تشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والمناسبات التي يحتفل بها المواطن المصري، لرصد أفكار كوميدية وتنقيتها، واختيار الأفضل وتنفيذها، دون تدخل من أحمد الطاهري، رئيس تحرير البرنامج.

يقول “حسام” إن أفضل الأماكن للتصوير، هم المهندسين والزمالك والمعادي ومصر الجديدة، إذ أن رواد هذه المناطق لديهم خفة ظل وقادرين على التفاعل مع الأفكار الكوميدية، بينما منطقة وسط البلد بالقاهرة يكون روادها من موظفي الهيئات الحكومية، وغير قادرين على الاستجابة أمام الكاميرات، ورغم تمتع منطقة رمسيس بأشخاص تميل إلى التسلية بشكلٍ كبير، إلا أنه نادرًا ما يتوجه إلى هناك، بسبب حرصه على ظهور الصورة الخليفة على مستوى عالٍ من الرقي، لذلك سيارات الأجرة الموجودة هناك تُشكل عائقًا إلى حدٍ ما في التصوير.

أضاف أن منطقة السادس من أكتوبر ليست من الأماكن المُفضلة له، حيث يواجه صعوبة في وجود أشخاص تميل إلى الكوميديا، لاسيما طلاب الجامعات الخاصة هناك، موضحًا أنه يعتمد في التصوير على مفاجئة الناس، وطرح السؤال عليهم بشكلٍ سريع أمام الكاميرا دون اتفاق مسبق أو منحه فرصة الاختيار، الأمر الذي يُصيب المواطن بصدمة تدفعه إلى الإجابة في إطار كوميدي وفقًا لطبيعة الموضوع.

أوضح أن التصوير خلال فترة الدراسة يُعد الأفضل، بسبب وجود عدد كبير من الشباب في محيط المدارس والجامعات، لذلك يتوجه إلى التصوير هناك في بعض الأحيان، قائلًا: “التقرير اللي ياخد مني ساعتين وقت الإجازة، ممكن اعمله في ساعة واحدة وقت الدراسة”.

2- تفاهة

يواجه “حسام” صعوبات وقت التصوير، من خلال الأشخاص الذين يرفضون التفاعل معه، ويصفون هذه الأفكار بـ”التفاهة”، لذلك يتجاهل المراسل هذه النوعية من الناس، ويواصل رحلة البحث عن أصحاب الكوميديا، لافتًا إلى أنه يلتقي حالات إنسانية أيضًا يطلبون منه المُساعدة، فيستجيب لهم من خلال تسهيل التواصل مع فريق إعداد الإعلامية إيمان الحصري، ببرنامج “مساء dmc”، لأنها تهتم بهذه الحالات في برنامجها.

قال أنه يُنفذ خمس أفكار في الأسبوع تقريبًا، يُعرض منهم ثلاث فقط، حيث إنه يواجه صعوبة أحيانًا في إيجاد فكرة جيدة تُلقي نجاحًا بين الجمهور، لافتًا إلى أن “8 الصبح” كان يعرض تقريرًا كوميديًا بشكلٍ يومي لمدة شهرين، ولكن بعدما واجه ضغوطًا بسبب الوقت، قرر فريق البرنامج عرض تقريرًا واحدًا أيام الأحد والثلاثاء والخميس، ولكن ذلك يكون وفقًا لسيناريوهات الحلقة.

3- لجان إلكترونية

أكد “حسام” أن بعض أصحاب الفيديوهات الكوميدية على موقع “يوتيوب” ، لديهم لجان إلكترونية، تعمل على مهاجمة الآخرين والتقليل من شأنهم واتهامهم بسرقة الأفكار، لذلك يتجاهل هذه النوعية من التعليقات ولا يهتم بها.

علق مراسل “8 الصبح” على اتهامه بسرقة أفكار أحمد رأفت “مذيع الشارع”، قائلًا إن الأخير حقق نجاحًا كبيرًا طول الثلاثة أعوام الأخيرة، ولديه فريق كتابة مسئول عن إعداد الأفكار، وخمس كاميرات عالية الجودة، بينما هو بدأ منذ 8 شهور تقريبًا، ويقوم بتنفيذ التقارير بداية من اختيار الفكرة، حيث يعتمد فقط على المصور ومهندس الصوت، إذ أنه يُتابع مونتاج التقرير مع المونتير.

أوضح أنه نفّذ نحو 103 تقريرًا، في 8 شهور فقط، منهم فكرة واحدة فقط مأخوذة من أحمد رأفت، وتم التنويه عن ذلك قبل عرضها، رغم أن صاحبة هذه الفكرة لمراسلة لبنانية كانت تعمل في إحدى القنوات المصرية، لافتًا إلى أن “مذيع الشارع” حصل على فكرتين تم عرضهما في “8 الصبح”.

4- تمثيل

“حسام” يسعى لتقديم برنامج ساخر يُشبه “البرنامج” لـ باسم يوسف، بالإضافة إلى اقتحام عالم الفن، حيث إنه يعمل حاليًا على اكتساب قاعدة جماهيرية من خلال التقارير الكوميدية، موضحًا أنه خضع لاختبارات تمثيل منذ فترة، لكن الفرصة لم تأتي بعد، بالإضافة إلى التواصل مع إدارة برنامج “أبلة فاهيتا”، للعمل كمراسل هناك، لكن الوضع لم يسمح آنذاك.

أكد أنه تلقى عروضًا من بعض القنوات الخاصة لتقديم تقارير كوميدية، لكنه اعتذر عنها، قائلًا: “أنا مرتاح في dmc، والقناة وفرت لي فرصة كويسة ومكمل معاهم”.

يذكر أن حسام الدين رضا، حاصل على بكالوريوس إعلام من الجامعة الأمريكية، وانضم إلى قناة “dmc” منذ لحظة انطلاقها في شهر يناير الماضي، حيث إنها التجربة الأولى له في مجال الإعلام، ويعمل مُراسلًا في القناة من خلال تغطية المناسبات والفاعليات بجانب التقرير الكوميدي الذي يُعرض في “8 الصبح”.