لم يكن يتوقع أحد أن هذه الفتاة الصغيرة التي اختارها المخرج الراحل رضوان الكاشف والتي لم تكمل عامها العشرين لتكون بطلة لفيلمه “الساحر” أمام النجم محمود عبدالعزيز، أن تصبح سريعا من بين نجمات الصف الأول في السينما المصرية، ولكنه حدث، فبعد الفيلم أصبحت الفتاة الصغيرة منة شلبي حديث صناع السينما المصرية لنجاحها في تقديم الدور بشكل جريء وغير معتاد من نجمات الجيل المتواجدات حينها واللاتي رفعن شعار جديد حينها وهو “السينما النظيفة”! وإلى جانب جرأتها في تقديم دورها في “الساحر” كانت موهبتها حاضرة أيضًا و بالفعل نجحت في لفت أنظار جميع صناع السينما ورحبوا بالتعامل معها ولكنها مثل باقي نجمات هذا الجيل وقعت فريسة لأداء دور “السنيدة” للبطل المتصدر لسينما النجوم الجدد في مصر ونادرًا ما كنت تجد بطلة يتم إعطاءها فرصة كاملة أمام أحد هؤلاء النجوم، ولذلك تعتبر من نجمات الجيل الحالي المحظوظات فنيا حيث شاركت في مسابقة أثنين من أهم المهرجان العالمية “كان” و”فينسيا” جنبا إلى جنب مع نجوم العالم بفيلمي “هي فوضى” و”بعد الموقعة” بالإضافة لعدد آخر من المهرجانات العربية حيث حصدت جائزة التمثيل عن فيلمها “نوارة” للمخرجة هالة خليل من الدورة 12 لمهرجان دبي ثم من مهرجان “تطوان” ووصل بها الحضور السينمائي الناجح لمشاركتها أيضا كعضو بلجنة التحكيم الدولية للمهرجان السينمائي العريق “قرطاج” عام 2014 .
بالأمس أضافت منة شلبي جائزة جديدة هامة في مشوارها السينمائي عن نفس العمل وهي أفضل ممثلة “دور أول” من المهرجان القومي للسينما المصرية ليستمر حصد جوائز التمثيل عنه، وتعطيها الجائزة دفعة جديدة في مسيرتها السينمائية.
تعتبر منة من أكثر نجمات جيلها مشاركة في الأعمال ففي عام 2005 كان حضورها السينمائي الأكبر حيث حققت منة شلبي رقما قياسيا في عدد الأفلام لأي بطلة في السينما المصرية حينها “عرض لها 6 أفلام” وهو ما لم يتكرر مع أي نجمة صاعدة أخرى! ويحسب لمنة أنها تسعى دائما لترك “بصمة” فنية في أي عمل تشارك فيه وبالفعل هي تمتلك أدوات فنية عديدة نجحت في تطويرها من عمل لآخر، ووصلت مؤخرا لدرجة كبيرة من النضج الفني وضح في أعمالها وأيضا أحاديثها الإعلامية، نقطة التحول السينمائية في مشوارها كانت في لقاءها مع المخرج يوسف شاهين عندما اختارها لبطولة آخر أفلامه “هي فوضى” والذي قدمت فيه أداءً لافتًا أمام الفنان الراحل خالد صالح لتلفت الأنظار من جديد بموهبتها و نضجها الفني الذي بدى واضحا، من خلال أدائها للشخصية بسلاسة وبساطة وقدرة كبيرة على تعبيراتها بالوجه والعينين لشخصية “نور” وتعترف منة أنها تعلمت فنيا وإنسانيا كثيرا من شاهين فتقول تعلمت البساطة والصدق وتحدي النفس، وكيف يصل الفنان إلى سن متقدم ويحافظ علي المبدع بداخله وكيف يستفيد من الدعم النفسي لمن حوله طول الوقت.
