كواليس تغطية صحفية "ملهاش في الاقتصاد" مؤتمرًا اقتصاديًا

رباب طلعت – نورا مجدي

“تنمية مستدامة”، “branding”، “marketing”، رجال أعمال، اقتصاديين، مبعوثين من الوزارات الحكومية، وآخرين من دول عربية، مؤتمر اقتصادي متخصص، “إحنا إيه اللي جابنا هنا؟”، كان السؤال الذي سألناه لبعضنا.. اثنتان من محررات “إعلام دوت أورج“، كُلفنا بتغطية مؤتمر “The next”، الذي نظمته شركة “csr egypt” الاثنين، لبحث “التفكير الاستراتيجي في وقت الأزمات”، والذي كان “إعلام دوت أورج“، واحدًا من الرعاة الإعلاميين له، بجانب عددٍ من المواقع الاقتصادية، ولكن لماذا نحن، وكلانا لا يفهم في الاقتصاد؟ ولماذا الموقع وهو متخصص في الميديا؟

https://www.e3lam.org/2017/10/16/253049

أسئلة كثيرة طرحناها سويًا، بعد انتهاء الجلسة الأولى، ونحن مازلنا غير مدركين لسبب تواجدنا، الجميع حولنا يتعارف، كلهم من مجال واحد، يجمعهم موضوع واحد، ونحن لا نفقه فيه شيئًا، “احنا بتوع ميديا”، ماذا سنفعل، وكيف سنغطي الحدث؟ وماذا سنفعل؟ وغيرها من الأسئلة التي سنجيبها في الرصد التالي للتجربة التالية:

(1)

في بداية الأمر، اتخذ كلانًا مكانين متجاورين، ظللنا فترة نحاول الاستماع لما يُقال، كلها مصطلحات اقتصادية، والمتحدثين يشرحون بالإنجليزية، نحاول مجاراتهم، كلها أرقام ومواضيع اقتصادية، نحاول تدوين أية ملاحظات، للكتابة للخروج بأفكار “فيتشرات”، أو حتى أخبار منفصلة، لكن لا شيء محدد من الممكن تدوينه، بعكس الصحفيين المتخصصين في الاقتصاد، من حولنا، إحساس بالعجز، وأخيرًا “break”.

(2)

في الجلسة الأولى ومن خلال المواضيع المختلفة، التي طُرحت، بالفعل لم نكن على دراية كاملة بما يُقال، ولكننا على الأقل، قد فهمنا بعض المصطلحات الجديدة، واكتشفنا عالمًا مختلفًا لا علاقة لنا به، بعيدٌ كل البُعد عنا كمحررات، لسن متخصصات في الاقتصاد، ولا إدارة الأعمال، وغيرها، من الأمور المطروحة، وبدأت الجلسة الثانية، وأخيرًا بدأنا التدوين، بضعًا مما قيل، من الممكن أن نخرج بشيءٍ ما، فمع بداية حديث هشام سري، عن تطوير منظومة البريد المصرية، ونظرية “الفيل الكبير”، ذلك الحلم الذي كان من الصعب تحقيقه، ونجاحهم في الوصول بالأفكار الإدارية والدعائية الوصول إلى انتشال هيئة البريد من الخسارة من (-1) إلى (4.4) مليون مشترك، تفاصيل كثيرة، لا ندرك أهميتها، ولكننا أخيرًا نستمع بدقة، لأن “الكلام حلو”.

(3)

بعد محاولات كثيرة للسيطرة على الرغبة في النوم، كأننا في محاضرة طويلة، مجبرين على حضورها، استطاع حسام صالح، المدير التنفيذي لـ”إعلام المصريين”، أن يجذبنا بأسلوبه، “المحاضر الجيد يجب أن يكون وسط جمهوره”، تلك المقولة التي آمن بها “صالح”، الذي أجاب أخيرًا على السؤال الذي طرحناه في البداية “احنا جايين هنا ليه؟.. لأننا جزء من كل ده”، شيء أدركناه متأخرًا بالفعل، حيث أننا وجدنا تدرج الجلسات يضعنا على الإجابة فنحن جزء من الفكرة “The Next”، جاء دور ربطنا بالحديث، كأحد العاملين في مجال الإعلام والصحافة.

