تفاصيل المؤتمر العلمي الدولي للإعلام بجامعة السلطان قابوس

إسلام وهبان

يواصل قسم الإعلام بكليّة الآداب والعلوم الاجتماعيّة بجامعة السلطان قابوس استعداداته لمؤتمره العلمي الدولي الثاني، الذي يعقد بقاعة المؤتمرات في الجامعة ويناقش موضوع “المجتمع العربي وشبكات التواصل الاجتماعي في عالم متغير”، بمشاركة نحو 120 باحثا من سلطنة عمان وخارجها وتنطلق أعماله خلال الفترة من 30 أكتوبر وحتّى 2 نوفمبر من العام الجاري.

إعلام دوت أورج أجرى حوارا مع الدكتور سمير محمود، أستاذ الصحافة والنشر المساعد بكلية الآداب جامعة السلطان قابوس، ورئيس اللجنة الإعلامية بالمؤتمر، والذي كشف خلاله تفاصيل انعقاد تلك الدورة، والمحاور الهامة التي سيتم طرحها ومناقشتها خلالها، وفيما يلي نص الحوار:

هل هذه المشاركة هي الأولى لك بالمؤتمر، وما دور اللجنة الإعلامية خلال الدورة الحالية؟

أشارك هنا في المؤتمر بصفتي أستاذا للصحافة والنشر الإلكتروني بقسم الإعلام، وبصفتي رئيسا للجنة الإعلامية للمؤتمر وهذه اللجنة تضم أيضا الأستاذة الدكتورة ماهيناز محسن، أستاذ الإذاعة والتليفزيون بقسم الإعلام، ويتمثل دورنا في إنتاج بروموهات وأفلام حول المؤتمر وحول قسم الإعلام وحول الموضوع الرئيس وهو شبكات التواصل الاجتماعي، وقد تم بالفعل الانتهاء من إنتاج المواد المسموعة والمرئية حول المؤتمر بأيدي طلاب القسم وباستديو الإذاعة والتليفزيون فيه وبإشراف تام من د. ماهيناز، ويمكن الرجوع إليها عبر صفحة المؤتمر على الانترنت من هنـــــا

إضافة لذلك يقوم فريق الإذاعة والتليفزيون بمحاولات لبث مباشر لأعمال المؤتمر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تجسيدًا فعليا لموضوع المؤتمر وجوهره، مع بث آخر للفعاليات عبر التليفزيون العماني وإذاعات “هلا إف إم” و”وصال” وغيرها، وعمل لقاءات حصرية مع ضيوف المؤتمر الذي تستمر أعماله لأربعة أيام.

وأقوم شخصيًا بمعاونة طلاب الصحافة بإعداد مواد إعلامية (تقارير إخبارية وأحاديث صحفية وتغطيات مباشرة) لتزويد الصحف ووكالات الأنباء العمانية والعربية بها على مدار أيام المؤتمر، إضافة إلى إشرافي على إصدار نشرة يومية لأعمال المؤتمر بعنوان (هاشتاج)، وإشرافي على إدارة صفحات وحسابات المؤتمر عبر شبكات التواصل التالية (تويتر، فيسبوك، إنستجرام).

هذا إلى جانب توثيق أنشطة المؤتمر بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو ضمن إنتاج طلاب قسم الإعلام وتدريباتهم العملية في مقررات التصوير الضوئي والإخراج والكتابة للإذاعة والتليفزيون، مع إتاحة هذه الصور والمواد الفيليمة عبر مواقع وصفحات المؤتمر المتعددة.

في رأيك هل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي محركًا رئيسيًا للإعلام العربي؟

وسائل التواصل الاجتماعي وشبكاته وبرامجه باتت بالفعل محركًا رئيسيًا للإعلام العربي، ومؤثرا بقوة في توجهاته بل وفي برامجه وأدوات برامجه، بمعنى أن الإعلام العربي اليوم لا تخلو خرائطه البرامجية من برنامج أو أكثر حول شبكات التواصل الاجتماعي، وإن لم يكن فهو يستعين بشبكاته ومنصاته المتنوعة (تويتر، فيس بوك، انستجرام، يوتيوب)، و”سكاي بي” أحد أبرز برامج الدردشة التي يوظفها الإعلام العربي في إجراء مقابلات في الأماكن الملتهبة ومناطق الصراعات مثل سوريا واليمن وغيرها من المناطق التي يصعب على الإعلام التقليدي أن يعمل فيها حالياً لأسباب لا تخفى على أحد.

هل أصبحت السوشيال ميديا تمثل ضغطًا على الإعلام، لكونها تقلل من فعاليته في الآونة الأخيرة؟

هي واقع مؤثر وضاغط بقوة فائقة، التأثير بات واضحاً لسرعتها وتوافر عنصر السبق فيها، وكذلك الوصول والانتشار السريع والتمتع بالتفاعلية والفورية المباشرة مع الجمهور والمسؤول على حد سواء، بحيث بات الإعلام التقليدي في ورطة محتوى، ماذا يقدم للجمهور وقد تم تداول ونشر كل شيء نصًا وصوتًا وصورة ومقاطع فيديو حول الأحداث الجارية، وتلك التي تغطيها صحافة الفيديو النجم الجديد في فضاء الإعلام اليوم.

بالفعل اهتزت فاعلية الإعلام وبات عليه أن يبحث لنفسه عن مخرج من هذا المأزق، وبات عليه أن يواجه طوفان الإعلام الجديد في صراع على الوجود أحسبه جيدا للتطوير ولمصلحة الجمهور في النهاية.

