مراحل تحول شيرين رضا.. من طليقة الهضبة لـ عروس البحر

رباب طلعت

ثلاث لقاءات في أسبوعٍ واحدٍ، لذات الضيفة، شيرين رضا. بدأت بلميس الحديدي، التي استضافتها للحديث عن أشياء كثيرة أبرزها أنها “طليقة عمرو دياب”، ثم أنوشكا، ومنى الشاذلي للحديث عن “فوتوكوبي”؛ ومنذ ثلاثة أيام كان لقائها في برنامج “أنا وأنا” مع سمر يسري، في تسلسل أشبه بحياتها، وتحول شهرتها من زوجة عمرو دياب إلى الفنانة شيرين رضا.

قبل عام 2012، الذي شهد عودة شيرين رضا بمشاركتها مع شريف منير في “الصفعة”، لم يكن أحد يعرفها سوى بأنها طليقة الفنان عمرو دياب، وأم ابنته الكبرى نور، حتى إن الكثيرين لم يدركوا أنها ابنة الفنان محمود رضا، مؤسس فرقة رضا الشهير، أو حتى تذكروا أنها كانت نجمة الإعلانات في الثمانينات؛ إلا أنها وبعد 5 أعوامٍ فقط أصبحت الفنانة شيرين رضا، ذات الشهرة المستقلة عن زوجها، وذات الانتشار الفني الواسع سواءً في السينما أو التلفزيون.

مراحل كثيرة وعوامل أكثر، مكنت شيرين رضا من التحول من شهرتها كطليقة عمرو دياب، إلى شهرتها الفنية، والتي يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:

(1)

في الخامسة من عمرها، بدأت شيرين -طفلة محمود رضا- السفر مع فرقته إلى دول إفريقيا، والدول العربية، لتشهد خطوات والدها الراقصة على المسرح، وتتبع خطوات نجاحه عامًا بعد عامٍ، دون أن تقدم على التعلم، أو محاولة الرقص، فهو يستهويها كمشاهدة لا راقصة، وبالرغم من ذلك وأثناء غياب إحدى فتيات الفرقة، طلب منها والدها أن تقف فقط على المسرح، لتغطي غيابها، لكنها تلقائيًا وفي اليوم الثاني، وقفت مكانها أيضًا دون توجيه، لتقدم معه عرضًا أمام رئيس الجمهورية وزوجته في احتفالات سيناء، لتشهر أنها “مخشبة ومرعوبة” على حد وصفها لنفسها، فتقرر ألا تكرر ذلك الأمر خاصة أنه “متعب”.

(2)

لم يكن دخول شيرين رضا إلى عالم الإعلانات مقصودًا أو مخططًا له، بل صدفة، حيث عرض عليها طارق نور -الذي تربط علاقة صداقة بين زوجة والده ووالدتها الصربية- أن تصور معه إعلانًا أثناء تواجدها في العجمي، فوافقت وبالفعل صورت أول إعلاناتها، “ليسيكو”، وهي في الحادية عشر من عمرها، على البحر ودون أي تدريبات. ومع إعجاب “نور” بأدائها، أصبح يطلبها مجددًا في إعلاناته، ليحولها إلى نجمة إعلانات جيلها، إلى أوائل الثمانينيات، لحبها للمجال لبساطته وسرعة تصوير الإعلان الذي لا يستغرق ثلاث ساعات، بالأخطاء وكل شيء، فتذهب لمنزلها، وتعيش حياتها كما تريد.
بعد تركيز “رضا” على الإعلانات، لم تستطع إكمال تعليمها الثانوي فرسبت، ما دفع والدها إلى إرسالها إلى أمريكا لتكمل تعليمها الثانوي والجامعي هناك، واختارت أن تدرس تصميم الملابس، الذي لم تستطع أن تعمل فيه لأنه “متعب” ويحتاج إلى حربٍ لإثبات نفسها فيه، ما دفعها أن تتركه.

https://www.youtube.com/watch?v=ZfrXD7l03pE

(3)

