نقلا عن المصري اليوم
مجتمعات مضطربة.. وصف مقتضب قرأته يصف مجتمعاتنا العربية فى الوقت الحالى.. وجزء من اضطراب مجتمعاتنا هو الشعور الدائم بعدم الرضا وعدم الاكتفاء من معظم الأطراف.. أؤمن أن مجموعة علاقات صحيحة قد تجعلك ترى الحياة بشكل أفضل كثيرا.. جزء كبير من الخلل فى مجتمعاتنا.. يصلحه إدراك وترتيب الأدوار.. أن يعود الرجل مسؤولاً ومحباً.. وأن تعود المرأة جميلة وقوية.. تنصلح المجتمعات التى تسمع فيها كلمة (أسرة) بمعناها الصحيح.. لأن النماذج المشوهة للرجل والمرأة تُصدِّر للمجتمع أجيالاً مشوهة من الأطفال.. وندور فى نفس الدائرة!!. إن المجتمعات التى تحترم تلك الكلمة وتحترم وقت الأسرة وتحترم المناسبات الخاصة وتهتم بها.. مجتمعات منتجة أكثر كثيرا من مجتمعات شوهتها مفاهيم مغلوطة عن الذكورة وكأنها سلطة غاشمة لا تعرف المشاعر وأن الأنوثة وسيلة رخيصة لنَيْل الغايات..!!.
مصطلح (ضل راجل) هو مصطلح مصرى أصيل توارثناه عن أجدادنا، وهو نصف مثل شعبى سلبى فى مضمونه «ضل راجل ولا ضل حيطة!!»، كانوا يقدمونه للفتاة الساذجة مبررا لقبول أقل مما تستحق أو تتمنى.. مضمون تقبله كل مَن تهون عليها نفسها ولا تدرك قدرها وقيمتها، وترفضه كل حرة كريمة تدرك أنها كاملة وجميلة ولا تحتاج دائما أن تبقى دائما فى الظل!!!.
لكنى أحب هذا النصف الأول بشدة.. (ضل راجل) وأكتبها بالعامية حتى لا تفقد روعتها، لأننا أيضا جميعا فى حاجة للاحتماء أحيانا فى ظل الشريك..!!.
والسؤال: لماذا يبدو بعض النساء وكأنهن احترقن من فقد الظل وغياب النموذج الحقيقى للرجل؟.
الرجل هو نموذج تحتاجه المرأة كثيرا مهما حاولت أن تُبدى عكس ذلك.. إن لم يكن فى صورة زوج وحبيب، ففى صورة أب وأخ وقائد وملهم أحيانا..
تحب المرأة الرجل الذى يفى بوعوده.. الحاضر دائما فى حياة امرأته حتى رغم ابتعاد المسافات.. فالإهمال آفة الرجال!!.
تحب المرأة الرجل الذى ينصفها فى غيابها.. أمام سخافات رخيصة من أخريات.. ويحترم وجودها فى حياته حبا لا خوفا من انكشاف سره!!.
تحب المرأة الرجل (النظيف) تصوروا…!! فرائحة الرجل جزء من صورته عند المرأة..!!.
تحب المرأة الرجل المجتهد.. فبداية من اجتهاده ليربح قلبها حتى اجتهاده فى عمله تراه المرأة جذابا جدا.. إن كان مجتهدا.. فسيُغنيها اجتهاده عن غناه وماله أحيانا.. يعتقد الرجال أن المرأة تحب نقود الرجل- هذا انبهار التافهات- لكن الحقيقة أن المرأة تحب نجاح الرجل لا نقوده!!.
نموذج الرجل الذى يهتم.. الذى يتطور ويتفاعل ويتغير.. القادر على إثارة إعجاب المرأة شريكته لا ذلك القانع المتخاذل الذى يجيبها عن كل تطلعاتها بجملة ركيكة مضمونها «أنا كده.. عاجبك عاجبك ولو مش عاجبك.. اتفلقى!!!»، الحقيقة أن المرأة أقوى من أن (تنفلق!!).. لكنها سوف تكرهه يوما بعد الآخر!!.
تكره المرأة (لغة البوم) حين يتحدثها الرجال.. لغة اللوم والتعيير والتوبيخ المستمر، لغة ذكر الناس بالسوء والخوض فى أعراضهم طول الوقت لادعاء الشرف والفضيلة، رجل يتحدث مثل البومة لا ينطق إلا سلبا.. لغة تلتقطها أذهان النساء وتكرهها آذانهن!!.
إن أردتم مجتمعا مستقرا.. فلنُعِد تسمية العلاقات وترتيبها.. وإن أردتم للمرأة أن تحتفظ بأنوثتها.. فعودوا رجالا!!.