إيمان دياب
لم تخلُ الساحة الإعلامية، من محاولات الكثيرين، لفرض أنفسهم بـ”العافية”، على الجمهور، بأي شكلٍ أيًا كان، ظنًا منهم بأن لقب “الإعلامي” يُعطَى للأكثر مشاهدة، وليس للأفضل طرحًا، وهو الخطأ الذي وقعت فيه منال أغا عدة مرات، آخرها عندما أقدمت على قص شعرها على الهواء في ختام تقديم حلقة مساء الخميس من برنامج “سمك لبن تمر هندي”، المُذاع على قناة “الحدث اليوم”، تضامنًا مع شهداء حادث الواحات الإرهابي، الجمعة الماضية، مما أثار موجة من السخرية على جميع وسائل الإعلام.
وتابعت قائلة: “إحنا عاوزين حقهم وزيي زي كل ست مصرية صعيدية بتقص شعرها لحد ما بتاخذ ثأرها.. أنا أهو بقص شعري وبقول إن رجالتك يا مصر رجالة بمعنى الكلمة وستاتها رجالة واقفين في ضهر وكتف رجالة.. خلص الكلام”.
ذلك الفيديو ليس الواقعة الوحيدة التي أثارت الجدل حول “أغا”، خريجة مدرسة “هتشوفوني بالعافية”، حيث كان لها العديد من المواقف المشابهة، التي يستعرضها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:
رسالة كليوباترا
تقمصت “أغا” شخصية الملكة كليوباترا، كردٍ على تقرير “مدن الجحيم على النساء” الذي نشرته قناة “روسيا اليوم”، واحتلت مصر فيه المرتبة الأولى في ذلك، منوهة بأن هذا التقرير يستحضر روح الملكة كليوباترا التي قدمت رسالة لحفيداتها، قائلة: “مهما حصل وقسى عليهم الزمن مينكسروش ولا يرضوا بالذل والإهانة تحت أي مسمى لأن الانكسار والرضا بالذل والإهانة نتيجتهم الموت، كليوباترا كانت ملكة وبتقود جيوش وبتدير دولة ومع ذلك لما انكسرت انتحرت”.
زغروطة على الهواء
في تعليقها على فوز مصر في مباراة مصر والكونغو، وتأهل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018، قالت: “أيوة هي دي الكورة وهو دا اللي بتعمله فينا الكورة ببساطة هي الحاجة اللي مهما اتهزمت فيها بترجعلك الشغف والإيمان.. أنا كنت نادرة إني أزغرط على الهواء لو وصلنا للمونديال..ودلوقتي أنا هوفي بالندر دا قدامكم”، وقد فعلتها على الهواء.
علقة موت
ظهرت “أغا” على الهواء وعلى وجهها آثار ضرب، في إحدى حلقاتها التي ناقشت العنف الأسري ضد المرأة، وذلك من خلال مشهدٍ تمثيليٍ جسدته، معلقة: “الزواج مودة ورحمة مش إهانة وضرب وكسرة نفس، أنا مش لوحدي في مصر اللي بتتعرض للضرب والإهانة من زوجها، لحد إمتى هيحصل فينا ده، وهنفضل نتعرض للإهانة والعنف ونفضل ساكتين”.
“أغا” على ما يبدو من خلال تلك المواقف “الغريبة”، والأداء التمثيلي غير المتقن، قد حاولت تقليد عددٍ من الإعلاميين، مثل الإعلامي جابر القرموطي في برنامجه الحالي “آخر النهار”، على شاشة “النهار”، أو “مانشت” سابقًا على “ON E”، أو أو انتهاج مسلك الإعلامية ريهام سعيد على سبيل المثال في اختيار المواضيع الاجتماعية الصادمة، لكنها لم تعِ حقيقة أن لـ “سعيد” شعبية سابقة، بسبب ما تقدمه من مساعدات إنسانية عبر برنامجها “صبايا الخير”، على “النهار”، للعديد من الأطفال، أو حتى وإن اعترض البعض على ما تقدمه “سعيد”، فلا شك في حرفيتها في التعامل مع الأمر، وهو الأمر الذي ينقص “أغا”.
بخلاف تلك المواقف التي اتجهت فيها “أغا” لذلك النمط لتقديم حلقات برنامجها، لجذب الجمهور ولفت الانتباه لها، لم تحظَ على اهتمام إعلامي، أو مشاهدات جديرة بالذكر، بل وأن أكثر المعلقين أو المشاركين لتلك الفيديوهات، لم يعرفوا من هي وما هو برنامجها، في رسالة واضحة لأصحاب تلك المدرسة بأن الإعلام بمعناه الحقيقي هو ما يقدم ويعرض معلومة جديدة تفيد المستمع والقارئ، وما غير ذلك لا يعتبر إعلامًا، وسالكوه لا يمكن اعتبارهم من مصاف الإعلاميين.