حققت شيرين رضا نجاحًا كبيرًا في مجال الإعلانات، قبل سفرها إلى أمريكا، وذلك في نفس الفترة التي التقت فيها بعمرو دياب، حيث أخبرها طارق نور أن هناك مغنيًا جديدًا سيصور له إعلانًا ويريدها أن تشاركه فيه. وكان اللقاء الأول الذي لم يسفر سوى عن معرفة طفيفة بينهما، وبعدها رشحها المخرج فهمي عبد الحميد، لتشارك في فوازير الفنون مع مدحت صالح، فاتصل بها والدها لكي تعود، وألح عليها بأنها فرصة لا يجب أن تضيع منها، وأقنعها بالعودة خوفًا عليها من أن تفضل المكوث في أمريكا للأبد.

وشاركت فيها بالفعل، إلا أنها كانت تجربة “فاشلة” كما وصفتها، لأنها قدمتها بعد نيللي وشيريهان، وهي لم تجاريهم في مواهبهم، خاصة أن الفوازير تحتاج في الأساس لشخصٍ راقصٍ، ويستطيع الغناء، وهي كما تصف نفسها: “صوتها وحش”، وأيضًا منعها الخجل كثيرًا من تقديم أفضل ما عندها لصغر سنها، وهو ما جعل ردود الفعل عليها سلبية جدًا بأنها “رخمة وباردة ووحشة”.

https://youtu.be/EUJZw2dmOo8

(4)

في تلك الفترة، سنة 1989 تحديدًا، كانت “رضا” مخطوبة لعمرو دياب، فبعد عودتها من أمريكا اكتشفت أنه أصبح فنانًا مشهورًا، وأيضًا صديقًا لأصدقائها، وأصبحا يخرجان سويًا، ومن ثم تقدم لها، وتمت خطبتهما، وصورا سويًا قبلها عام 1987 أغنية “خالصين”، التي صورتها معه “رضا”، وملامح الخجل واضحة على وجهها، وكانت أشبه بتصريح منه بحبها. وتزوجا بعد الفوازير، وصورا سويًا أيضًا أغنية “متخافيش”، عام 1990 في منزلهما، الذي لم يكن مكتملًا بعد، ولم يجهزا فيه سوى مطبخ كبير، حاز على إعجاب المصور الفرنسي للفيديو كليب، فقرر أن يصوره فيه، واختارها لتكن هي معه في الفيديو، لتبدأ شهرتها منذ تلك اللحظة بأنها شيرين رضا زوجة عمرو دياب.

https://youtu.be/L5V9WdqB5os

(7)

بالرغم من شهرتها السابقة كـ”موديل” إعلانات، إلا أن بمجرد زواجها من عمرو دياب تحولت تلقائيًا إلى “زوجة عمرو دياب”، وارتبطت باسمه في كل تحركاتها، خاصة أنها قررت وقتها الانسحاب من العمل بشكلٍ تام، لأنها “بيتوتية”، ولا تحب الخروج كثيرًا، وأنجبت “نور” بعد زواجها مباشرة، فسخرت حياتها لها ولتربيتها، لشعورها بأن الطفلة في حاجة إلى أمها في تلك المرحلة، لتبتعد عن الأضواء تمامًا، إلا من فيديو كليب وحيد صورته مع وردة -بالصدفة أيضًا التي تلعب دورًا أساسيًا في أغلب محطاتها الفنية- حيث إنها صديقة مقربة لـ”وداد” ابنة الفنانة الكبيرة، وكانت دائمًا تزورها في منزلها، فعرضت عليها “وردة” تصوير الفيديو كليب، ووافقت وسافرت معها إلى لبنان لتصويرها، وفي حوارٍ معها وقتها وكإجابة عن سر اختفائها قالت بكل بساطة: “اتجوزت وخلفت وقعدت في البيت بس”.

https://youtu.be/yfDEaN5gOxo

(8)