وحول تصنيفها كممثلة إغراء تقول، لقب ممثلة إغراء ليس لقباً سيئاً، فالإغراء فن وأداء وتمثيل، ومن السهل أن ترفع ممثلة ملابسها لكي تغري أحداً، ولكن من الصعب أن تؤدي بوجهها فقط تعبيرات إغراء ، وأنا لا أغضب من هذا اللقب وأحب أن أجسد كل الأدوار، لكن أهم شيء أن أقدمه بشكل بعيد عن الابتذال، ومثلي الأعلى في هذا الفنانتين هند رستم وهدى سلطان.
إلى جانب شاهين منة كانت محظوظة أيضا بالعمل مع مخرجين متميزين في السينما المصرية مثل محمد خان ويسري نصرالله وخالد يوسف وأخيرا هالة خليل والتي التقتها للمرة الثانية بعد نحو عشر سنوات من لقاءهم الأول “أحلى الأوقات” ولتضيف عددًا من الجوائز مع فيلم “نوارة ” هو الأكثر في مشوارها الفني.
و رغم تنوع حضورها السينمائي منذ ظهرت في عام 2001 فقدمت نحو 31 فيلما وهو رقم كبير قياسا لأعمال نجمات الجيل الحالي، لكن ظل أداءها مرتبط بالعمل والذي كان يتصدره عادة أحد نجوم الشباك , فظلمت مثل بطلات جيلها، فحاولت التمرد و تقديم أعمال بعيدا عن نجوم الشباك، لتظهر موهبتها بشكل أفضل مثل “بنات وسط البلد”، “ويجا”، “أحلى الأوقات”، “بيبو وبشير”، و”بعد الموقعة” والذي تقول عنه، لو كان مع مخرج آخر غير يسري نصرالله، كنت ترددت في قبوله وردت على الانتقادات التي وجهت لهذا العمل، إن الفيلم لا توجد فيه أي إساءة للثورة والمظاهرات، ولم يكن لي علاقة بالنظام السابق وقدمت شخصية لفتاة عادية وزرت منطقة الأحداث وتحدثت مع الناس هناك لأقف على أرض الواقع أكثر.
خلال مشوارها السينمائي وجدت أيضا ضالتها فنيا في الدراما التليفزيونية والتي رحبت بها كبطلة فقدمت عدد من الأعمال الناجحة مثل نيران صديقة، حرب الجواسيس، حارة اليهود، واحة الغروب لتبرز موهبتها كواحدة من أهم نجمات الجيل الحالي للتمثيل في مصر والمتابع لمنة شلبي يجد أنها تكون في حالة فنية أفضل في أعمالها التليفزيونية وربما يعود ذلك لكونها بطلة العمل ومشاركتها في اختيار النص الذي يناسبها عكس معظم أعمالها السينمائية والتي تكون قائمة أكثر على البطل خاصة فترة البدايات.
حياتها الشخصية مثل كثير من النجوم كانت محط أنظار الصحافة كثيرا مما سبب لها إزعاجا كبيرا و أثر عليها، فأصبحت نادرة التواجد الإعلامي، وتقول عن ذلك أنا شخص طبيعي ولا أحب حياة الشهرة وأفضل الحياة البسيطة ولذلك أتجنب الكاميرات بعيدا عن التمثيل.
و رغم الكم الكبير للإشاعات والتي ربطت بينها وبين الكثيرين في الوسط الفني، إلا أنها تعترف، بأنها لم تمر سوى بتجربتي حب حقيقيتين فشلت فيهما.. ووجهت الشكر لصاحبي التجربة على الإستفادة من وراء هاتين التجربتين وتقول لن أتزوج إلا عن اقتناع وليس لإرضاء المجتمع!
ينتظر أن يكون عام 2018 حافلا سينمائيا لها حيث ينتظر أن يعرض لها فيلمين “تراب الماس” و “حرب كرموز” وبالتأكيد ننتظر منها مزيد من الأداء التمثيلي الرفيع.