كيف تعاملت القنوات اللبنانية مع استقالة الحريري

نورا مجدي

عقب إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خبر استقالة حكومته، من الأراضي السعودية، حيث خرج “الحريري” ليتلو بيانًا مكتوبًا أمام شاشات المملكة العربية السعودية التي كانت أول من أعلن خبر الاستقاله،انهالت ردود الفعل من قبل الجانب اللبناني حول خبر الاستقالة الصادم مستنكرة ومتعجبة من ذلك القرار الذي ظهر بشكل مُغاير لما يجري عليه العرف الدستوري والسياسة اللبنانية.

أما وسائل الإعلام اللبنانية فقد أعلنت خبر استقاله الحكومة، كلٌ بطريقته الخاصة حسب أسلوبه وسياساته وتوجهاته، فيما يلي يرصد إعلام دوت أورج كيف تعاملت القنوات اللبنانية مع خبر الاستقالة:

1 – نشرة “الجديد” المعارضة لـ “الحريري”

نقلت نشرة أخبار قناة الجديد المعروفة بمعارضتها لتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، خبر استقالة رئيس الحكومة اللبناني على نحوٍ يعكس توقعاتها المُسبقة بشأن الاستقالة حيث قالت مُذيعة النشرة أثناء تقديمها خبر الاستقالة أن الرئيس سعد الحريري قد اتخذ قرار “فاجئه شخصيا قبل أن يفاجئ لبنان”، كما وصفت خبر الاستقالة بأنه “تخلى عن السلطة” رغم إنه كان يخطط لمشاريع حيوية في البلاد.

كما أكدت مقدمة نشرة الأخبار أن قناة الجديد كانت متوقعة تلك الخطوة حيث قالت: “وإذا كانت الاستقالة قد صدمت الرأي العام فإن قناة الجديد كانت أول من توقع حدوثها في نشرتها الإخبارية قبل أيام، حيث أكدت أن الحريري سيكون أمام خيارين إما تدمير حزب الله وإما الاستقالة” واصفة الرئيس الحريري بأنه اختار أهون الشرين.

https://www.youtube.com/watch?v=2zWTf5jxIlE&feature=youtu.be

2 – نشرة “المنار” الناطقة باسم حزب الله.

أما قناة المنار الناطقة باسم حزب الله المعارض لرئيس الحكومة نقلت خبر استقالته على نحوٍ مختلف يعكس سياساتها حيث قالت غادة عساف مقدمة النشرة “في الشكل قبل المضمون، إي مستقبل للبنان يريده السعوديون فمن مكان ما على الأراضي السعودية استقال أو أقيل رئيس الحكومة اللبنانية” مشيرة إلى أن “الحريري” قد استجاب لتهديدات السعودية حيث أن ما غرده “السبهان” كُتب للحريري وأذاعه في بيان الاستقالة.

كما أكدت مقدمة نشرة الأخبار أن ما فعله رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل قد أهان لبنان حكومة وشعبا ومؤسسات واصفة ما قاله بأنه “كلام مبحوح”، متسائلة هل استقال الحريري أم أقيل؟ ومن نسق الاستقالة التي لم يعرف بها حتى مستشاروه؟

وتابعت مقدمة النشرة الناطقة باسم حزب الله متسائلة “هل هكذا تحمي السعودية لبنان؟ وهل بإطاحتها كل الأعراف والأصول الدبلوماسية وفرضها على أتباعها وصاية علنية تظن أنها قادرة على الإمساك بالورقة اللبنانية؟” منوهة أنه إذا كانت الأزمة السياسية تفرض اللعب بالورقة الحكومية فإنه ليس من الحكمة اللعب بالورقة الأمنية لغايات تحريضية.

https://www.youtube.com/watch?v=yClyo-ywIwY&feature=youtu.be

 

3 – نشرة “المستقبل” التابعة للحريري

أما تليفزيون المستقبل التابع لرئيس الحكومة أعلن خبر الاستقالة بعنوان وحيد وهو “استقالة الحريري”، فقد أعلنت مقدمة النشرة لينا دوغان أن الرئيس الحريري قد أعلن استقالته من رئاسة الحكومة، مؤكدًا أن يد إيران في المنطقة ستقطع.

وتابعت مقدمة نشرة الأخبار من قناة المستقبل مبررة لـ “الحريري” سبب الاستقالة حيث قالت: “إن الحريري في تصريح له من المملكة العربية السعودية اعتبر أنه لمس ما يحاك سرًا لاستهداف حياته، مشيرا إلى أن الأجواء في لبنان تشبه الوضع قُبيل اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري”، كما أكدت أن رئيس الحكومة لن يقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة وأنه أعلن أن يد إيران ستقطع مشددا على رفض استخدام حزب الله ضد اللبنانين والسوريين.

كما نوهت إلى أنه عقب الإعلان تلقى رئيس الجمهورية “ميشيل عون” اتصالا من رئيس الحكومة الموجود بالخارج وأعلمه بشأن الاستقالة وأن الرئيس “عون” ينتظر عودة الحريري للاطلاع على ظروف استقالته.

4 – نشرة الأخبار بقناة “MTV” التابعة للأحزاب المسيحية

أعلن مذيعو قناة mtv اللبنانية خبر الاستقالة على نحو مختلف، حيث قال مقدم النشرة “إنه في 11 يناير 2011 انقلبت قوي الثامن من آذار، على الرئيس سعد الحريري حينما كان في واشنطن واليوم وبعد مرور 6 أعوام و10 أشهر انتقم الحريري من ذلك الانقلاب الواقع ضده فانقلب على قوى الثامن من آذار وأعلن استقالته” واصفا إعلان الاستقالة بأنها سقوط ٌ للتسوية التي أتت بـ “ميشيل عون” رئيسا للجمهورية.

كما تسائلت مقدمة نشرة الأخبار قائلة: “هل يقبل “عون” بأن يتحول رئيسا لإدارة الازمة عقب استقالة الحريري، مشيرة إلى أن ما بعد 4 نوفمبر 2017 لن يكون كما قبله حيث ستدخل لبنان مرحلة جديدة مليئة بالمفاجئات والتطورات.

يُذكر أن تحالف “الثامن من آذار” قد نشأ في لبنان عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري ويضم حزب الله، حركة أمل، وتيار المردة بالإضافة إلى عدة تيارات موالية وذلك المُسمى لا تطلقه التيارات على نفسها لكنه اسم يستخدمه الإعلام للتنويه عنهم.