لم يدم زواج شيرين رضا وعمرو دياب طويلًا، وقررا الطلاق بهدوء، والحفاظ على صداقتهما، كي تنشأ ابنتهما بينهما بشكلٍ سوي، خاصة أن عمرو بعدها تزوج من زوجته السعودية وأم أبنائه زينة عاشور، التي تربطها بـ”رضا” علاقة صداقة قديمة، وأصبحت فيما بعد أمًا لأخوة بنتها، فحافظت على تلك الصداقة، من أجلها، كما صرحت للإعلامي محمود سعد في لقاءٍ قديم لها في “البيت بيتك”، وتزوجت هي بعدها زيجة لا تفاصيل عنها، ولم يتناولها أحد ممن استضافوها، لدرجة أن الكثيرين يظنون أنها لم تتزوج إلا عمرو دياب، فهي بالفعل دائمًا، وإلى الآن لا يتم الحديث عنها إلا بالإشارة إلى أنها طليقة الهضبة.

https://youtu.be/XwQf-NdNfhg

(9)

في عام 1996 كان إغراء التمثيل أمام أحمد زكي، أكبر بكثير من الرفض، فلم تستطع مقاومة مكالمة الفنان عزت أبو عوف الهاتفية لها وهي في الغردقة، التي سألها فيها: “مش عاوزة تمثلي مع أحمد زكي؟”، لتقرر العودة والمشاركة معه في فيلمين متتالين هما “حسن اللول”، و”نزوة”؛ وما شجعها على ذلك هو أن ابنتها أصبحت في المدرسة، ولها هواياتها وحياتها، فلمَ لا تعود للتمثيل؟؛ لكنها لم تستطع تحمل ضغط التمثيل، ورفضت كل عروض “زكي” لها بعد ذلك بمشاركتها في أفلامه التالية وأهمها “أيام السادات”، لأنها شعرت وقتها بأنها ستدخل عالمًا أكبر منها، خاصة أنه كما تصف نفسها “كسولة”، و”بيتوتية”، و”بتحب بيتها قوي”، كما كشفت لإسعاد يونس في برنامجها صاحبة السعادة.

(10)

بعد الفيلمين الذي حققت فيهما نجاحًا كبيرًا وقتها، حسب الإشادات على أدائها، خاصة أنهما أمام أحمد زكي، لم تستطع أن تخرج “رضا” أيضًا من ثوب طليقة عمرو دياب، وظلت شهرتها وأخبارها، مرتبطة فقط بتلك الصفة، وهو الحاجز الذي كسرته بعودتها غير المتوقعة والمفاجأة تمامًا للساحة الفنية وانتشارها الواسع منذ عام 2012، بعد مشاركتها مع شريف منير في مسلسل “الصفعة”، وإن كان أقل أدوارها شهرة، حيث أصبحت نجمة من نجوم دراما رمضان، وخارج رمضان، وأيضًا السينما، تشعب كبير خلال 5 سنوات فقط، قدمت من خلاله المرأة المرفهة، والجريئة، والشريرة، الأم، والزوجة والحبيبة، في 15 عملًا فنيًا، ساهموا في توهج شيرين رضا فنيًا، وارتباط اسمها بفنها لا بزوجها السابق.

(11)

عندما سألتها الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها “هنا العاصمة”، المُذاع عبر فضائية “cbc”، أجابتها: “عشان فضيت مفيش ورايا حاجة فبدات أركز في شغلي”، مضيفة: “زمان كنت بلعب.. حقيقي ودلوقتي بلعب.. بس بلعب بجد”، موضحة أنها في السابق كانت حياتها تقتصر على ابنتها فقط، وحياتها الشخصية وسفرها، إلى أنها أصبحت الآن حرة، ما مكنها من التركيز في عملها، لافتة إلى أن السبب الرئيسي في قرارها بالعودة للتمثيل، هو إحساسها بأنها لم تفعل شيئًا مفيدًا في الحياة، وإجابتها على سؤال أصدقائها من الأجانب خاصة بـ”إنتي بتعملي إيه في حياتك”، فتخبرهم: “ولا حاجة”، فكانت تشعر بأنها “فراغ”، فعادت لتتشبع من إحساس أنها تنجز شيئًا ما، وأن العديد من الأشخاص يعتمدون عليها لإنجاز عملٍ ما.

