صلاح.. ذلك الاسم الأشهر في مصر حاليا، والذي تعد سنة 2017 هى عام التألق والوهج بالنسبة له، وبالمناسبة هو تألق ووهج مستحق و ليس نتاج صدفة أو هدف حاسم في دقيقة أخيرة من مباراة هامة، ولكن أدعي أنه ناتج عن التزام وكفاح بدأ منذ نعومة أظافرة واستمر يوميا إلى أن وصلنا إلى هذا اليوم الذي صار الاحتفاء به واجبا على كل محب لهذا الوطن وكل من يريد أن يبعث برسالة أمل إلى شباب في عمر الزهور يحلم بتحقيق ذاته يوما ما.
صلاح.. ذلك الشاب المصري ذو الأصول الريفية والنشأة والظروف العادية جدا، إن لم تكن المتواضعة لم يعمتد على موهبة منحها له الله فقط، ولكنه أخلص لتلك الموهبة بالمثابرة والعمل المستمر والاجتهاد والطموح المشروع الذي وصل به إلى أن يكون مهاجما أساسيا لأكبر فرق العالم المتقدم كرويا وإنسانيا، متدرجا من ناد متوسط إلى ناد أكبر وأكبر.
لم يهتز حين لم يوفق في تجربته مع تشيلسي ومورينيو، بل اعتقد أنه اتخذ من عدم التوفيق فرصة لمراجعة النفس و اختيار مكان جديد كنادي روما الإيطالي، ليثبت لنفسه قبل الأخرين أنه يستحق أن يكون في مصاف أهم لاعبي العالم. تحليلي لمسيرة صلاح حتى اليوم هو أنه يعرف تماما ما يريد ويعلم تماما ما يستحق ولا يلتفت يمينا أو يسارا ولا يسمح لأحد أن يعطل تلك المسيرة الناجحة.
صلاح.. أيقونة بلد كبير عظيم كمصر يستحق كل هذا النجاح ويستحق كذلك نظرة أخري له كمثل أعلى من شباب يؤمن بنفسه ومستعد في سبيل تحقيق الحلم أن يبذل جهدا بدنيا و يبذل روحا طموحة، وأن يتصدي بكل ثبات وجدية لما سيطرأ عليه في المستقبل من عقبات حتى لو كانت ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من مباراة مصيرية تحمل على عاتقها حلم 100 مليون مصري.. ويحرزها هدفا.