فكرة “سرقة المحتوى” على مواقع التواصل الاجتماعي، هل ستتم مناقشتها خلال المؤتمر أم لا؟

من بين الموضوعات والمحاور الحيوية للمؤتمر؛ موضوع الإشكاليات القانونية والأخلاقية والمجتمعية التي تثيرها شبكات التواصل الاجتماعي، وأحسب أن سرقة المحتوى والنقل عن الغير دون الإشارة للمواقع والمصادر الأصلية كارثة جديدة تهدد هذا اللون من الإعلام الجديد، وتفرض ضرورة التحرك الجدي للبحث عن سياسات وشروط وأحكام ومعايير مهنية للممارسة، كما تفرض على كليات الإعلام ضرورة التنظير البحثي في هذا الحقل الخصب، كما تفرض على الجماعة الصحفية والإعلامية ممثلة في نقابة الصحفيين أولا ومجالس وهيئات الإعلام ضرورة التحرك لوضع آليات ممارسة تطور المهنة، تراقب الأداء، وتحتوي هذا الجيل الجديد من الصحفيين والإعلاميين بهذه المواقع والمنصات التي بات الاعتراف بها حتميًا.

العالم العربي يحتاج لقوانين جديدة لتنظيم وضبط التعامل على مواقع التواصل الاجتماعي والحد من آثارها السلبية.. فكيف يتم ذلك؟

بالأساس لا توجد قوانين حتى الآن تنظم عمل هذه المواقع، كل ما هناك أداء أمني شرطي ممثل في مباحث الانترنت وجرائم المعلومات، ولا ذكر لشبكات تواصل اجتماعي أو إعلام جديد في أي قانون من قوانين المطبوعات والنشر أو قوانين الإعلام حتى الآن، بل إن الصحفيين الإلكترونيين إن جاز التعبير، لا اعتراف بهم ولا مظلة تحتويهم حتى اللحظة من نقابات واتحادات الصحفيين في معظم بلدان العالم العربي.
الحاجة ليست في مجرد تنظيم تشريعي أو أخلاقي أو مهني، الحاجة ماسة لفهم شامل لهذه المنظومة – التي لم تعد جديدة – التي فاجأتنا ولم نكن مستعدين لها مجتمعيًا ولا مهنيًا ولا تشريعيًا ولا تنظيميًا، رغم تغلغلها في حياتنا طيلة 24 ساعة في اليوم، وتأثيرها الكبير على توجهات الرأي العام وقطاعات كبيرة من الجمهور.

كيف ستتم الاستفادة من الأبحاث المقدمة للمؤتمر؟

هناك حوالي 120 بحثًا وورقة عمل مقدمة للمؤتمر الدولي الثاني لقسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، وأوجه الاستفادة عديدة، منها تبادل خبرات من عدة دول عربية وأوربية حول شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيراتها المجتمعية الشاملة، وبخلاف النقاش المفتوح وتبادل وجهات النظر، هناك الجانب التوثيقي عبر نشر خلاصات هذه البحوث في مجلات إعلامية عالمية محكمة ومرموقة من أمريكا وألمانيا وسلطنة عمان، ولتوسيع دائرة الإفادة الإعلامية تمت دعوة جميع وسائل الإعلام وممثليها بسلطنة عمان للحضور والنقاش، كما تمت دعوة جمعية الصحفيين العمانيين وهي واحدة من الكيانات النشطة جدا في بيئة الإعلام العماني بحيث تتسع الإفادة وتتجاوز جدران الجامعة والباحثين والطلاب إلى الإعلاميين وصولا للجمهور العام.

ما أبرز الفعاليات التي ستتم خلال أيام انعقاد المؤتمر؟

برنامج المؤتمر حافل جدًا بجلسات علمية وعروض أوراق بحثية وجلسات نقاشية مفتوحة منها جلسة حول نشطاء “تويتر” في السلطنة، وهناك زخم كبير في الحضور حيث يرعى معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بسلطنة عمان أعمال المؤتمر، ويشارك في جلساته أربعة متحدثين من كبار أساتذة الإعلام في العالم العربي، مع مشاركة كبيرة لباحثين وإعلاميين من 15 بلد عربي وغربي.

الجدير بالذكر أن الدكتور سمير محمود، درس الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وتخرج فيها بتقدير ممتاز عام 1991، عين معيداً ومدرساً مساعداً بكلية الآداب جامعة المنصورة.

عمل معداً ومقدماً للبرامج العلمية المتخصصة في الفترة من 1998 وحتى2003، وحصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 2004 من كلية الإعلام جامعة القاهرة.

كانت له مساهمات واسعة في التدريب الإعلامي، نال من خلالها جوائز رفيعة، من نقابة الصحفيين المصريين والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسات إعلامية عربية ودولية، كما حصد جائزة أفضل صحفي متخصص في قارة أفريقيا مرتين.

عمل مدرباً للإعلام بمجلس الوزراء المصري، واتحاد الإذاعة والتلفزيون ومعهد الأهرام الإقليمي للصحافة، واليونسكو وإيسسكو وفي مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومعهد الأميرة عالية للإعلام بالأردن، والاتحاد الدولي للصحافة، ومؤسسة فريدرش نومان الألمانية.

ألَّف ستة كتب متخصصة في التحرير والإخراج الصحفي والترجمة الإعلامية وتكنولوجيا النشر، إضافة إلى كتاب ثقافي وحيد يوثق يوميات ثورة 25 يناير 2011 بعنوان (جدران الحرية).