عندما يطول عمر الحب ويصبح من نحبه جزءًا من حياتنا، قد تخللها بمنتهى الألفة، والانسيابية، نعتقد أنه حب لا أسباب له وغير مقرون بشرط أو علة، فقط لأنه طال وامتد حتى يصعب معرفة كيف بدأ، ولماذا. ومنذ ظهورها خطفت شادية قلوب المصريين برقتها وموهبتها، بداية من أدوارها الأولى كفتاة صغيرة “دلوعة” كما لقبها الصحفي اللبناني بديع سربيه صاحب مجلة “الموعد” ورئيس تحريرها وقتها، وظل اللقب ملازما لسيرتها الفنية، وصولاً لوقوفها الأخير على خشبة المسرح في “ريا وسكينة” تشع نفس الطاقة الفنية والبهجة، ليصبح السؤال هو من الذي لا يحب شادية؟!.
فيما يلي يرصد إعلام دوت أورج أهم الأسباب التي تعلقت لأجلها قلوب الملايين بصوت وفن شادية.
1- تحمل شادية ملامح مصرية فاتنة، مثلت جزءا كبيرا من موهبتها، حيث إنك تجدها أحياناً تجمع بين البساطة والحدة لتؤدي “فؤادة” في فيلم شيء من الخوف أو “زهرة” في ميرامار، وأحياناً تحمل بريق الأميرات لتقدم أفلام مثل “إنت حبيبي” و”دليلة” و”لا تذكريني”.
2- تنوعت في أدوارها، وقدمت إنتاجا ضخما، جعل منها نموذجاً لكل فتاة مصرية في عمل ما، كما أنها لم تتمسك بتقديم نفسها كمطربة بشكل دائم، فبرعت في إثبات نفسها كممثلة دراما وكوميديا بغض النظر عن الغناء.
3- امتلكت حس فكاهة لم يشعر المشاهد أنه مزيف أو مجهز للعرض عليه فقط، فقد اتسمت بتلقائية وجدت طريقها لقلب محبيها، قدمت الكوميديا في أفلام مثل الزوجة 13، الستات ما يعرفوش يكدبوا، ومراتي مدير عام.
.
4- أحسنت تقديم الدويتوهات الفنية سواء في الغناء أو التمثيل، ففي بداية مشوارها تألقت في الظهور مع الفنان كمال الشناوي في سلسلة من الأعمال مثل الهوا مالوش دوا و”وداع في الفجر”، ثم ظهرت أيضاً في عدة أعمال مع الفنان عماد حمدي مثل “ارحم حبي”، “شاطئ الذكريات”، “المرأة المجهولة”، و”لا تذكريني”، ودرة أعمالها الرومانسية الكوميدية كانت مع زوجها في ذلك الوقت الفنان صلاح ذو الفقار فقدمت معه مراتي مدير عام، عفريت مراتي، وأغلى من حياتي.
وفي الدويتوهات الغنائية قدمت مع الفنان عبد الحليم حافظ أشهر أغنية ثنائية مصرية وهي “حاجة غريبة” من فيلم معبودة الجماهير، بالإضافة إلى أغاني فيلم دليلة وفيلم لحن الوفاء، كما قدمت عددا من الأغنيات مع الفنان فريد الأطرش في فيلم إنت حبيبي أشهرهم “يا سلام على حبي وحبك”، و”زينة”.
5- لم تشتهر شادية فقط بالطبع الهادئ البعيد عن المشاكل لكن أيضا عدم الأنانية وتقديم المساعدات وحب الخير لغيرها سواء على المستوى الفني أو الإنساني، كما أن احتجابها عن الظهور الإعلامي إلا فيما ندر جعلها بمنأى عن حرب التصريحات والأقاويل. وفي لقاء نادر لها أوضحت أن تلك العزلة عن الصحافة والتيلفزيون باختيارها فهي لا تفضل الظهور إلا للتمثيل فقط.
6- ذكاء “دلوعة الشاشة” مكنها من التقاط الاختيارات الصحيحة في الوقت الملائم لها، فقد رفضت طوال حياتها الوقوف على خشبة المسرح في إطار استعراضي لن يضيف لها شيئا، ولم تقبل إلا في آخر حياتها الفنية عندما طلب منها المخرج حسين كمال قراء نص “ريا وسكينة” أولاً ثم الرد، فأحبت المسرحية بفصولها الثلاثة بشدة لأنها تناقش الجانب الإنساني للقاتلات في قالب كوميدي ودرامي.
7- لم تفرض نفسها على الجماهير، فلم تهتم بكثافة تواجدها على الساحة الفنية إلا إذا كان هناك شيء يستحق التقديم، حيث توقفت عن الغناء حوالي أربع سنوات لأنها لم ترد تكرار نفسها، وعادت مع الملحن بليغ حمدي عندما قدم لها أغنيتها الشهيرة “آه يا أسمراني اللون”، ثم توالت أعمالهم الفنية في منحنى مختلف عن الشكل الغنائي الذي تعودته فقدموا خلاص مسافر، قولوا لعين الشمس، حبة حبة، وعالي.
كما قدم معها تجربة تعتبر من أهم التجارب في السينما المصرية وهي الفيلم الغنائي “أضواء المدينة”، وهي تجربة فريدة حيث إنه لا يمكن فصل الأغاني والموسيقى عن أحداث الفيلم.
8- لا تخشى البطولات النسائية الجماعية، فقد ظهرت بجانب فاتن حمامة مرة في بدايات مشوارهما الفني في فيلم “موعد مع الحياة” ومرة أخرى في قمة مجدهما في فيلم “المعجزة”، كما قدمت فيلم “إرحم حبي” مع الفنانة مريم فخر الدين، وبجانب الفنانة شويكار ظهرت في “الزوجة 13″، بالإضافة إلى مشاركتها مع الفنانة تحية كاريوكا في فيلم “شباب امرأة”، وقدمت في آخر أعمالها “لا تسألني من أنا” كلاً من يسرا وإلهام شاهين.
9- صوتها أحاط بالمصريين في كل مناسباتهم الشخصية والوطنية، فأغنية “يا دبلة الخطوبة” من ألحان منير مراد أصبحت الأغنية الرسمية لحفلات الخطوبة، كما أن أغنية “يا حبيبتي يا مصر” للملحن بليغ حمدي هي الأغنية الوطنية الأكثر انتشاراً وقرباً من الجمهور، حتى إنه يستخدمها بعد انتصاراته الرياضية أو العلمية.
10- اتسمت ببساطة المصريين في أسلوبها وتفكيرها، ففي ظهور تليفزيوني لها صرحت أن اسمها الحقيقي هو فاطمة، ونظراً لأن والدتها تركية كانت تطلق عليها “فاطوش”، حيث إن الأتراك لا ينطقون اسم كلاً من فاطمة ومحمد كما هما، تبجيلاً لرسول الإسلام وابنته، حتى لا يُستخدم الاسم في سياق غير لائق.
11- وأخيراً شادية هي الفنانة الوحيدة التي ضربت جان السينما المصرية رشدي أباظة على وجهه في فيلم الزوجة 13، والذي يعد من أهم وأشهر الأفلام المصرية الكوميدية ومن أبرز أدوار رشدي.