اذا كان هناك أحد ما زال يسأل عن شباب ثورة 25 يناير وأين يمكنه أن يراهم أنصحه فورا أن يذهب الى مسرح الهوسابير بشارع الجلاء الساعة السادسة مساء وبالتأكيد سوف يرى العشرات منهم وهم يضحكون ضحك كالبكاء أثناء مشاهدة نحو عشرين ممثلا يعبرون عنهم ببراعة على خشبة المسرح وينطقون بكل ما يدور في عقولهم .
عمري 29 سنة ، عمري 28 سنة ، عمري 35 سنة هكذا يبدأ الشباب في أول مشاهد “مسرحية 1980 وانت طالع” في الحديث عن أعمارهم لكن كل واحد فيهم يقول سنه بنبرة صوت حزينة مؤثرة وكأنه يقول أن عمره 90 سنة ! ثم تنطلق العديد من المشاهد المعبرة عن جيل من شباب مصر ، جيل صنع ثورة تحدث عنها العالم في 25 يناير 2011 وارتفعت معها طموحات الجميع ورفع المصريون رؤوسهم عالية في كل مكان بالعالم بعد أن أصبح شعار ” ارفع راسك فوق انت مصري ” هو السيد وخاصة مع تقدير الأنظمة العالمية للثورة السلمية المجيدة والأحداث التي شهدها ميدان التحرير الذي تحول لأيقونة يحكي عنها العالم .
المسرحية تزخر بالعديد من المشاهد القصيرة والسريعة التي تعبر عن معاناة هذا الجيل مع اختيار لغة تتناسب تماما مع فكر الشباب وتحرر من كل قيود الدراما التقليدية فالشخصيات متغيرة مع كل مشهد والعرض هو البطل دون تقيد بحبكة درامية ينتظر فيها المتفرج أن تكتمل عقدة القصة حتى تبدأ في الانفراج مع تقديم المؤلف للحلول التقليدية .
ومع كل مشهد تقريبا تمتليء القاعة بتصفيق جماهير المسرحية التي تملأ المسرح يوميا بل يجلس العشرات على الأرض مع اكتمال عدد المقاعد التي يتم حجزها جميعا في أقل من ساعة ليتابعوا المسرحية ، واللافت للنظر أن الجماهير تقريبا من نوع واحد وهو الشباب وأغلبهم من نفس سن الفرقة المسرحية مع استثناءات قليلة كما ان أغلبهم يعرفون بعضهم البعض ولو بالشكل فقط ، فقد جمعهم ميدان التحرير كما جمعتهم العديد من التظاهرات خلال سنوات الثورة حتى أصبحت الوجوه مألوفة .
المسرحية تعرض تقريبا كل مشاكل الشباب من بطالة وتهميش وتعاطي للمخدرات وقهر للمرأة وتأخر سن الزواج والقمع وغياب العدالة ويتم توظيف اوبريتات غنائية شهيرة لثلاثي أضواء المسرحة والليلة الكبيرة مع تغيير في بعض العبارات لتتناسب مع الأوضاع الحالية بأسلوب ساخر ساحر لا يمكن للحظة ان تشعر معه بأي ملل طوال مدة العرض التي تستغرق نحو ساعة ونصف تتمنى ان تطول أكثر وأكثر .
تمنيت لو أن هذه المسرحية تتجول في كل محافظات مصر ليشاهدها أعداد أكبر وخاصة شباب الأقاليم المهمشة وهو الدور الذي يمكن ان تقوم به وزارة الثقافة لكنني أخشى كل يوم من إيقاف هذا العرض المسرحي دون ان تعرف الجهه التي أوقفته طبعا ،، فمن السهل جدا وضع أي عائق أمام استمرارهم ، العمل الفني له تأثير على الوعي الجمعي بصورة تتفوق كثيرا كل برامج التوك شو اليومية التي سرعان ما ينسى المشاهد ما جاء فيها بينما تظل المشاهد الفنية وخاصة الساخرة منها في عقول المتلقي لسنوات طويلة لا يمكن أن ينساها .
المسرحية إخراج محمد جبر وتأليف محمود جمال وتضم نحو 20 ممثلا وممثلة يؤدون عملهم الإبداعي في تناغم وتعاون كبير يذكرنا بما كان يحدث بميدان التحرير في ال18 يوم الأولى للثورة عندما كان الجميع ” إيد واحدة ” وهو ما قاله المخرج محمد جبر بعد انتهاء العرض الذي حضرته منذ اسبوعين تقريبا عندما اعتذر عن أي تقصير يحدث أثناء العرض مشيرا الى انه وزملاؤه يفعلون كل شيء بايديهم ليخرج هذا العرض كما يراه المتفرجين لذلك وجبت تحيتهم جميعا حيث قدموا لنا عمل عظيم بأقل الامكانيات المتوفرة لديهم رغم أن هذا العرض يليق ان يقدم في أكبر مسارح مصر لكن يبدو أنه كتب على هذا الجيل انه يطلع عنيه من 1980 وانت طالع .
اقـرأ ايضـا :
تأجيل قضية “خلية الماريوت” إلى 25 مارس
تامر أمين: اتحاد الكرة لازم “ياخد في وشه” ويمشي
النيابة تستأنف على براءة ريهام سعيد في “ضرب مخرج”
الطيب عن مواقع التواصل: أدوات شيطانية
كريمة مختار ضيفة “نجوم إف إم” بمناسبة عيد الأم
“عرب نت” يناقش “الفن المستقل” على مواقع التواصل الاجتماعي
أحمد آدم يستفز الإخوان: العاصمة الإدارية أسمها سيسي ” C C “
”على النوتة” جديد بسنت بكر على نغم إف إم
كتاب جديد : فاتن حمامة بين عبد الناصر وصلاح نصر
محمد حسن ومروة ناجي ضيوف ” ميكرفون ” مع يسرا اللوزي
مصور ألماني يلتقط صورة نادرة للبرق البركاني
تويتر تعتزم فتح أول مكتب لها في دبي
كوميكس ساخرة ..هدايا الشباب في عيد الأم
تامر أمين.. عدو الراقصات الأول