(12)

حقيقة.. لا يمكن اختصار نجومية شيرين رضا على أعمالها فقط، فهناك فنانات قدمن أعمالًا أضعاف ما قدمته، لكن هناك شق آخر من تلك النجومية، أو ذلك التوهج الذي تحدثت عنه لميس الحديدي، وهو أنها نجمة “السوشيال ميديا”، العامل الأساسي في صناعة النجوم مؤخرًا، حيث إنها نجحت في صناعة “حالة منفردة”، فعند ذكر اسمها، أو مشاركة صورها تتحول التعليقات من كلا الجنسين إلى انبهارٍ ومدحٍ بتمكنها من الحفاظ على لياقتها وجمالها، بل وزيادة جمالها إلى هذا الحد، بالرغم من عدم صغر سنها، فهي تبدو أصغر من الكثيرات في العشرينات، وهو ما أجابت عليه في كل لقاءاتها التلفزيونية بإجابة واحدة بأن ذلك سببه “البعد عن الرجالة”، أو كما وصفها تامر حبيب بأنها: “في آخر سنتين نورت لأنها خلصت كل حاجة بدري؛ اتخانقت مع الحياة بدري وحاولت تفهم بدري واتجوزت بدري، ففضيت وارتاحت”.

(13)

الحالة التي رسمتها شيرين رضا، بمجرد دخولها الوسط الفني مؤخرًا، ليست فقط لأنها جميلة، أو متوهجة، وإنما الأكثر من ذلك هي آرائها الصادمة، التي لا تعير منتقديها عليها اهتمامًا، بل دائمًا تصف نفسها بأنها لا ترى من ينتقدها. وبعكس الفنانين الذين دائمًا يسعون للحفاظ على جمهورهم بإرضائهم، كانت شيرين رضا تزيد من متابعتها بإهمالهم، حيث إنها -وبشكلٍ صريحٍ- وجهت لهم رسالة في العديد من البرامج، آخرها مع لميس الحديدي قائلة: “صفحتي أنا حرة فيها أكتب اللي عاوزاه، اللي مش عاجبه ميقراش، اللي مش عاجبه يعملي unfollow”؛ مؤكدة أن والدها قد رباها على الحرية لكنه علمها أن الحرية لها ثمن، فعندما تكون حرة يجب أن تتعلم الكثير من الأمور أهمها عدم إيذاء الآخرين، وهي لا تؤذي أحدًا بما تؤمن به، أو تصرح به، خاصة أن تلك الأشياء مرتبطة بحياتها هي لا حياة الآخرين وإن اختلفت حياتهم عنها، فتلك مشكلتهم وليس مشكلتها.

(14)

المثير للحيرة فعلًا، أن “رضا” وبالرغم من تعاملها مع متابعيها بمبدأ “I don’t care”، و”أنا حرة”، و”اللي مش عاجبه هو حر”، وبالرغم أيضًا من موجات الانتقاد العنيفة التي توجه لها بسبب ما تنشره على “تويتر”، مثل الصورة الأخيرة التي جسدت فيها آكلي اللحوم بأن عندهم سمنة وينامون على جثث الحيوانات كقتلة، أو بأن الزواج منظومة فاشلة، أو أنها لا تريد أن ترى ابنتها عروسة بل سعيدة، وهي الأمور التي تصرح بها في البرامج أيضًا، لا يقل جمهورها، بل يزيد تدريجيًا، ولا ينطفئ نجمها على “السوشيال ميديا” بل يزيد توهجًا، وليس بالنقد، بل بالمدح تمامًا، ما يعيدنا لفكرة “الحالة” التي خلقتها ولم يعتد عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أو انبهارهم بشخصيتها، وإن انتقدوها.

(15)

أصبح ظهور شيرين رضا سواءً كان في أدوارها الفنية، أو اللقاءات، أو المهرجانات، وغيرها يمكن وصفه بكلمات تامر حبيب التي صاحبت ظهورها في كليب “3 دقات”: “وقت غروب الشمس واقف على البحر بعيد.. عمال أحكيله وأشكيله وأشرح وأعيد.. فجأة لاقيتها وكنت فاكرها عروسة البحر.. خارجة من المايه وطلتها أقوى من السحر”، فهي بالفعل “عروسة البحر”، التي نجحت في سحر الجماهير.