رباب طلعت
منذ ما يقارب الأسبوع، نشر الفنان محمد رمضان، صورة له أمام طائرة خاصة مدون عليها حرفين هما “MR”، مدونًا عليها: “أول رحلة إلى مطار سانت كاترين البلد الساحرة”، مضمنًا الهاشتاج بنفس الحرفين، في إشارة منه إلى أنه صاحب تلك الطائرة، وهو الأمر الذي دفع كل المواقع الإلكترونية، للاهتمام به، حيث أثار حوله جدلًا واسعًا، لاستكمال الفنان مسيرة استعراضه لثروته، وممتلكاته، على جمهوره، إلى أن تفاجئ الجميع بظهور حسابٍ شخصي، لشخص يُدعى “مازن الفايد”، كَذَبَ، “رمضان”، مؤكدًا أن تلك الطائرة تعود له هو.
https://www.instagram.com/p/BZruvp4hOUF/
شن المدعو مازن الفايد، الذي يوحي لقبه للحظة الأولى أنه أحد أبناء عائلة رجل الأعمال المصري محمد الفايد، هجومًا حادًا على “رمضان”، واصفًا إياه بأنه مريض بما يسميه علم النفس “الدونية”، لافتًا إلى أن الفنان دائم الحرص على استعراض ممتلكاته، مضيفًا في نفس “البوست”، أنه لا يعرف ذلك الفنان، فقد حضر مع مجموعة من أصدقاء صاحب الأكونت، الذي أكد على عدم معرفته به، وهو الأمر المتناقض تمامًا مع بداية المنشور الذي لفت من خلاله لمعرفته بأن “رمضان”، دائمًا ما ينشر صورًا من ممتلاكته.
حسابٌ غريبٌ ظهر بشكل سريع، وانتشر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ليصطاد الصحفيين، الذي وقعوا في شراكه، حيث نقل أحدهم الخبر تحت عنوان “حقيقة طائرة محمد رمضان المزيفة”، عنوان “ترافيك”، سيشفي غليل الكثيرين من الكارهين للفنان أو حتى منافسيه، وسيجذب محبيه الذين سيهتمون بمعرفة ما يُكتب عن نجمهم.. مصيدة جديدة وقع فيها محرري المواقع الذين عكفوا على النقل من الموقع الأول، باحثين عن “أكونت” مازن الفايد، حتى أن أحدهم وصل لرجل الأعمال المزعوم، وانفرد بحوارٍ معه، إلا أنه حوارًا كان أكبر دليل على أن ذلك الشخص مدعي، وشخصية وهمية ليست حقيقية.
خلال الحوار، أكد المدعو مازن، عدم وجود أي صلة بينه وبين رجل الأعمال محمد الفايد، لعله يهرب من أن يقع تحت المساءلة القانونية، باستغلاله اسم أسرة معروفة، لكنه ألمح إلى أن جده عمل منذ سنوات مع “الفايد”، عندما كان يملك الجد شركة بترول وأبحاث في دبي، قبل أن تنتقل ملكيتها إلى محمد الفايد، وعند سؤاله عن سبب عدم مشاركته صورة مع أصدقائه من أمام الطائرة، كان رده بأنه يريد أن يكون على طبيعته بين أصدقائه، كي لا يشعرهم بالفروق الاجتماعية، هل الصورة هي من ستشعرهم بالفرق الاجتماعي بينهم وبين الطيار ورجل الأعمال في آن واحد! ولو كانت تلك الإجابة الصحيحة، لماذا حرص على وضع صورته الشخصية على “فيس بوك”، وهو على أبواب طائرة هليكوبتر؟ وبالطبع هو ليس قائدها، فعمله كطيارٍ في الخطوط الجوية البريطانية، أو سابقًا في الخطوط الجوية الأمريكية، كما أشار في الحوار، أو حتى، على صفحته الشخصية تعني أنه قائد طائرات مدنية، هل يعني أنها طائرته؟ بالطبع له، كما أن الصورة ليست صورته الشخصية أيضًا.
من ضمن أبرز ما يؤكد أن “البروفايل” مزيف، وأن الشخصية وهمية، هو استخدامه لصورة الـ”موديل” الإنجليزي الشهير، بيترو بوزيلي، المعروف بـ”أوسم معلم”، في الصحف العربية، حيث ذاعت شهرته، في العالم، ومن ثم في الوطن العربي، بعد التقاط أحد طلابه، صورة له أثناء شرحه لمادة الرياضيات، في إحدى الجامعات البريطانية، بل ووضع الطالب صورته في مسابقة “أكثر المعلمين جاذبية”، وفاز بها، بحسب موقع “ميرور” البريطاني”، ولم يكتفِ بأنه وضع صورته فقط على “فيس بوك”، بل أيضًا، خدع الصحفي الذي حاوره، وأعطاه واحدة من أشهر صور “بوزيلي”، والتي كان نشرها الأخير على “انستغرام”، أي أنه ليس متخفيًا مثلًا، بل هو مخادع.
