قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، إن المدارس اليابانية في مصر لم تتوقف كما أشيع، ولكن كما أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه لا يمكن أن نبدأ مشروعًا دون التأكد من عوامل نجاحه ليس على المدى القريب فقط، ولكن على مدى السنوات القادمة.
أضاف الوزير خلال حواره مع الإعلامي أحمد فايق، في لقاء على هامش “منتدى شباب العالم ” على قناة “النهار”، أن الحكومة اليابانية ستقدم قرضين لمصر، يوجهان إلى دعم التعليم الأساسي والفني والجامعي والمدرسين؛ وجزء منهما موجه لدعم الأطباء والتمريض، مضيفًا أن ما نشر بخصوص توقف هذا المشروع كان خاطئًا تمامًا ولا يوجد عليه دليل؛ بل ترتب عليه إثارة البلبلة أمام الحكومة اليابانية التي يتم ترجمة ما يكتب لها.
وأوضح أن فكرة تناقل المعلومات بدون دليل هو عيب من عيوب نظام التعليم لدينا ويجب تغيير ذلك، قائلاً: “إذا لم يتوفر الدليل لن نقوم بالرد على أي ادعاء كما يجب تغيير ثقافة.. مفيش دخان من غير نار.. ويجب أن أبحث دائما عن الدليل خاصة وأن هذه اتفاقيات كبرى بين دول موقع عليها من قبل العديد من الوزارات والبرلمان”.
أضاف الدكتور طارق شوقي أن مشروع بناء الإنسان وضعت نواته الأولى في ديسمبر 2014، ولكن لكي نجني ثماره نأخذ وقتا طويلا، لأن هناك تغير في أفكار ومعتقدات، موضحًا أن العمل يتم على عدة محاور وهى إعداد المعلمين ووضع محتوى رقمي مناسب، وكذلك وضع القطع بجوار بعضها لإكمال الصورة الناقصة.
كما أشار إلى أن تغيير نظام التعليم أصبح ضرورة ولكن السؤال هل نقوم بتغييره بالكامل أم نضع عليه بعض التعديلات؛ فالطفل الذي سيلتحق بمرحلة رياض الأطفال العام الدراسي القادم 2018 سيظل يدرس حتى عام 2033، ولهذا يجب أن أتخيل ما هي نوعية المواد التي يحتاجها في دراسته، هل هي اللغات أم المواد الفنية، ليكون قادرًا على بناء مصر وهذا هو الفرق بين من يفكر في الماضي والحاضر وبين من يخطط للمستقبل فما نريده هو أن نعيد التعلم للتعليم.
وألمح وزير التربية والتعليم إلى أن الوزارة في الوقت الحالي تسير في اتجاهين؛ هما استمرار المنظومة الحالية بكل سلبياتها واتجاه أخر نحو التطوير واستخدام أدوات المنظومة الجديدة من إدارة ونظم وكتب جديدة.
تابع أنه من الخطأ أن يحدد اختبار واحد مستقبل الشباب بدون النظر لبقية الظروف، وليس معنى حصول طالب على مجموع كبير في الثانوية العامة أنه متفوق، بل يعني أنه استطاع فهم هذه المنظومة، وأجاب عنها بذكاء ولهذا فإن النظام الجديد يعطي للطالب فرصة للبحث فليس هناك إجابة نموذجية، ولن يكون هناك امتحان قومي بل امتحانات عادية بأسئلة مختلفة وليس “صح وغلط” فقط.
وكذلك تجعل المدرس يقوم بإعداد أدواته جيدا ويستمر في البحث لكى يستطيع إيصال المعلومة للطالب وليس تحفيظه كما كان من قبل، مؤكدا أن هذا النظام يقلل من الدروس الخصوصية ولن يزيدها كما يقال، لعدم وجود أسئلة متوقعة أو إجابات نموذجية ولا تعتمد على الحفظ، بل على مدى فهم واستيعاب الطالب، وبهذا يعود التعلم إلى التعليم والطالب والمعلم إلى المدرسة.