(4)

“كل واحد على السوشيال ميديا أصبح وكالة أنباء متنقلة”، الجملة التي أشارت لتحدٍ كبير تتعرض له المواقع الإلكترونية حاليًا، حيث أصبحت “السوشيال ميديا”، هي المحركة له، هي صانعة الخبر الذي تتناقله الصحف، لا الصحافة التي تؤثر على المجتمع كما يحدث، مناقشات حول تأثير اليوتيوب، الذي جعل الناس تعزف عن مشاهدة التلفزيون، سواءً كانت الدراما، أو البرامج، ما يعصف بتلك الصناعات، فالمادة المتواجدة على “يوتيوب”، أصبحت الخيار المفضل، لدى أغلب المشاهدين، حتى من تعدوا الـ60 عامًا، لأنه يشاهدها وقتما يسمح وقته، لا وقت عرضها، جلسة كاملة تتحدث فقط عن الإعلام، الصحافة، التلفزيون -الميديا- لذلك نحن هنا! ولذلك كانت الجلسات الأولى التي لم نأخذ منها سوى بضع مصطلحات.

(5)

العديد من المعلومات الجديدة، ارتبطت بالمصطلحات، التي خرجنا منها من الجلسات الأولى، بدت الأمور أكثر اتضاحنًا، نحن حريصين عما يُطرح خلال الجلسة، فهنالك عوالم لم نكن نعلمها، الكثير من الأمور أصبحت مفهومة، سبب تراجع نوكيا، لماذا “Apple” هي الأفضل، سبب أفكار الاستحواذ، استراتيجية اختيار العلامات التجارية، وحتى سياسة عمل “السوشيال ميديا”، وغيرها، أصبح اليوم بالتدريج لصالحنا، وبدأ التدوين يزداد، ليس فقط لعمل موضوع صحفي، ولكن لأننا أيقنا أن العالم كله مرتبط، وكل المجالات تؤثر على بعضها، لذا يجب اكتساب العديد من الخبرات، كي نرى المجال الذي نعمل فيه بشكلٍ أكبر، وأدق، وأشمل، ومنها يتحقق هدف المؤتمر الأساسي “The next”، أي التالي، أو كما عرفه منظميه بأنه كيف تتناقل الخبرات، ويبدأ كل شخصٍ من النقطة التي وصل لها الآخر.

(6)

مفاجأة غريبة، لم يتخيلها أحد الحاضرين، بأن جلال زكي المتحدث، عن صناعة الإعلانات، الجلسة الأكثر متعة، حيث كانت مليئة بالقصص والأسرار والذكريات، التي جمعت ذلك الشخص المجهول لكثيرٍ من الحضور، مع أصدقائه، وزوجته، وطارق نور، صانع الإعلانات الأشهر في مصر، ليكتشف الجميع أننا مرتبطون معه بذكريات قديمة في أوائل التسعينات، حيث أننا عرفناه وقتها بإعلانه زيت “سيلا”، الذي كان يجسد فيه دور “الشيف”، ولكن لم نكن نعلم أنه مبتكر الفكرة، وغيرها من الإعلانات القديمة مثل شويبس، وكنتاكي، وتكا، حيث استغله “نور”، في صناعتها ونجح في ذلك لقدرته على صياغة جمل إعلانية، على نفس القافية، وأيضًا، لأنه يتقن “المغامرة”، تلك التي أشار إلى أنها سر النجاح الذي يخاف منه الكثيرون.

https://www.e3lam.org/2017/10/23/254610

(7)

أوشكت الجلسات على الإنتهاء، وأصبحنا مستمتعين، بشكلٍ كبير، لم نكن نتخيله في اللحظات الأولى، خاصة أن حالة عدم الفهم، التي كنا نعاني منها قد بدأت تتلاشى تدريجيًا، خاصة لتتابع الأفكار، حيث أن المصطلحات التي كانت بالنسبة لنا جديدة، غريبة، وغير مفهومة، الآن أصبحت معلومات جديدة، وأصبحت المهمة الصعبة تجربة جديدة.