6 ساعات استغرقتها الرحلة من القاهرة إلى إستاد برج العرب، رغم كون السفر شاقا وطويلا، إلا أن انتظار تحقيق الحلم كان أطول. 27 عاما من عمري أنا وجيلي بأكمله لم نفرح بوصول مصر للمونديال، ولكن هذه المرة كان بداخلنا شعور بأن “رائحة روسيا” تقترب.
لم نرغب هذه المرة في تغطية المباراة من خلال شاشات التلفزيون، فقرر فريق إعلام دوت أورج متابعة المباراة من مدرجات إستاد برج العرب، وحالفني الحظ بتغطية اللقاء من أرضية الملعب على بعد سنتيمترات من لاعبي الفريقين، لأكون جزءا من أهم حدث رياضي في العقدين الماضيين؛ وفيما يلي أبرز اللقطات التي رصدتها خلال مباراة تأهل مصر للمونديال:
أي من لاعبي الجيل السابق تتمنى عودته للمنتخب؟ للاختيار اضغط هنا
1– عند دخولك إلى إستاد برج العرب لن تتمكن من النزول لأرضية الملعب سوى بتصريح مسبق، فهناك أعداد رهيبة من قوات الأمن تحيط بالسياج الحديدية للملعب وداخل ممرات الإستاد.
2– على بعد سنتيمترات من الملعب ستجد عشرات من المنظمين للاطمئنان على أدق التفاصيل وتنظيم الصوت والشكل العام للملعب، وتحضير أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأماكن أخرى للوكالات الإعلامية، كذلك عمل بروفات عدة للكاميرا الطائرة وسط فريق عمل متميز.
3– بالطبع قد شاهدت حارس المرمى المصري عصام الحضري، وهو يحفز الجمهور في بعض اللقطات كعادته، لكن ما لم تشاهده أنه طوال اللقاء يقوم بهذا الدور دون أن يكل، وكأنه أحد مشجعي الأولتراس، لدرجة أن بعض الجماهير أغضبهم طريقة تحفيزه وانفعاله عليهم.
4– اللاعب رمضان صبحي، رغم انتقاد البعض له خلال اللقاء، إلا أنني أرى أن دوره الأهم كان إرهاق لاعبي الكونغو، فحينما تنقل الكرة إليه تجد اثنين من اللاعبين يحاولان الضغط عليه وإمساكه.
5– تشجيع الجمهور بالمدرجات كان صداه كبيرا لدى اللاعبين على أرض الملعب، فبزيادة التشجيع تزداد سرعة انتقال الكرة ومحاولة الوصول للمرمى الكونغولي.
6– بعد تسجيل الهدف الأول انطلق كل فرد على أرض الإستاد، داخل المستطيل الأخضر، سواء من الجهاز الفني أو البدلاء، أو المنظمين أنفسهم، والجميل أن عددا من ذوي القدرات الخاصة توجهوا أيضا لأرضية الملعب بكراسيهم الكهربائية فرحا بالهدف.
7– ظل الأمر على ما يرام حتى تسجيل المنتخب الكونغولي هدف التعادل، والذي انهار معه الجمهور خوفا من ضياع الحلم مرة أخرى، ورغم ظهور بعض انفعالات بعض الجمهور على الشاشات، إلا أن أرضية الملعب بالكامل كانت ما بين بكاء ودعاء وحالة من الخوف الشديد، وقد رأيت أحد المشجعين بعد أن كان يرفع لافتة مكتوب عليها “أخيرا تحقق الحلم ووصلنا كأس العالم”، وجدته يخفيها بحسرة شديدة.
8– حالة الهرج التي حدثت بعد احتساب ضربة جزاء للمنتخب المصري في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، جعلت الكثيرين على أرضية الإستاد متحيرين من موقف الحكم، هل احتسبها ضربة جزاء أم هدف أم ماذا؟! إلى أن رأينا محمد صلاح يمسك الكرة لتسديدها بالمرمى، وسط تضرع شديد من كل من حولك.
9– بعد تسجيل “صلاح” الهدف الثاني، انتقلت أرضية الإستاد لحالة فريدة تجمع بين البكاء والفرحة والصيحات، فهذا يقفز في الهواء وهذا يرقص، والغريب أنك تجد أشخاصا تحتضنك باكية وتهنئك بالوصول للمونديال، دون معرفة سابقة.
10– مصورو وكالات الأنباء والصحف تغيرت مواقفهم وتوجهاتهم من وقت لآخر، ففي الدقائق الأولى من المباراة كانوا يتابعون ويلتقطون الصور في ملل شديد، لكن مع تسجيل الهدف الأول كان انشغالهم منصبا على تصوير محمد صلاح وفرحة اللاعبين؛ ومع تسجيل هدف التعادل -رغم بكاء بعضهم- إلا أن عدساتهم بدأت تتجه لانفعالات الجمهور وتركت أرض الملعب، الأمر الذي استمر حتى إحراز هدف الفوز وانتهاء اللقاء، لينطلقوا هنا وهناك في حالة من الفرحة الشديدة والرغبة في التقاط أكبر قدر من الصور التي تبرز سعادة الجماهير بالوصول للمونديال، ولا مانع من التقاط بعض الصور “السيلفي” مع زملائهم.
11– لا يمكن لأحد أن أن يصف السعادة والفرحة العارمة في أعين كل من ينظر إليك داخل الإستاد، حتى أفراد الأمن، كذلك بعض التصرفات العفوية من البعض؛ فهذا يحاول التقاط “سيلفي” مع أحد اللاعبين، وهذه تحاول أن ترفع زوجها وهي تحضنه بعد أن سقط من على كرسيه المتحرك فرحا ورغبة في الانطلاق، وهذا يرقص بعصاه بطريقة مبهرة، إلا أن ما لفت نظري هو احتفاء اللاعبين والجهاز الفني بمترجم المدير الفني كوبر، الذي ظهرت فرحته بشدة، بشكل أكبر من احتفائهم بكوبر نفسه.
12– وسط كل هذه الفرحة، لا يمكنك سوى أن تخلد هذه اللحظات في خانة ذكرياتك من خلال التقاط بعض الصور الشخصية في كل أرجاء الملعب، ويا حبذا لو كان بعضها داخل المرمى الذي أحرزت فيه مصر هدفي العبور للمونديال.