إسلام وهبان
يعاني الكثير من المبدعين وأصحاب المواهب بمحافظات الأقاليم، من مشكلة عدم وصول إبداعاتهم بالقدر الكافي للجمهور، كذلك عدم اهتمام الإعلام بهم رغم تميزهم، وذلك بسبب مركزية الفن بالقاهرة.
حملة “Art Has No Place” هي إحدى الحملات الشبابية التي أخذت المبادرة لدعم المواهب بالمحافظات، ومحاولة التغلب على المركزية، من خلال تدشين هاشتاج بنفس عنوان الحملة، عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وموقع الصور “انستجرام”، يتيح لكل المواهب المتميزة نشر إبداعاتهم الفنية بمختلف المجالات، في محاولة لتوصيلها لأكبر عدد من المتابعين.
صاحبة فكرة الحملة مها محمد، هي خريجة كلية الآداب، قسم الإعلام، بجامعة الإسكندرية، أوضحت في تصريحات خاصة لـ “إعلام دوت أورج”، أن الفكرة جاءتها منذ عدة أشهر بعدما وجدت أن الكثير من أصدقائها وأبناء جيلها يتحركون داخل دائرة مغلقة، فبرغم تميزهم ونجاحهم في محافظاتهم إلا أن نجاحهم لا يجد صداه خارج دائرة معارفهم وأصدقائهم، ولا يستطيعون الوصول لعدد أكبر من الجمهور أو المشاركة في فعاليات وحفلات كبرى، بسبب مركزية الفن بالقاهرة الكبرى.
حاول فريق عمل الحملة العمل على الفكرة وتطويرها، فتمكن من نشر الحملة على “فيس بوك” بشكل جيد، ثم الوصول لـ يوسف التهامي، وهو “فويس أوفر” للعديد من الإعلانات، للكثير من الشركات مثل “كريم” و”فودافون” و”بيبسي”، وإقناعه بالمشاركة في فيديو خاصة للحملة، مشيرة إلى أنه رحب بالفكرة وقام بعمل التعليق الصوتي بالمجان.
بعد تفاعل العديد من الموهوبين من مختلف المحافظات بنشر إبداعاتهم على تحت هاشتاج الحملة، قررت الحملة نشر فيديو تعريفي بها ولكن بشكل مختلف، مما دفعهم للبحث عن أشخاص وأماكن مميزة لتنفيذ فكرة الفيديو بشكل متميز، أوضحت مها أن أغلبهم قدموا تسهيلات ودعم كبير إيمانا منهم بفكرة الحملة.
الفيديو مدته لا تتجاوز الثلاث دقائق، ولكنه قدم صورة حقيقية بشكل رائع عن مركزية الفن في القاهرة وما يواجهه مبدعو الأقاليم، كل رمز بالفيديو كانت له دلالة خاصة، فالمسرح المهجور الذي تم التصوير به، كان للدلالة على الفعاليات التي تقام في الأقاليم، والتي لا تساعد الموهوبين على الوصول بشكل جيد، في حين كان اختيار “الدرامر” أو الشاب المسئول عن الإيقاع بأي فرقة، للإشارة إلى مبدعي الأقاليم والذين لا يعلم عنهم أحد رغم أهمية ما يقدموه.
https://www.facebook.com/HishamAmmarFilms/videos/1782912718416758/
“هتتعب وتحاول بس عينك مش هتشوف غير فراغ كبير” إحدى العبارات الموجودة بالفيديو والتي تظهر ما يشعر به الفنانيين بالأقاليم، تعب وجهد لكن بلا جدوى، وهو ما تحاول الحملة تغييره من ومساعدة هذه المواهب على الوصول ولفت الانتباه للأقاليم.. “أنت موجود بس هم اللي مش شايفينك” هذه هي الحقيقة التي حاول الفيديو إيصالها لكل مبدع يحاول تقديم فكرته، حتى لا يفقد الأمل.
حملة “Art Has No Place” استطاعت خلال فترة وجيزة مساعدة العديد من المواهب، إما بإفامة حفلات بدعم من الحملة، أو من عبر إيصال مواهبهم لجهات مختلفة، على سبيل المثال اختيار المقهى الثقافي “بيرم وسيد” لإحدى اللوحات التي نشرت ضمن الحملة للرسام فارس السياجي، وعرضها لجمهور المقهى.