كلما ظننا أن الأوان قد حان لتلك البلدة كي تغفو في حضن السلام والمحبة، خرج علينا أبناء حضارة قطاع الطرق، المنتسبون للقلة الظالمة التي تغير على الآمنين لتسلبهم أمنهم وسلامهم وتحصد الغنائم والانتصارات المزيفة والأرواح. لكن البيوت والأزقة والطرقات تعرف الحارسين وتعرف الظالمين المغيرين أيضاً. وكلما فاوضتم التاريخ والنصوص بحثاً عن توكيل إلهى وغطاء شرعي يحمل عنكم وزر جرائمكم، لن تجدوا سوى نصوصكم المكذوبة؛ بداية من “بعثت بالسيف” مروراً بالكثير والكثير من الأحاديث والنصوص المكذوبة على النبي والتي تشبه قميص يوسف الذي يحمل دمه كذباً وافتراءً. أنتم أحفاد الخلفاء أصحاب السيوف ورايات الحرب والأعلام السوداء ولستم أحفاد محمد؛ أنتم أبناء التاريخ المزور والهويات المزيفة تناسلتم من رحم الأموات على الحكم والسلطة والأرض المغتصبة والغنائم والنساء. أنتم بلا شرف وبلا وطن، ترتكبون الذل من أجل مخططات من زوروا التاريخ لتعيدوا كتابة ما لفظته الإنسانية قبل أكثر من ألف عام وستستمر في لفظه ولفظكم حتى تكتبكم بضعة سطور وكلمات في حضارات قطاع الطرق؛ تليق بكم وتليقون بها ولا يصح إلا الصحيح على كل حال، ولن ينتصر سوى الخير والسلام. لن ننكر الألم الذي تسببت فيه مؤامرتكم القذرة التي حاكتها رداءة الزمن وتقديس الموروث الملوث لنصوص التفسير العنيفة والأحاديث المكذوبة التي كتبت خصيصاً لكي تفتح المدن الآمنة عنوة وتسلب أهلها حقهم في الحياة. ما فعلتم كان لنا درسا يعلمنا الفرق بين رجال موتهم وقوف وآخرين وقوفهم موت وخزي وعار. لم يتبق الكثير من بقايا الصبر بعد الكثير من المعلومات المتضاربة والتي جعلت تلك البلدة تغفو محزونة. كانت الفكرة الأكثر رعباً على الإطلاق والتي تتقافز لذهن كل من يسمع عن بشاعة الحادث ويتخيل هول المشهد، هي كم كانت دناءتكم قريبة هذه المرة، كم كانت قاب قوسين أو أدنى من بيوتنا وحدائقنا وكنائسنا ومساجدنا وأزقتنا الدافئة. لكن الرجال دائماً قادرون على قنص الذئاب حتى ولو كان الثمن أرواحهم. رحم الله شهداءنا.