في تأكيد من “الفايد”، في أن الطائرة ملكه، وبخطة ذكية، أقنع الصحفيين، بادعائه بأنها تحمل حرفي “MR”، الأول اختصارًا لاسمه “محمد”، والثاني للقبه بين أصدقائه في بريطانيا “ريكي”، ولكن لماذا يتحدث “ريكي” البريطاني، الذي يعمل طيارًا في الخطوط الجوية البريطانية، ومن قبلها الأمريكية، وسابقًا في الإيطالية، بحسب المعلومات المسجلة على حسابه الشخصي، باللغة العربية، وليس هنالك أي أثر للغة الإنجليزية، أو أي لغة أخرى بحكم عمله كطيار، إلا “بوستات”، هي عبارة عن عبارات شائعة، أو أغاني إنجليزية معروفة، وأين أيضًا أصدقائه الأجانب الذي يراعي شعورهم ولا يحب أن يُشعرهم بالفروق الاجتماعية؟ وكيف لشخصٍ من أم إنجليزية، وحياته في بريطانيا، أن يتحدث بتلك الطريقة المصرية الصحيحة، حتى في استخدامه للفظ “الدونية”، كمرض نفسي، لم يشر له بالاسم العلمي الصحيح له بالإنجليزية.
مما يؤكد أيضًا أن الصحافة المصرية وقعت في خديعة أحدث أبطال السوشيال ميديا المزيفين، أن “الفايد”، كتب أنه من مواليد 1987، أي أنه يبلغ من العمر حاليًا 30 عامًا، تخرج فيهما من كليتين أحدهما “CTC Aviation”، الشهيرة في علوم الطيران، ومن جامعة “The George Washington University”، حيث درس التجارة والاقتصاد، كما دون على صفحته بالعربية! كيف لأحد في مثل ذلك المستوى التعليمي أن تكون صفحته الشخصية بمثل ذلك الفراغ!، ولماذا أيضًا الصفحة التي أنشأت منذ عام 2010، ليس عليها منشورات إلا في 2017، تزامنًا فقط مع نشر محمد رمضان تلك الصورة؟!
السؤال الأهم: هو كيف لم يتحقق الصحفيون الذين نقلوا عنه من كل تلك الأمور، ولم يلفت انتباههم بأن البريطاني الطيار رجل الأعمال الذي يدعي أنه يملك شركات عالمية معروف أصحابها ومنها مجموعة مطاعم كابري الإيطالية، والتي بالبحث البسيط عن أصحابها، ستجد صورتهم منشورة على أشهر المواقع السياحية البريطانية؟ وكيف لم يكتشفوا كذبه وخداعه ليس فقط باستغلال صورة العارض البريطاني، ولكن بـ”فراغ”، و”تفاهة” محتوى الصفحة، وانساقوا فقط وراء “فضيحة”، لتأكدهم بأنها ستصبح “التريند”، الذي يجذب القراء، وبالتالي إشادة رؤسائهم بهم، وليس فقط الصحفيون، هم من وقعوا في ذلك الخطأ، بل وصل الأمر لتناول الإعلامي محمد الغيطي، في برنامجه “صح النوم”، المنشور على أنه حقيقة، مهاجمًا محمد رمضان.
ولكن ومن سياق آخر، جدلٌ كبير، سيظل مثارًا خلال الفترة المقبلة، ولن ينهيه إلا محمد رمضان، بالتأكيد بأن تلك الطائرة ملكًا له؟ أن أنها تابعة لشركة خدمات البترول B A S كما صرح محمد فؤاد، المنسق الإعلامي لمؤتمر شرم الشيخ للسياحة العلاجية، التي شارك فيها الفنان، لـ”لها”، والذي أكد أن “رمضان” قد التقط فقط الصورة بجوارها.
يذكر أن تلك الطائرة هي نفسها التي كان قد أشار محمد رمضان بأنه يطمح في شرائها، وهو ما أشار له أحد جمهوره تعليقًا على الصورة، ولعل الصورة بالفعل التي لم يؤكد رمضان فيها أن الطائرة ملكه، كانت مجرد “لقطة” مع أحد أحلامه، ساعدته صدفة الحرفين، من خداع المواقع الإلكترونية، التي بالفعل جعلته حديثها الأيام الماضي.