يواجه كاتب سعودي عاصفة من الغضب المشوبة بتعليقات وشتائم على خلفية مقال له دعا فيه إلى “تنظيم تكاثر السعوديين”، مشيرًا إلى القفزة الكبيرة لعدد السكان وتوقع الأمم المتحدة أن يبلغ عدد سكان البلاد نحو 37.2 مليون نسمة في عام 2020.
وبحسب “عاجل” فقد كتب غسان بادكوك مقالًا أمس السبت فى صحيفة “عكاظ” بعنوان “هل آن الأوان لضبط تكاثر السعوديين؟”، وصف فيه الزيادة السكانية في المملكة بـ “المنفلتة”، مطالبًا بتحرك فوري من نوعٍ ما يستهدف السيطرة على الزيادة السريعة على عدد السكان عمومًا، والمواطنين على وجه الخصوص لترشيد النمو الحالي غير المنضبط، وعلى نحو يحقق التوازن الديمرغرافي (بين السعوديين والوافدين)، ويواكب رؤية المملكة ومستجدات الوضع الاقتصادي.
وفي موازاة دعوة بادكوك دشن سعوديون (هاشتاجًا) على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بعنوان (#بادكوك_وتكاثر_السعوديين)، تضمن العديد من التعليقات الغاضبة بحق الكاتب فضلًا عن رفض ما جاء في مقاله جملة وتفصيلًا والمطالبة بسحب الجنسية منه.
من جهته، رد بادكوك على الحملة ضده من خلال سلسلة تغريدات اطلعت عليها “عاجل” عبر حسابه على “تويتر” الأحد (15 أكتوبر 2017)، قال فيها، “لايزال منشني يطفح بكمية هائلة من الشتائم العنصرية التي تطال شخصي لا رأيي الذي طرحته في مقال أمس بعنوان: هل آن الأوان لضبط تناسل السعوديين؟”، مضيفا: “وبالطبع كنت أعلم أن مجتمعنا يعاني العنصرية؛ لذلك كتبت هذا المقال: “وش ترجع؟”.. عنصرية تجرح اللُّحمة الوطنية!”.
وتابع: “التجنّي الذي أتعرَّض له منذ الأمس بسبب مقال: هل آن الأوان لضبط تكاثر السعوديين؟، يؤكد حاجتنا الماسة كمجتمع لقانون صارم يواجه كل أشكال التمييز، وربما لو أطلع بعض كبار مسؤولي مجلس الشورى على مقالي: هل آن الأوان لضبط تكاثر السعوديين؛ لأدركوا حجم خطأ المجلس بإسقاط قانون الوحدة الوطنية”.
وأوضح بادكوك أن مقاله “ناقش البعد الاقتصادي والتنموي لقضية تسارع وتيرة نمو السكان السعوديين وأثرها على مستقبلنا”، مردفًا: “وأعتقد أن سبب تطاول البعض عليّ هو عدم امتلاكهم القدرة على الحوار الموضوعي،لذلك استعاضوا عن ذلك بالشتم الذي يسيء لصورة بلدنا لدى الآخرين”. واستطرد قائلًا، “على ضوء ما تقدم، أكتفي بما ذكرتَه في مقالي، وكذلك بردودي أمس على المتجاوزين بحقِّي، وأقول لهم: إن الأدب فُضّل على العلم، وأكرر شكري للداعمين”.
وردًا على وصفه بـ “المتجنس” ، قال بادكوك، “رغم أن (التجنيس) لاينتقص من حقوق المواطنة و التزاماتها، فإن ما يجهله العنصريون هو أن أسرتي وجدت بجدة قبل٣٥٠ عامًا، وهي من أعرق الأسر الجداوية”، وتابع: “وثائق ملكية لعقارات أجدادي تؤكد عمق جذوري في المملكة وهذا لا يقتصر على أسرتي بل على مئات الأسر الجداوية؛ بل والحجازية التي وجدت بجوار الحرمين”.
كما استعان بادكوك في رده على الحملة ضده بصور له مع عدد من الأمراء والشخصيات العامة فضلًا عن مقالاته التي تضمنت رؤى وقضايا وطنية. وقد عبر سعوديون من بينهم كتاب وشخصيات عامة عن تضامنهم مع بادكوك إزاء الشتائم العنصرية بحقه، مشيرين إلى أن مواجهة الرأي لابد أن تكون بالرأي وليس بالشتائم.
.