نوران عاطف
على مر الزمن وباختلاف أنواع البشر وشخصياتهم وجنسياتهم، تعدد ما يمكن تسميته بمقاييس الجاذبية سواء للرجل أو المرأة, فلا يوجد وصف واحد مطلق للرجل الجذاب أو المرأة الجميلة، فلكل شخص معاييره الخاصة، ولكل حقبة زمنية تطوراتها التي تتغير معها تلك المعايير، تعبيراً عن ذلك التنوع يظهر في كل عصر أيقونات تختلف فيما بينها من صفات مثل البساطة، الإغراء، القوة، البياض أو السمار، النحافة والامتلاء، لكنها نماذج تمثل خلاصة ما يستميل الأعين بناءً على الذوق العام آنذاك.
في ذلك السياق عرضت مجلة “الهلال” في عدد نوفمبر لعام 1960 رأي عدد من جميلات السينما الأمريكية في مواصفات الرجل الجذاب، وجاء في مقدمة التقرير: “لا ريب أن كواكب السينما اللائي يتهافت عليهن المعجبون والعشاق هن أقدر من جميع النساء على الحكم على الرجال وعلى جاذبيتهم، وفيما يلي إجابات خمسة من هؤلاء الكواكب الغيد، بعد تفكير عميق”.
صوفيا لورين.. التوقعات الصائبة مملة
عبرت النجمة صوفيا لورين التي ولدت في 20 سبتمبر 1934 والمُلقبة بـ”أجمل امرأة إيطالية” عن رأيها فيما يستحوذ على انتباهها في الرجل قائلة:
“ان الرجل الجذاب هو الرجل الذي يجمع في شخصه بين صلابة الصخور وليونة الماء النمير، ولا ريب البتة عندي أن صاحب المزاج رجل جذاب، وأني لأمقت أشد المقت أن أعرف سلفاً وفي كل حالة ما سيكون عليه رد فعل الرجل في كل موقف. إن معرفتي بما سيكون عليه سلوك الرجل أمر لا يثير إعجابي أو تقديري، ولكني أحب أن أفاجأ من الرجل في كل مرة بأمر جديد، وبسلوك جديد.. كذلك أحب منه التحدي.”
أنجريد برجمان.. “فلانتينو” ليس طموح
النجمة السويدية بطلة فيلم “كازابلانكا” أحد أهم كلاسيكيات السينما الأمريكية أنجريد برجمان والتي دخلت هوليوود وثبتت أقدامها بوجهها البرئ لتتحول لفتاة أحلام شباب العصر، ثم تصبح البطلة المحببة للمخرج ألفريد هيتشكوك، حتى اتجهت للعمل مع المخرج الإيطالي روبرتو روسلليني ونشأت مع علاقة عاطفية هزت شعبية برجمان وقتها نظراً لكونها زوجة لطبيب أسنان وأم مما عكرصفو صورتها كأيقونة للنقاء والجمال البسيط، تقول برجمان عن الجاذبية:
“إن المرأة هي التي تجعل الرجل عاطفياً وخيالياً وأنا لا أحب الرجل الخيالي، إنه أشبه بـ”فلانتينو”، إني أفضل الرجل الذي يعبر عن مشاعره بكياسة السيد اللبق، مثل هذا الرجل هو الذي يستحوذ على إعجابي بالفعل الآن، وخاصة إذا رأيت منه الاغتباط بي والسرور مني.”
جدير بالذكر أن بعد بطولة فيلم ” Anastasia” الذي حصلت عنه على جائزة الأوسكار عاد لأنجريد مجدها وشعبيتها، وانفصلت عن روسيلليني بعد إنجاب ثلاثة أبناء عقب طلاقها من زوجها الأول.
بريجيت باردو.. خُلقت المرأة للحب
إحدى أهم رموز الجمال الفرنسي “بريجيت باردو” التي بدأت حياتها كراقصة باليه وبطلة الفيلم المثير للجدل “And god created woman”، بالإضافة إلى أنها هي أول من ارتدى حذاء الباليه خلال الحياة اليومية لتُقدم طفرة في عالم الأزياء نعيش في ظلالها حتى الآن.
صرحت باردو: “خلقت المرأة لأن تُحب، وأنا أحب الرجل الذي يعرف هذه الحقيقة ويؤمن بها، ولكن هناك تبادلاً في النواحي الغرامية، فالمرأة يجب عليها أن تعمل كل ما يجعلها جذابة، إن عليها أن تكون السابقة في تسليط جاذبيتها على الرجل حتى تفتنه قبل أن يفتنها.”
جينا لولو بريجيدا.. للمظهر أولوية
الحسناء الإيطالية بطلة فيلم “أجمل نساء العالم” الذي ظل لقبها فيما بعد، وأيضاً بطلة فيلم ” The Hunchback of Notre Dame” أو “أحدب نوتردام” أشهر كلاسيكيات السينما، “لا لولو” كما فضّل الإيطاليون تسميتها تزوجت بحبيبها الذي يصغرها بـ 34 عام، تقول “لولو”:
“إن زوجي رجل جذاب وعاطفي، فأنا أعجب بمن كان مثله، كذلك الرجل يجب أن يكون جذاباً من الناحية الجثمانية، وعليّ أن احترم ما قرره لنفسه على كل المستويات في حياته”.
يُذكر أن “لولو” كانت في الأصل تدرس النحت والتصوير وعادت لهم بعد انفصالها عن زوجها واستقرارها في روما.
دوريس داي.. الرجال مواقف
“كل ما تمينته في حياتي هو أن أتزوج وأنجب الأطفال، أبقى في المنزل وأطبخ، ورغم أنني قمت بكل ذلك انتهى بي الأمر في هوليوود”، ذلك ما عبرت به النجمة دوريس داي في عيد ميلادها التسعين بعد رحلة طويلة من الغناء والتمثيل، حيث كانت النجمة الشقراء بطلة فرقة “Big band” بالإضافة لرصيد حوالي 39 فيلما سينمائيا، عبرت دوريس حسب عدد الهلال 1960 قائلة:
“إنني أعجب بالرجل الذي له شخصية، وعنده القدرة على الذهاب إلى أي مكان، وإلى الانسجام مع أي إنسان، إن الرجل العاطفي يمكن أن تقذف به إلى أي موقف ومع ذلك يستطيع أن يقف على قدميه”.
اشتهرت دوريس بعد بُعدها عن الفن كحقوقية للدفاع عن حقوق الحيوانات وتقول عنهم “لقد كنت شغوفة بمساعدة الحيوانات دائمًا، إنها تعطينا الحب غير المشروط”.