تبقى ذكرى ظهور اسم «محمد مصطفى أبو شامة» للمرة الأولى في ترويسة صحيفة العرب الدولية «الشرق الأوسط»، في يوم الأربعاء الموافق 13 أكتوبر 2010، ذكري خالدة في وجداني.
فقد كانت حدثًا وشرفًا لم يسبِقْني إليه أحد من الزملاء الذين أداروا مكتب الصحيفة بالقاهرة، وهو المكتب الأهم والأكبر بين مكاتبها المنتشرة في أرجاء العالم، وكلُّهم – بالمناسبة – أسماء كبيرة ومهمَّة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية، يكفي أن نقول إن منهم الأساتذة الكبار إبراهيم سعدة، وعماد أديب، وجمال عنايت، وعمرو عبد السميع، ولبيب السباعي، وعبد اللطيف المناوي، وعبد المنعم مصطفى.
لهذا فالحدَثُ يصعُبُ أن يَسقُطَ من ذاكرتي أو يختفيَ من تاريخي المهني الذي صنعتُهُ بعرقي وجهدي (دون واسطةٍ أو محسوبيةٍ أو علاقاتٍ عامَّةٍ أو شِلَلِيَّةٍ) عبر رحلة طويلة في بلاط صاحبة الجلالة تمتدُّ لأكثر من 25 عامًا.
لقد كان وَضْعُ اسمي في ترويسةِ أهم صحيفة عربية، شهادةَ تقديرٍ عزيزةً وغاليةً من الزميل المحترم الأستاذ طارق الحميد رئيس التحرير الأسبق للصحيفة، بعد ثلاث سنوات من العمل الصحفي الدءوب والمخلص بالصحيفة؛ بين مقرِّها الرئيسي في لندن، ومكتبها في القاهرة، وأكثر من عامين في إدارة التحرير، وإعادة تأسيس المكتب الذي توسع بشكل غير مسبوق تحت إدارتي.
وقد تم تكليفي بالعمل مديرًا لمكتب الصحيفة بالقاهرة (مسئولَ تحريرٍ) في 31 مارس 2008، في رحلة امتدت 5 سنوات، قبل أن تتوقف مؤقتاً في 31 مارس 2013 لأكثر من عام، وتعود من جديد لثلاث سنوات تحت قيادة الصحافيِّ المحترم الخلوق الأستاذ سلمان الدوسري، انتهت في 31 يوليو 2017.
رحلةٌ فخورٌ بها جدًّا، وسعيدٌ بما أنجزتُهُ فيها من أعمال، شاركني فيها عشراتُ الزملاء ممن وفَّرَتْ لهم «الشرق الأوسط» الفرصة، وأتاحت لهم التجربة التي أصقَلَتْهم وأسهَمَتْ بشكلٍ مؤثِّر في كل نجاح حصدوه (وإن أنكروا ذلك أو أسقَطُوهُ من حساباتِهِمْ).
للمفارقةِ، كان ظهور اسمي في «الترويسة» سببًا في كل معاناة لاحقة حَدَثَتْ لي في تجربتي مع «الشرق الأوسط»، فبعيدًا عن اسم مؤسسَيِ الصحيفة هشام وعلي حافظ، توجد ثلاثةُ أسماءٍ سعودية، واسمانِ مصريانِ، رَحِمَ اللَّهُ من ماتَ ومَتَّعَ بالعافيةِ كلَّ مَن تقاعدوا وما زالت إسهاماتُهُم الإعلامية ساطعة.
وتبقى كلمةُ شكرٍ صادقة من القلب لمن مَنَحَني فرصة العمل بالمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (ناشر «الشرق الأوسط» و«المجلة» وغيرهما من المطبوعات الخالدة في تاريخ الصحافة العالمية)، في عام 2004، وهو معالي الدكتور عزام الدخيل المستشار الحالي بالديوان الملكي السعودي، ووزير التعليم السعودي السابق، وهو أيضا الرئيس التنفيذي السابق للمجموعة، وصاحب الأيادي البيضاء على كثيرٍ من العاملين بالحقل الإعلامي في عدة دول عربية، أثابه الله بقدر نيته.